سيناريوهات التصعيد الأمريكي ضد إيران.. ترامب ليس كسابقيه

الثلاثاء، 14 مايو 2019 01:00 م
سيناريوهات التصعيد الأمريكي ضد إيران.. ترامب ليس كسابقيه
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
طلال رسلان

«لوح بعصا غليظ وتحدث بصوت خفيض».. تعبر هذه الجملة عن السياسة الجديدة القديمة للولايات المتحدة الأمريكية في عهد الرئيس دونالد ترامب على خطى سياسة وزير الخارجية في عهد الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة الأمريكية أبراهام لينكون.

عام مضى على حملة ترامب بالضغط على النظام الإيراني، بعدما أعلن في 9 مايو 2018 الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم مع طهران عام 2015، والذي وصفه بـ"الكارثي"، وأمر بإعادة العقوبات التي رفعت عن نظام طهران.
 
«لا يمكن استبعاد مواجهة عسكرية.. إذا ثبتت أعمال إيران فهذا سيكون خطئا فادحا».. كان هذا أول تعليق من الرئيس دونالد ترامب على استهداف 4 سفن تجارية لأعمال تخريبية قرب مياه الإمارات الإقليمية، بعدما أعلن فريق التحقيق الأمريكي وخبراء عسكريون ترجيح تورط إيران أو أشخاص موالين لها في عملية تخريب السفن.

تصعيد عسكري وشيك
 
في تقرير لصحيفة نيويورك تايمز كشف أن وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة باتريك شاناهان قدم خطة عسكرية للرئيس ترامب تتضمن إرسال نحو 120 ألف جندي أمريكي إلى الشرق الأوسط استعدادا للتصعيد الإيراني بمهاجمة القوات الأمريكية أو تسريع وتيرة العمل في الأسلحة النووية.
 
5cd49a7195a597f4588b460e
 
وفقا للمعلومات التي حصلت الصحيفة الأمريكية فإن خطة باتريك تم تقديمها في اجتماع لكبار مساعدي ترامب لشؤون الأمن القومي الخميس الماضي، في الوقت الذي نقلت فيه الصحيفة عن مسؤول وصفته برفيع المستوى بأن هذه المراجعات لا تدعو إلى غزو بري لإيران.
 
التصعيد الأمريكي الأخير ضد طهران ربما يعكس إلى حد كبير إيعاز وتأثير مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، بعدما غض الرئيس جوج دبليو بوش الطرف عن نصائحه في وقت سابق فيما يخص مواجهة إيران قبل أكثر من عقد.
 
بولتون أحد أكثر صقور إدارة ترامب حسما فيما يتعلق بسياسة إيران، سعى إلى توجيه سياسة دب البيت الأبيض إلى إلى تخفيف الوجود الأمريكي في أفغانستان وسوريا، على حساب تحويل الدفة في نهاية المطاف إلى الشرق الأوسط كرد فعل على التهديدات إيران.
 
انقسامات في الداخل
 
داخليا تعيش إدارة ترامب حالة من الانقسامات الحادة، كشفتها تقارير إعلامية أمريكية، بشأن كيفية الرد على تجاوزات إيران، لكن على نطاق منطقة الخليج الأمر يبدو مختلفا حيث تتصاعد التوترات بشأن نووي طهران ونواياها في الشرق الأوسط.
 
دونالد ترامب_0
 
مسؤولون أمريكيون بارزون أشاروا إلى أن الخطط، حتى في مرحلة أولية للغاية، تُظهر مدى خطورة التهديد الإيراني، في الوقت الذي دفع آخرون، ممن يحثون على حل دبلوماسي للتوترات الحالية، إلى أن الأمر بمثابة تكتيك لتحذير إيران من اعتداءات جديدة.
 
وفقا لصحيفة نيويورك تايمز فإن عددا كبيرا من مسؤولي الأمن القومي الأمريكي وافقوا على تفاصيل الخطط التصعيدة ضد إيران في منطقة الشرق الأوسط، لكن رفضوا ذكر أسمائهم.
 
تحريك عسكري
 
في أقل من أسبوع أعلنت واشنطن إرسال حشد عسكري هو الأكبر من نوعه وغير مسبوق إلى الشرق الأوسط، وذلك في محاولة للرد مباشرة على مؤشرات رفع الجاهزية الإيرانية لمحاولة شن عمليات هجومية ضد القوات والمصالح الأمريكية.
 
على مدار الأيام الماضية تتابعت تصريحات المسؤولين الأمريكيين، بعد معلومات مخابراتية عن وجود تهديدات ونوايا من قبل نظام طهران لزعزعة أمن المنطقة وإلى تصعيد محتمل من وكلائها في المنطقة.
 
صباح الثلاثاء نقلت صحف أمريكية عن مسؤول بارز في واشنطن قوله إن التقييم المبدئي على حالة تعرض 4 سفن لأعمال تخريبية في المياه الاقتصادية لدولة الإمارات بالقرب من سواحل إمارة الفجيرة، يشير بشكر مباشر إلى احتمالية تورط إيران في الهجوم الذي استهدف ناقلات النفط، أو على الأقل أشخاص موالين لها. 


روحاني يرد

2018-07-04T124835Z_116080195_RC1EE3FF2EB0_RTRMADP_3_AUSTRIA-IRAN

كعادته لم يقف روحاني مكتوف الأيدي من التصعيد والتحركات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، وخرج بكلمة نقلتها وسائل الإعلام الإيرانية قائلا «اليوم، لا يمكن قول ما إذا كانت الظروف أفضل أم أسوأ من فترة الحرب (1980-1988)، لكن خلال فترة الحرب لم تكن لدينا مشكلات مع بنوكنا أو مبيعات النفط أو الواردات والصادرات، وكانت هناك عقوبات فقط على مشتريات السلاح".

وأضاف "ضغوط الأعداء حرب غير مسبوقة في تاريخ ثورتنا... لكني لا أيأس ولدي أمل كبير في المستقبل وأعتقد أننا يمكن أن نتجاوز تلك الظروف الصعبة شريطة أن نتحد".

ويبدو أن كلمات روحاني تعكس مدى تخبط الداخل الإيراني في محاولة للتخفيف من وطأة العقوبات الأمريكية، والتأثير على مشاعر الإيرانيين الطامعين إلى الخلاص من المستوى المعيشي المتردي. 

فيما وصفت طهران الحشد العسكري الأمريكي بأنه "حرب نفسية" تهدف إلى ترهيبها.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق