احذر «الأفلاتوكسين».. من الفطريات السامة في الحاصلات الزراعية وأخطره «بى 1»

من الطبيعي أن يتم تخزين الغِلال والحبوب، سواء على المستوى الفردى أو الجماعى فى المنازل أو المحلات التجارية أو المخازن، خاصة لدى تجار العطارة و الحبوب والغلال، كما يتم تخزينها على المستوى القومى، حتى يتوافر لفترات طويلة أو قصيرة مخزون سِلعى أو احتياطى استراتيجى من صنف ما، ومن وقتٍ لآخر، يظهر على هذه السلع أو الحبوب والغِلال، ألوان مُعيّنة، نتيجة وجود فِطريات بها، وحتى على مستوى ربات البيوت، ربما يلاحظن هذه الألوان على البصل أو الأرز أو المكرونة، أو غيرها من احتياجات طعام الأسرة، وعلى وجه الخصوص السلع والحاصلات الزراعية، وربما أيضا يلاحظ ذلك هواة "المكسرات"، من فستق وجوز ولوز وغيره، غير أن الكثيرين لايدرون ولا يتوقعون، أن تكون هذه الألوان أو الفطريات، هى سموم يمكن أن تؤذى الإنسان من خلال طعامه، أو مايسمى بـ «الأفلاتوكسين» (Aflatoxin).

الدكتور أشرف المرصفي مدير المعمل المركزي لتحليل متبقيات المبيدات 

الأفلاتوكسين ومخاطره
ولتبسيط هذا الأمر على الكثيرين، وخاصة ربات البيوت، نلقى الضوء على هذا النوع من الفطريات، حتى نكون على حذر عند تناول الأطعِمة، وتجنب تلك التى تظهر عليها هذه الألوان وهذه الفِطريات، والأفلاتوكسين أو (Aflatoxin) أو السموم الفطرية، هى أحد المواد السامة، التي تتكون عن طريق الفِطريات أو العفن، وتوجد في المحاصيل الزراعية مثل الذرة، والفول السوداني، والقطن، وتعتبر الفطريات الرئيسة، التي تُنتِج الأفلاتوكسين هي فطر Aspergillus flavus وAspergillus parasiticus، وتتوافر في العديد من المناطق الدافئة والرطبة في العالم، وتنتشر هذه الفطريات في الأراضي والمحاصيل، ويمكن اكتشافها عند زراعة الحبوب، في المناطق التي تعاني من الجفاف، حيث يحدث العفن في التربة، ويحدث الإتلاف والإضرار بالنباتات والحبوب، التي تمر بمرحلة تدهور ميكروبيولوجية، كما ينتشر في جميع أنواع الركائز العضوية، حينما تتوافر البيئة المناسبة لنموه، والتي تشمل نسبة عالية من الرطوبة أو الحرارة، ويوجد حوالي 13 نوعاً مختلفاً من الأفلاتوكسين، يتم إنتاجها من الطبيعة، غير أن أكثرها خطورة، من الناحية السمية هو فِطر B1، في حين أنّ وجود فطر Aspergillus flavus لا يدل على وجود مستويات ضارة من الأفلاتوكسين، لكنه يكون أكثر دلالة على أنّ هناك إمكانية لإنتاج الأفلاتوكسين، كما يمكن أن يتعرّض الأشخاص للسموم بالأفلاتوكسين، عن طريق تناول المنتجات النباتية الملوثة، مثل الفول السوداني، أو عن طريق استهلاك اللحوم، أو منتجات الألبان من الحيوانات، التي تتناول طعاماً ملوثاً، كما أن هناك خطورة على المزارعين والعمال، من خلال استنشاق الغُبار المتولد أثناء معالجة المحاصيل والأعلاف الملوثة، ومن الممكن أن يؤدي إلى الإصابة بسرطان الكبد.

الأفلاتوكسين على حبوب الذرة 

تقارير وزارة الصحة
من ناحيتها، كانت وزارة الصحة، قد أكدت فى تقرير رسمى لها، أن مادة الأفلاتوكسين هي مادة سامة، تُنتج في المحاصيل، بواسطة أعفان فطرية رمادية مُخضرَّة اللون مثل Aspergillus flavus و Aspergillus parasiticus ، وبالتحديد في الفول السوداني، والذرة، والمكسرات، وأشار التقرير، إلى أن هناك 4 أنواع شائعة من سموم الأفلاتوكسين، التي من الممكن أن تسبب تسمم للإنسان والحيوان،  وهي (B1 و B2 و G1 و G2)، وقد اشتُهرت وسُمّيت بذلك، نتيجة للونها، عندما تتعرّض هذه السموم إلى الأشعة الفوق بنفسجية، عند فصلها فى المُختبرات، حيث تعطي اللونين الأزرق (B)lue والأخضر (G)reen ويعتبر الأفلاتوكسين من نوعB1 الأكثر خطراً، و تصيب هذه الأعفان المحاصيل في الحقل، أو في المخازن، وخاصة عندما تتعرض هذه المحاصيل للتلف، نتيجة لعمليات الحصاد أو الإصابة بالحشرات والقوارض، ويمكن أن تنمو هذه الأعفان، عندما تتوفر الظروف الملائمة لنموها من حرارةٍ ورطوبةٍ أثناء التخزين.

الفطريات السامة على البصل 

متبقيات المبيدات
وعن هذه السموم، قال الدكتور أشرف المرصفي،  مدير المعمل المركزي لتحليل متبقيات المبيدات والعناصر الثقيلة في الأغذية، إن أحد المهام الرئيسية للمعمل، هي الكشف عن سموم "الأفلاتوكسين"، والتي يتم تطبيق حدود الاتحاد الأوروبي، في تقييم نسب الفطر السام في المنتجات الغذائية، لتقتصر نسبة وجوده في الأطعمة على 2 ميكروجرام لكل كيلو جرام من سُم الأفلاتوكسينb1، في حين تصل نسبة المسموح به من مجموعة الأفلاتوكسين السامة، بكل فئاته لحوالى 4 ميكروجرام لكل كيلو جرام.

سموم الأفلاتوكسين

المعايير الأوروبية
وتابع الدكتور أشرف المرصفي، شرحه قائلاً:إن مصر تطبق المعايير الأوروبية في الفرز، وفحص الأقماح المستوردة والمعجنات، بينما يقوم الحجر الزراعي، بسحب العينات وإرسالها إلي المعمل المركزي لمتبقيات المبيدات والعناصر الثقيلة في الأغذية، حتى نُجري التحاليل اللازمة، لكشف تلك الفطريات السامة، والمعروفة باسم المايكوتوكسينات وتشمل الأفلاتوكسينات وغيرها من الفطريات السامة، وأوضح مدير معمل متبقيات المبيدات، أن آلية فحص العينات، تتم من خلال الاستعانة بجهاز h.p.l.c الذي يقوم بتحليل الأفلاتوكسينيات، وهو جهاز كروماتوجرافي، ويعمل بدقة لكشف حجم ونوع الفطريات السامة، وأنه يتم تلقي العينات، التي يقوم بفحصها من خلال إدارة الحجر الزراعي المصري، بحوالى 20 كيلو جرام عن كل تشغيلة، وكذلك هيئة سلامة الغذاء، بخلاف ما يقوم به المعمل من سحب لعينات، كنوع من أنواع التقصي، للوقوف على مواقف الملوثات، داخل الأسواق المصرية للمنتجات الغذائية، المتداولة في هذه الأسواق، ضمن الخطة الوطنية لرصد الملوثات في الأغذية.

الفطريات تظهر على الحبوب والغِلال

الفطريات فى الفول السودانى