حروب الوكالة في الشرق الأوسط.. إيران الأكثر امتلاكا للميليشيات

الأحد، 19 مايو 2019 10:00 ص
حروب الوكالة في الشرق الأوسط.. إيران الأكثر امتلاكا للميليشيات
حزب الله اللبناني

باتت منطقة الشرق الأوسط أشبه بمسرح عمليات، حيث تعيش أجواءا متوترة، مع تزايد التصعيد الأمني والنزاعات المسلحة، والحروب الاستخباراتية.
 
ورغم تعدد الحروب التي تشهدها المنطقة، لكن تظل الحروب بالوكالة أشرسها، فالشرق الأوسط، مسرح كبير للحروب بالوكالة، ومواجهة الإرهاب بمختلف أشكاله، لما تمثله من مطمع لدى كثير من الدول الغربية، وكذلك بعض دول المنطقة.
 
وفى جيل الحروب الجديدة، لا تكلف الدول نفسها عبء إرسال قواتها وآلياتها العسكرية إلى دول أخرى، للدخول فى مواجهات مسلحة مباشرة، بل تلجأ إلى تمويل الجماعات المسلحة وتدريب المقاتلين داخل أراضى الدول، التى تسعى للسيطرة على مقدراتها وإدارتها، حتى تمكن تلك الجماعات من فرض سيادتها على الحكم والإدارة، وبذلك يتحقق هدفها فى فرض التبعية لها.
 
ولعل أبرز الدول فى منطقة الشرق الأوسط، التى تعمل على تدشين الميلشيات لزعزعة استقرار البلاد المجاورة، هى إيران، حيث تلجأ إلى تلك الجماعات المسلحة عند الحاجة إليها، لضرب أهدافًا داخل حدود خصومها أو استهداف قواتها دون أن تظهر كطرف مباشر، لتتجنب بذلك التورط فى حرب مع الدولة التى تعاديها وحلفائها.
 
صحيفة الجارديان البريطانية، قالت في تقرير صحفي حمل عنوان: «إيران تطلب من ميليشيات الاستعداد لخوض حرب بالوكالة فى الشرق الأوسط»، استندت فيه إلى مصادر استخباراتية، أكدت أن قائد ​فيلق القدس​ فى الحرس الثورى الإيرانى، ​قاسم سليمانى​، التقى قادة من حلفاء إيران فى المنطقة​ خلال زيارته الأخيرة للعراق قبل نحو 3 أسابيع وأخبرهم بالاستعداد لخوض الحرب بالوكالة على خلفية التصعيد الأمريكى ضد طهران.
 
وأشارت الصحيفة البريطانية، إلى إنه بالرغم من أن سليمانى اعتاد لقاء قادة الميليشيات بشكل مستمر منذ 5 سنوات، إلا أن هذا اللقاء الأخير كان مختلفا جدا حيث كان الأمر أكبر بكثير من مجرد دعوة إلى إشهار السلاح، وأوضحت الصحيفة أن ​الإدارة الأمريكية​ قامت بإجلاء موظفيها من بغداد وإربيل، كما رفعت مستوى التأهب فى القواعد العسكرية فى العراق وفى مواقع مختلفة فى منطقة الخليج بعد أن شعرت أن مصالحها فيها قد تكون عرضة للخطر.
 
ونقلت الصحيفة عن مصادرها قولها، إن إيران خرجت من المعارك مع ​تنظيم داعش​ أكثر جرأة، وهو أمر سيطر على الحوارات الأخيرة بين الرئيس الأمريكى ​دونالد ترامب​ وكبار الصقور فى إدارته أمثال: ​جون بولتون​ مستشار الأمن القومى و​مايك بومبيو​ وزير الخارجية وهما من ركائز التصعيد ضد إيران.
 
ويأتى على رأس الأذرع الإيرانية جماعة حزب الله اللبنانية، الذراع الأقوى لإيران في هلال الشام، تقول تقارير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن حزب الله، حافظ لثلاثة عقود، على تركيزه الوحيد كمجموعة عسكرية لبنانية، تحارب إسرائيل، لكن مع تغير الشرق الأوسط باندلاع نزاعات ليست على علاقة بإسرائيل تغيرت كذلك أولويات حزب الله، مشيرة إلى أن حزب الله، وسع من نطاق عملياته بسرعة بإرسال جحافل من مقاتليه إلى سوريا وعشرات المدربين العسكريين إلى العراق وبدعمه للانقلابيين فى اليمن، كما ساعد فى تنظيم مجموعة من المقاتلين المسلحين من أفغانستان الذين يمكنهم القتال فى أى مكان تقريبا، ومع هذا النشاط، لم يصبح "حزب الله" فقط قوة فى حد ذاته، لكنه بات أحد أهم أدوات إيران - الراعى الأول له - فى سعيها الحثيث إلى السيادة بالشرق الأوسط.


وأشارت الصحيفة، إلى أن حزب الله، أصبح نموذجا لتشكيل المليشيات التى تدعمها إيران فى المنطقة، حيث تطور ليكون ذراعا للحرس الثورى الإيرانى، فأصبح النسيج الذى يربط الشبكة المتنامية من المليشيات القوية، وليست لبنان الضحية الوحيدة لميليشيات إيران، بل ضربت أياديها اليمن، أيضًا، من خلال ذراعها المتمثل فى جماعة الحوثى الإرهابية، والتى تدعمها طهران باستمرار لاستخدف دول الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية، وليس هناك دليل أكبر من ضرب طائرات بدون طيار، لأهداف نفطية سعودية، والتى كانت مسيرة من قبل الحوثيين.
 
وإلى جانب الميليشيات، لدى إيران حلفائها، أيضًا، متمثلة فى دويلة قطر، ولكن فى ظل الصراع الأمريكى الإيرانى الحالى، فإن الدوحة أصبحت فى موقف ملىء بالتناقضات لا تحسد عليه، خاصة وأنها حليف للبلدين، ففى الوقت الذى يرعى فيه تنظيم الحمدين الأعمال الإرهابية للميليشيات الإيرانية وينفق عليها ملايين الدولارات، فإن واشنطن لديها أيضًا قواعد عسكرية فى قطر والتى ستكون أحدى محطات ضرب طهران حال نشوب الحرب المنتظرة، وهو الوضع الذى يفرض سؤالًا محيرًا على حاكم قطر، وهو إلى أى المعسكرين سينضم؟.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق