بسبب العقوبات الأمريكية

أزمة في حزب الله اللبناني بعد تقليل الدعم الإيراني لها.. والمليشيا تلجأ لجمع التبرعات

الأحد، 19 مايو 2019 09:00 م
أزمة في حزب الله اللبناني بعد تقليل الدعم الإيراني لها.. والمليشيا تلجأ لجمع التبرعات
حزب الله

يبدو أن حزب الله اللبناني قد أصبح في مأزق كبير  بسبب تقليل التمويل الإيراني القادم لها، وهو التمويل الذي ضعف بسبب العقوبات التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب علي التجارة مع إيران، خاصة وأن الدعم النقدي الذي كانت تتلقاه من إيران علي مدي عقود طويلة هو ما ساعدها علي الانفاق علي مسلحيها وشراء أسلحة.

ووفق لتقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية فإن عن عدد من مسئولي الميليشيات وأعضائها وأنصارها أكدوا أن إيراداتها هبطت بشكل غير مسبوق، مما أجبرها على إجراء تخفيض كبير على النفقات.

الغريب أن حزب الله اضطر إلي البحث عن حل لهذه الأزمة، وقامتبمنح عددا من مسلحيها إجازات، علاوة علي تسريح جزء أخر من المسلحين واحالتهم إلى الاحتياط، حيث يتلقون رواتب محدودة أو لا يتلقون رواتب على الإطلاق.

ووفق عضو في الوحدات الإدارية للميليشيات رفض الكشف عن اسمه، قال أنه حتى أولئك الذين ظلوا في الخدمة العسكرية تم تقليص مرتباتهم وتم إلغاء الامتيازات السابقة التي تمتعوا بها، مثل الوجبات وقسائم الوقود والموصلات.

علاوة على ذلك، اضطر حزب الله إلي سحب عدد كبير من مسلحي الميليشيات من سوريا، وهي المليشيات التي لعبت دورا رئيسيا إلى جانب القوات الحكومية خلال الحرب المشتعلة منذ سنوات.

ونقلت "واشنطن بوست" عن مصدر  داخل ميليشيات حزب الله، قوله إن الميليشيات ألغت برامج في تلفزيون "المنار" التابع لها وسرّحت موظفيها.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، إذ تم أيضا تقليص برامج الإنفاق الاجتماعي المخصص لعناصر الميليشيات، مثل الأدوية المجانية والبقالة، في حين أبقت على مخصصات أسر قتلاها في سوريا أو المواجهات مع إسرائيل، وهي المخصصات التي ينظروا لها علي أنها ضرورية لجذب مقاتلين جدد.

وتقول الصحيفة الأمريكية أن العقوبات التي فرضها ترامب العام الماضي على إيران، بعد انسحابها من الاتفاق النووي، كانت أقسى بكثير من تلك التي ساعدت في جلب إيران إلى طاولة المفاوضات في ظل إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، وتركت هذه العقوبات أثرا عميقا على الاقتصاد الإيراني.

من جانبه صرح المبعوث الأمريكي الخاص بإيران، برايان هوك، أن بلاده تمكنت من حرمان إيران من 10 مليارات دولار منذ نوفمبر الماضي، الأمر الذي قلّص من قدرة النظام الإيراني على الإنفاق.

ونقلت "واشنطن بوست" عن مسئول كبير في ميليشيات حزب الله اعترافه بأن الأموال الواردة من إيران قلت كثيرا، مما اضطر الميليشيات إلى تقليص نفقاتها، مضيفا "لا شك أن لهذه العقوبات تأثير سلبي"، لم يوضح مسئول المليشيات مقدار الانخفاض الذي طرأ على التمويل الإيراني لها، لكن " هوك " صرح في أبريل الماضي بأن إيران كانت ترسل في الماضي نحو 700 مليون دولار سنويا إلى الميليشيات، وهو ما يمثل 70 % من دخل حزب الله.

الغريب أن ميليشيات حزب الله ابتدعت وسائل عدة لتعويض هذا النقص الحاد في التمويل، حيث قامت بتسيير شاحنات صغيرة مزودة بمكبرات صوت تدعو إلى التبرع، كما نشرت العديد من اللوحات الإعلانية التي تحث اللبنانيين على التبرع للجمعيات الخيرية التي تديرها الميليشيات.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق