التفكير النقدي والموضوعية

الثلاثاء، 21 مايو 2019 04:42 م
التفكير النقدي والموضوعية
د. السعيد عبدالهادي

 
من اخطر مساوئ التعليم المبني علي الحفظ والتلقين، والتربية المبنية علي السمع والطاعة،  هو جمود الفكر وتغليب العواطف وغياب التفكير النقدي والموضوعية.
 
في الايام القليلة الماضية،  لاحظت ان نسبة كبيرة منا تتبني افكارا جامدة واراءا عفي عليها الزمن،  في الرياضة والسياسة والدين والشأن العام.
 
في الرياضة، اتعجب لسماع الفاظا وقراءة كلمات تنم عن التحيز الاعمي لفريق بعينه، حتي وان كان الاداء سيئا للغاية! وبنظرة سريعة علي الرياضة العالمية، تدرك اننا يجب ان نتحسر علي الرياضة المحلية.
 
في السياسة، تابعت الهجوم الغير المبرر علي الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، صاحب المشروعات الكبري التي عاشت عليها مصر منذ منتصف القرن العشرين، وعلي الزعيم البطل محمد انور السادات، صاحب قراري الحرب والسلام، وبدونهما لكانت هذه المنطقة مازالت تعيش في حروب متصلة،  وتناسينا ان لكل بشر انجازات واخفاقات وان الكمال لله وحده.
 
في الدين، شاهدت هجوما ضاريا علي رجل الدين السعودي وعلي بابا الفاتيكان، لانهما اعملا العقل وفكرا خارج معتقدات المؤسسة الدينية العتيقة،  التي تبنت افكارا جامدة وحافظت عليها لعدة قرون، رغم ان العالم يتغير كل يوم، وتغيرت مفاهيم كثيرة بواسطة العلوم الحديثة، ويحب علي رجال الدين تطوير اراءهم مع تغيرات الزمن.، طالما ان الاصل في الدين هو الايمان بالله واتباع الرسل، اما باقي الامور الدنيوية، فهي تخضع للتفكير والتطوير ومسايرة العصر.
 
وحتي في الشأن العام، رأيت اناسا تهاجم كل المشروعات العملاقة التي تشهدها ارض مصر،
وشهد لها العالم بالعظمة والدقة مثل انفاق سيناء، ومحور روض الفرج،  ومشروعات الطاقة الشمسية. وكلها مشروعات عملاقة اشاد بها المجتمع الدولي.
 
لقد اهملنا التعليم والبحث العلمي لعقود طويلة، واهملنا اعمال العقلانية والموضوعية ودراسة المزايا والعيوب لكل قضايانا، وخرجنا اجيالا دأبت علي الحفظ دون الفهم، والطاعة دون المجادلة بالحسني، والتشدد دون التفكير النقدي والمرونة وقبول الرأي والرأي الاخر، والنتيجة هي مانراه اليوم من تخبط وانقسام في الحياة العامة حتي بين المثقفين منا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة