المبدع والمبتكر الفنان محمود رحمي.. اسم عملاق في «فن العرائس» (حوار)

الأحد، 26 مايو 2019 06:00 ص
المبدع والمبتكر الفنان محمود رحمي.. اسم عملاق في «فن العرائس» (حوار)
حوار مع أرملة الفنان محمود رحمى مع محرره " صوت الأمة"
زينب وهبة - تصوير: السعودى محمود

 أرملة الفنان رحمى «فوقية خفاجى»: رمضان يعنى «بوجى وطمطم» واستمر 18 عاما
 
«صوت الأمة» التقت فوقية خفاجى، زوجة الفنان الراحل محمود رحمى.. وإلى نص الحوار:

 بداية نريد التحدث عن الجانب الإنسانى للفنان الراحل محمود رحمى؟

 
- الفنان لابد أن يكون إنسانا قبل أن يكون فنانا، محمود رحمى هذا الاسم العملاق المصرى، الذى أعرف أثره وأثر عمله، ويدل على أنه إنسان موهوب، الفنان والإنسان شىء واحد، ولا يمكن أن يكون فنان عظيم مثله لا يكون إنسانا فهو إنسان مصرى يحب بلده، ويعرف الأصول ويمتلك الطيبة، وكان يحب أن يكون كل شىء صحيح ومظبوط وحينها يتسم بالهدوء ولو كان غير ذلك يثور غضبا.
 
DSC_0560

متى تعرفتِ على  الفنان رحمى ؟
 
- بعد تخرجى وحصولى على البكالوريوس من كلية الفنون الجميلة، والتحاقى بالتليفزيون فى عام 1979، وأول عملى كان بقسم العرائس، وحينها عرفت هذا الفنان، وأحببت عمله وأحببته من خلال إنسانيته ومستوى رقيه وذوقه وطيبته، وكل شىء فيه كان جميلا وبخلاف ذلك اهتمامه بعمله، وقدم لمصر شيئا عظيما وجديدا ومختلفا، حيث كان لا يوجد إلا الأراجوز، وجعل هذا الفن راقيا جدا، فن العرائس، لأنه إنسان راقى. 
 
اختار فن الطفل، وهو من أصعب الفنون، وأصعب من فن الكبار، لأن التعامل مع الطفل، وجذب انتباهه، وجعل الطفل ينصت لك فهذا صعب بشكل كبير، والهدف من فن الطفل بناء وجدانه وتربيته بشكل سليم وسوى، وهو اختار مجال وميدان من أبرز الميادين ميدان الطفولة، وقدم له العروسة لمخاطبته بكل ما هو جميل.
 
DSC_0573

متى وكيف بدأ الفنان محمود رحمى فن العرائس؟
- فى أوائل الستينيات، حيث التحق بالتليفزيون عام 1961 بعد افتتاح التليفزيون بسنة، وعمل قسم العرائس ومع أنه كان سيعمل معيدا فى كلية الفنون الجميلة لكنه رفض، وأراد أن يوصل رسالته للإنسان المصرى البسيط من خلال الشاشة، فبعد التحاقه بالتليفزيون، بدأ يفكر فى هذا الفن ونوع الخامة التى سيستخدمها للعرائس وتصميم شخصيات .

حدثينا عن أعماله؟
- أول أعماله «أرنوب ودبدوب» فى برنامج عصافير الجنة مع الإعلامية الراحلة سلوى حجازى، و«بقلظ» مع الإعلامية نجوى إبراهيم، وكان التليفزيون عنوانا للثقافة والرقى، وحتى كانت هناك إدارة تسمى مراقبة الأطفال وبها مخرجون ومعدون وكتاب، وكانت العرائس تخدم إدارة الأطفال، وتعمل حدوتة أو برنامجا، فى السبعينيات عملو برنامج «حمادة وعم شفيق» مع الفنان الجميل شفيق نور الدين، وكان معه عروسة اسمها حمادة من صنع الفنان رحمى.
 
 
DSC_0609
 
كنت قسم نحت، والفنان رحمى أيضا كان قسم نحت، وكان مبدعا فيه جدا، ولكنه اختار قسم فن العرائس، ويعتبر الفنان رحمى أستاذى الذى علمنى فن العرائس وظللت بالقسم حتى خروجى على المعاش، وبيتى عبارة عن أتيليه لعرائس الفنان رحمى، وأشرف بنفسى على  العرائس، وأعمل لهم أشياء جديدة، أجدد عروسة «طمطم أو بوجى»، وعشقى لهذا الفن من هذا الفنان و إخلاصه، وأحببته من طريقة حبه لعمله حتى لو بيصنفر خشبة يصنفرها بحب، فعمله كان يصل للمشاهد بسهولة. 
 
أنا مصممة فى التليفزيون، وكان يوجد أكثر من 20 مصمما، حيث كانت إدارة فن العرائس كبيرة، وكان الفنان رحمى مدير الإدارة،  فكان بها مصممو عرائس ومنفذو عرائس  ومصممو أزياء عرائس، ومصممو ديكور عرائس، بخلاف الورشة التى بها النحت وبها الخشب وغير ذلك  كان فى الستينيات، والآن لا توجد إدارة أساسا، وبعد خروجى على المعاش من التليفزيون، ألغوا هذه الإدارة تماما، وهذا تأخر، وليس تقدما على الإطلاق .

هل هناك أسرار عن الفنان محمود رحمى؟
- الفنان محمود رحمى، كان وطنيا جدا ودائما كان مهموما بشئون وطنه، وليس مصر فقط، وإنما الوطن العربى بأكمله والقضايا العربية أيضا كفلسطين والعراق، وكان يمشى فى مظاهرات، ويذهب إلى العراق أيام الحصار،  وهو مريض لكى يخفف عن الطفل العراقى إذا كان مريضا أو محتاجا للدواء، وهذا يدل على إنسانيته غير العادية وإحساسه غير العادى بالطفل وجروحه وآلامه التى من الممكن أن تشطر قلبه إلى نصفين.
 
DSC_0705

كيف ينظر الفنان رحمى للطفل المصرى بصفة خاصة؟
- كان الفنان رحمى يقول أنا لا أعمل للطفل الذى يعيش فى الزمالك أو جاردن سيتى، فهو لا يحتاجنى، أنا أعمل لطفل الحارة ، وطفل القرية وطفل الصعيد، الذى لا يملك شيئا يفرحه، فأنا أصنع له شيئا يسعده  سواء أغنية حلوة أو شكل جميل لعروسة، وأدخل عليه البهجة والفرحة، ويقلد العروسة التى يشاهدها، ويسمع كلامها وينفذه من عادات وتقاليد، فالعروسة قديما كان لها دور كبير جدا، والطفل المصرى عرف الهزيمة من النصر من الأستاذ صلاح جاهين من الأغنية الحلوة التى تعرف الطفل كل شىء، ويعرف الطفل مصريته وتقاليده.

ماذا كان طموحه فى عمله؟
 
- دائما يفكر فى عمله وتطويره ورسم شخصيات جديدة ومن سيمثلها، ويكتب الحوار أو الإسكريبت، هذا هو العمل الفنى.

من أهم أعماله المميزة لشهر رمضان مسلسل بوجى وطمطم حدثينا عنه؟
- كان الفنان محمود رحمى سعيدا بوصوله إلى «بوجى وطمطم» سنة 1983، وشعر بأنه حقق حلمه بعمله للطفل المصرى الشخصية الحقيقية الخاصة به، واستمر 18 عاما، وبالرغم من أنها توقفت لكن هى التى فازت ببساطتها وبقيت إلى الآن بمصريتها ومواضيعها المصرية التى خلدتها إلى الآن، فشهر رمضان عندما يأتى توجد حالة فى مصر اسمها بوجى وطمطم، إما لقاءات أو تليفزيون أو يوتيوب، فقام رحمى بعمل بوجى وطمطم كاملاً من أول الفكرة إلى الإخراج والظهور على الشاشة .
 
 
DSC_0607
هل سيعود مسلسل بوجى وطمطم مرة أخرى؟
 
- نعم لأن رسالتى وحياتى أن أكمل رسالة الفنان محمود رحمى بشخصيات موجودة، وتراث جميل للطفل المصرى، العائلة كلها موجودة 20 شخصية مصرية، وأحافظ عليها حتى تخرج فى الوقت المناسب بالموضوع المناسب والجو العام المناسب لبوجى وطمطم، الذى يقدم كل ما هو نبيل وجميل للطفل المصرى .

أوبريت «اللعبة» يعد من أبرز أعماله أيضا؟
- قام رحمى بعمل وإخراج «أوبريت اللعبة» بماسكاته وإخراجه الذى نال عنه جوائز عالمية، وشارك فى هذا العمل الرائع نيللى بجمالها وسحرها، وكلمات الرائع صلاح جاهين، وأوبريت اللعبة مدته 15 دقيقة تقريبا، والمدة التى تم فيه صناعة هذا الأوبريت سنتان، ويحتوى على 200 شخصية أو ماسك، وتشعر بأنك ترى شيئا غنيا جدا، فهذا هو الفنان بالرغم من أننا كنا لا نملك كأمريكا الخامات ونفس الإمكانيات.
 
DSC_0761

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة