سؤال محرج إلى أيمن بهجت قمر.. لماذا سكت على سرقة تراث ماسبيرو 20 سنة؟

السبت، 25 مايو 2019 02:44 م
سؤال محرج إلى أيمن بهجت قمر.. لماذا سكت على سرقة تراث ماسبيرو 20 سنة؟
طلال رسلان يكتب:

بعيدا عن المزايدات والآراء الشخصية، والاستماتة من أجل وجهة النظر، أو حتى الاعتراض من أجل الاعتراض... من حق الجمهور أن يعرف، ويكون ملما بالتفاصيل إذا كان العنصر الأساسي ومحرك الصناعة.
 
خرج المؤلف أيمن بهجت قمر ببيان رافض للاتفاق بين التلفزيون المصري والشركة المتحدة للإعلام لحماية تراث ماسبيرو من الضياع بعرضه على منصة watch it ، وقال «إنذار إلى من يهمه الأمر أنا وكل أبناء المؤلفين القدامى والمبدعين لم نتنازل عن حقوق الديجيتال الخاصة بكل أعمال آبائنا وأي بيع أو إتجار فيها من خلال أي أبليكيشن أو موقع سيتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية.. اللي كان متساب كان متساب بمزاجنا أو لعدم فهم.. هو مولد وصاحبه غايب !!! اللهم بلغت».
 
سأعود إلى أيمن بهجت قمر مرة أخرى لكن بعد أن أروي لكم قصة حكاها لي أحد العاملين في ماسبيرو، وانكشفت تفاصيلها في منتصف أبريل الماضي.
تخبرنا تفاصيل القصة بأنه بين لية وضحاها انقلب مبنى ماسبيرو رأسا على عقب، حركة هنا وأحاديث هناك واجتماعات متتالية لمسؤولين لم يشاهدهم أحد خلال عام كامل اللهم إلا في الاجتماعات العامة، المهم أن الأمر يشير إلى شيء غير عادي يحدث داخل مبنى التلفزيون، شيء غير بسيط.
كان عبد اللطيف المناوي وقتها رئيسا لقطاع الأخبار، حضر وعلى وجهه علامات الغضب الشديد، وإلى جواره أحد المسؤولين الكبار يتحدثان عن أشرطة هامة اختفت فجأة.
 
تبين بعد ذلك ضياع العديد من المواد المهمة التاريخية، واختفائها من الشرائط المخصصة لها بمكتبة قطاع أخبار الهيئة الوطنية للإعلام، وكانت من بين المواد لقاءات للرئيس السادات، وتسجيلات لبعض قيادات الإخوان في ستينات القرن الماضي، قامت الدنيا ولكن سرعان ما قعدت دون نتيجة، لا أحد يعلم أين اختفت هذه المواد المهمة وبالطبع لم تكن محفوظة في أرشيف آخر ولا حتى نسخة احتياطية.
 
تلك الواقعة السابقة تكررت بحذافيرها عندما ضاع عدد من الأشرطة في ماسبيرو تحتوي على برامج مهمة، كان أبرزها برنامج "شاهد على العصر" للإعلامي عمر بطيشة، وعرضت بعض حلقاته على "ماسبيرو زمان"، لكن توقف عرضه فجأة أيضا بسبب عدم وجود حلقات أخرى غير التي عرضت، وقتها أثار الأمر استياء الإعلامي الكبير عمر بطيشة، وخرج على وسائل الإعلام وأكد وجود 50 حلقة لم تعرض من البرنامج مصورة في قصر الأمير محمد علي، وطالب وقتها بإجراء تحقيق عاجل وإنقاذ شهادات تاريخية لأسامة أنور عكاشة، ومصطفى محمود، وسامح عاشور، وشيخ الأزهر، وخيري شلبي وتهاني الجبالي، وزين نصار وحلمي بكر وغيرهم، على حد وصفه.
لماذا أحكي هذه الوقائع؟
 
الأمر لا يحتاج إلى مزيد من القصص لإثبات كارثة ماسبيرو، أو الإهمال الذي التصق بكل قطاعاته منذ سنين، راحت تحت الأقدام ثروة لا تقدر بمال، تاريخ وشهادات وأحداث شكلت الوطن في حقب مختلفة بوقائع فاصلة في تاريخنا كانت الطريقة الوحيدة لحفظها هي أدراج من الصاج أو الخشب بلا أقفال في قطاع الأخبار بماسبيرو.
 
التقطت قنوات عربية، الكل يعرفها جيدا، كنز ماسبيرو قبل ضياع ما تبقى منه بشغف كبير، دفعت فيه ملايين الجنيهات، وأخذت جزءا لا بأس به، وصنعت منه محتوى خاصا بها، مع أرشيف ثقيل من الأعمال الفنية العتيقة والصور النادرة.
 
وجزء آخر لا بأس به أيضا كان مادة خصبة للتقطيع والقص واللزق والنهب على مواقع التواصل الاجتماعي. صفحات مجهولة المصدر جمعت ملايين المشاهدات والفلورز بسبب التجارة بمواد الزمن الجميل، من منا لا يستهويه حوار نادر للفنان فؤاد المهندس، أو أحمد زكي في انطلاقاته الأولى، وغيرهم كثيرين.
 
في خطوة لحماية المحتوى من القرصنة وعمليات السرقة من ناحية، وكسر احتكار مواقع التواصل الاجتماعي من ناحية أخرى، وقعت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بروتوكولا مع الهيئة الوطنية للإعلام في إطار الحفاظ على المحتوى المصري سواء ما تم إنتاجه سابقا أو حاليا من التلفزيون المصري ويمتلك حقوقه الرقمية. ويقضى البروتوكول بإتاحة ذلك المحتوى على المنصة الرقمية الجديدة Watch iT حصريا والتى أطلقتها الشركة المتحدة للخدمات الرقمية لتقديم المحتوى فة صورة أفضل ومتطورة وحسب طرق العرض الحديثة للمحتوى الإعلامي بأنواعه.
 
اتفقت أو اختلفت مع فكرة منصة watch it  التي تحفظ الحقوق والمحتوى، وعلى غرار منصات عالمية، إلا أن خطوة حفظ التراث على منصة إلكترونية مهم للغاية ويغلق باب نهبه أو ضياعه أو حتى تصديره إلى الأبد. 
 
نعود إلى أيمن بهجت قمر
 
 أسئلة تطرح نفسها تلقائيا بعد منشوره على فيس بوك، أين كنت عندما ضاعت مواد تاريخية في ماسبيرو، أين كنت عندما نُهبت مئات المواد من تراثنا الفني والسياسي وسُرقت ولا أحد عرف عنها شيئا، لماذا لم تقف أمام صفقة بيع أرشيف ماسبيرو لإحدى القنوات العربية الخارجية بملايين الجنيهات، لماذا تذكرت الآن قيمة هدية التاريخ التي أتلفها الهوى، لماذا تتحرك الآن رغم أن الشركة التي تريد حفظ تراث ماسبيرو الآن شركة وطنية خالصة وملاكها مصريين وليست شركة أجنبية؟، هل الأمر مثلا يتعلق بمصلحة المنافسة مع الآخر، أو هو الاعتراض لإثبات الحضور، أم أن الأمر لحاجة في نفس يعقوب؟!
 
وحتى يُخرج أيمن بهجت قمر ما في جعبته من إجابات لهذه الأسئلة، وأشك في ذلك، الأمر يحتاج إلى نظرة منطقية واقعية على مستقبل الإعلام والفن في ظل صراع حتمي مع مواقع التواصل الاجتماعي وناهبي التراث وتشويهه، بعدما وصل "السمارت فون" إلى فئات كان مقررا لها بعد ذلك بـ5 سنوات على الأقل.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق