الرابحون من الصيام.. المسحراتي

الإثنين، 27 مايو 2019 07:00 ص
الرابحون من الصيام.. المسحراتي
المسحراتي- أرشيفية
كتبت- إيمان محجوب

 
«اصحي يانايم وحد الدايم.. وقول نويت بكرة إن حييت.. الشهر صايم والفجر قايم .. ورمضان كريم» بهذه الكلمات والدقات على «الطبلة» لحظات لا يمكن أن تنسى ولا تمحى من الذاكرة؛ فصورة «المسحراتي» وهو يقرع الطبلة ثم يدق الأبواب لينادي كل صاحب منزل باسمه لم يكن ليكتمل شهر رمضان عند كثير منا الا بوجوده، فهو يرتبط ارتباطا وثيقا بتقاليدنا الشعبية والرمضانية، فقبل الإمساك بساعتين يبدأ المسحّراتي جولته الّليلية في الأحياء الشعبية موقظا أهاليها للقيام على ضرب طبلته وصوته الجميل يصدع بأجمل الكلمات، ما يضفي سحرا خاصّا على المكان.
 
وقديما كان المسحراتي لا يأخذ آجره وكان ينتظر حتى أول أيام العيد فيمر بالمنازل ومعه طبلته المعهودة، فيقوم بالضرب على طبلته نهار العيد لعهده بالأمس في ليالي رمضان فيهب له النّاس بالمال والهدايا والحلويّات ويبادلونه عبارات التّهنئة بالعيد السّعيد.
 
وأول من نادى بالتسحيرعنبسة ابن اسحاق سنة 228 هـ وكان يذهب ماشياً من مدينة العسكر في الفسطاط إلى جامع عمرو بن العاص وينادي النّاس بالسحور، وأول من أيقظ النّاس على الطّبلة هم أهل مصر في عهد الدولة الفاطمية كان الجنود تتولى الأمر، وبعدها عينوا رجلا أصبح يعرف بالمسحراتي، كان يدق الأبواب بعصا يحملها قائلا «يا أهل الله قوموا تسحروا».
 
ولمسحراتى الإذاعة والتلفزيون مذاق خاص فهو صاحب صوت عذب، وأنغام مرتبة موزونة، وكلمات تزرع البهجة والفنان عبد العزيز محمود كان له السبق فى تقديم شخصية المسحراتى من خلال الأغانى الدينية التى قدمها عبر أثير الإذاعة المصرية، ثم تلاه الراحل محمد فوزى، الذى كان من أبرز الشخصيات التى أدت دور المسحراتى فى الإذاعة المصرية، ومن أهم ما غنى أغنية «السحور» من تأليف بيرم التونسى سنة 1954.
 
وتقول كلمات الأغنية: «أنا أمدح المولى الغفور الودود، إللى اتجلت رحمته فى الوجود، الأرض والسماوات علىَّ شهود، أشهد له سبحانه بعز سلطانه، ومن صميم قلبى أشكر له إحسانه، يا مؤمنين سبحوا الله سبح إله العرش واخضع إليه، هو الوحيد إللى أنت رزقك عليه، الملك والملكوت عطية أيديه، سبحانه من خلى الأهلة تدور، والشهر بالخيرات علينا يدور».
 
أما سيد مكاوي، فكان أشهر وأهم مسحراتي في تاريخ الإذاعة المصرية، إذ كانت الإذاعة تحرص خلال شهر رمضان على تقديم حلقات المسحراتي، متعهدة لأكثر من ملحن لتقديم هذه الحلقات وفى العام الذى أسندت الإذاعة لسيد مكاوى تلحين عدد من حلقات المسحراتي، اشترط أن يقوم هو بغنائها بعد أن قرر الاستغناء نهائياً عن الفرقة الموسيقية، وتقديم المسحراتى بالطبلة التى كانت ميزة تلك الشخصية منذ العهد العثماني، فحققت نجاحاً كبيرا مما دفع الإذاعة فى العام الذى يليه للاستغناء عن كل الملحنين المشاركين فى ألحان المسحراتي، وتم إسناد العمل كاملاً لسيد مكاوي، ثم بدأ سيد مكاوي في تقديم المسحراتي مع الشاعر فؤاد حداد وظل يقدم تلك الشخصية بنفس الأسلوب، حتى قدمت فى التليفزيون، وكتب لها السيناريو حسن فؤاد، وظلت تذاع العديد من السنوات  
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق