«المقعد».. مقر إفطار السيناوية الجماعي ووجهة عابري السبيل

الأحد، 26 مايو 2019 08:00 م
«المقعد».. مقر إفطار السيناوية الجماعي ووجهة عابري السبيل
كتب- محمد الحر

يعد الإفطار الرمضاني في «المقعد» أو ما يعرف بـ «الديوان» بمثابة إحياء لإحدى عادات وتقاليد الآباء والأجداد، يحرص عليها أهالي شمال سيناء في شهر رمضان المبارك توطيدا للعلاقات الاجتماعية وتجسيدا لأهم صور التكافل والتعاضد بين العائلات والقبائل السيناوية.

1

وفي شمال سيناء يعتبر «المقعد» رمزا من أهم رموز البادية، ويرتبط ارتباطا وثيقاً بأهم العادات والتقاليد لبدو سيناء، فيه يجتمع أبناء القبائل وبجنباته تقام الأفراح والأتراح، وهو دائما مشرع أبوابه نحو الضيوف وعابري السبيل.
 
2
 
وفي «المقعد» تعقد جلسات القضاء العرفي وتحرر عقود الزواج، لجانب إقامة الايام الثلاثة لتلقي العزاء، وهو قبلة الضيوف وعابري السبيل على مدار الأيام، حيث يوجد فيه الزاد والماء والشاي والقهوة بصفة دائمة.
 
3
 
يتحول «المقعد» في شهر رمضان المبارك عند القبائل إلى خلية نحل مع ساعات ما بعد العصر، حيث يجتمع كل أبناء العشيرة من الشباب والرجال والشيوخ، للتجهيز للإفطار الرمضاني، الذي تحرص قبائل سيناء على تناوله، داخل ديوان كل قبيلة وعشيرة، وسط جموع الأهل والأقارب وفي طقوس اجتماعية بدوية يحرص أبناء قبائل سيناء على استمرارها.
 
4
 
في ديوان عشيرة «الربايعة» إحدى عشائر قبيلة «البياضية»، بقرية الخربة بمركز مدينة بئر العبد في شمال سيناء، التقى «صوت الأمة» الشيخ محمد الزملوط الذي أكد أن الإفطار الجماعي بالمقاعد من أروع مشاهد شهر رمضان، إذ يجتمع الرجال حول الموائد للإفطار، بحضور كل أبناء العائلة، حيث يتوزعون على الموائد، وتلك العادة عند البدو لحرصهم على الروابط الاجتماعية.
 
5
 
ويشير الزملوط إلى أنه تمسك بعادة الأجداد ما زال «مقعد» الربايعة من قبيلة البياضية يحتفظ بالطقوس الرمضانية بإفطار الرجال داخل الديوان، وجرت عادة العائلات البدوية فى رمضان منذ الأزل بأن يفطر الرجال داخل الدواوين، حتى يتمكن عابر السبيل من الافطار في أي مكان أدركه فيه أذان المغرب.
 
6
 
وأشار «أبو مروان» إلى أن هذه العادة الحميدة تتميز بتبادل الأماكن على الموائد المختلفة كنوع من إطعام الطعام وإفشاء السلام المجتمعي ونشر روح الألفة والود، وبعد الانتهاء من الإفطار وأداء صلاة المغرب يجلس الجميع شبابا وشيبا للتسامر ومناقشة بعض الأمور العامة والخاصة حتى أذان العشاء.
 
7
 
وقال هاني الزملوط، من أبناء قبيلة البياضية، نحن كأبناء بادية نتمسك بهذه العادة «الإفطار بالمقعد» لبث روح الترابط بين أفراد العائلة الكبيرة، وحتى نتمكن من إفطار رواد القرية من عمال و ضيوف لكسب ثواب الإفطار ويصطحب كل رجل أبنائه الى «المقعد» لتعويدهم على تلك التقاليد الموروثة، لتناول طعام الإفطار.
 
ويشير الشيخ عبد الكريم محمود، إلى أن جلسات ما بعد الإفطار داخل المقعد فرصة لمناقشة الكثير من أمور العائلة لطرح الأفكار وحل المشاكل وبث هذه الروح في أطفالنا للحفاظ على هذه العادة الطيبة التي توارثها آبائنا عن أجدادنا وتوارثناها نحن عنهم، وفي الديوان تعلمنا ونعلم أطفالنا كرم الضيافة وطرق مقابلة الضيوف والحرص على كرمهم وضيافتهم بما يليق بهم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق