فاتورة التعليم الأمريكي ضخمة للغاية.. هل يعيد ترامب النظر في تكلفة الدراسة؟

الثلاثاء، 28 مايو 2019 06:00 ص
فاتورة التعليم الأمريكي ضخمة للغاية.. هل يعيد ترامب النظر في تكلفة الدراسة؟
ترامب

ترتفع فاتورة التعليم في الولايات الأمريكية، من حيث المستوى والتكلفة، وبالتالي وجب على الطالب البحث عن بدائل لاستكمال تعليمه، فإما أن يكون من عائلة كبيرة أو يلجأ للقروض الفيدرالية.
 
وتبلغ قيمة القروض الفيدرالية للطلاب 1.5 تريليون دولار، وهي شكل من أشكال المساعدات المالية، لمواصلتهم التعليم العالى.
 
ونمت تلك المساعدات منذ العام 2006 وحتى العام 2019، لتصل قيمتها إلى 1.5 تريليون دولار، أى ما يقرب من 7.5٪ من إجمالى الناتج المحلى، خاصة وأن نفقات العام الدراسى الواحد للطالب تبدأ فى بعض الكليات من 10 آلاف جنيه وتصل فى البعض إلى ما يزيد عن 70 ألف دولار، فبحسب تقرير لمجلة فوربس "forbes"، وصلت مصروفات العام الدراسى فى جامعة هارفارد إلى 68 ألف دولار.
 
وفاجيء ملياردير أمريكى يدعى روبرت سميث، الطلاب الخريجين، في كلية مورهاوس كوليدج، بسداد سديونهم، المقدرة بنحو 40 مليون دولار، وهو أمر ليس غريبًا فيما يتعلق بضخامة المبلغ المستحق على الطلاب.
 
وقال الملياردير الأمريكى فى كلمة خلال حفل تخرج طلاب الفصل الدراسى لعام 2019، إن عائلته ستدفع هذه الأموال من خلال منحة: «نحن قادرون على رعاية مجتمعنا وضمان حصولنا على كل الفرص المتاحة للحلم الأمريكى».
 
فيما أعلن رئيس مورهاوس كوليج ديفيد توماس، أن 399 طالبا سيتخرجون هذا العام، ما يعنى أن تغطية الديون الطلابية لهذا العدد ستتكلف حوالى 40 مليون دولار، مضيفًا: «عندما تضطر إلى دفع الديون المستحقة عليك، فإن الخيارات المتعلقة بما يمكنك القيام به فى العالم تكون مقيدة، مشيرًا إلى أن هدية الملياردير الأمريكى ستمنحهم الحرية للسعى وراء أحلامهم وشغفهم.
 
وتقدم المؤسسات الحكومية وغير الحكومية للطلاب مساعدات لاستكمال مشوارهم التعليمى، وهناك مجموعة من الروايات التى توثق مثل هذه الحالات وتوضح التكاليف الباهظة التى يرفع عبئها عن كاهل الطالب، فى ظل كثير من الخوف والقلق والتحضيرات، وتحديات عدة تواجه الطالب فى نهاية مرحلة التعليم الثانوى وأثناء عبوره لمرحلة الدراسة الجامعية، فعادة ما يكون الضغط النفسى الذى يعانى منه الطالب خلال هذه المرحلة يكون مدمرًا، وفى حال دمج هذا الضغط مع التحديات التى يتعرض لها الطالب فى منزله قد نتوقع حالته النفسية.
 
ويحصل طلاب على منح تعليمية ضخمة، كالطالبة أنطوانيت لاف من مدرسة ثانوية فى ولاية لويزيانا الأمريكية، التى قُبلت فى 115 كلية وعُرض عليها أموال من أجل مِنح دراسية أكثر من أى طالب آخر يُوشك على دخول الجامعة فى أمريكا فى عام 2019، وفقاً لما نشره موقع قناة Fox8 التلفزيونية الأمريكية.
 
أنطوانيت لاف، تبلغ من العمر 18 عامًا، في أخر عام دراسي بمدرسة International High School الثانوية فى نيو أورلينز الأمريكية، قالت أنطوانيت:  لقد بدأت التقديم فى سبتمبر 2018، وواصلت التقديم والتقديم إلى أن امتلأ صندوق البريد الصغير فى منزلى فجأة بجوابات كثيرة وعشرات المنح الدراسية.
 
وحتى الآن، قُبلت أنطوانيت فى 115 كلية وجامعة فى جميع أنحاء البلاد وعُرض عليها منح دراسية تصل قيمتها مُجمعة إلى 3.8 مليون دولار، وعلى مستوى الولايات الأمريكية، تحمل أنطوانيت توصيفاً بأنها من بين أوائل طلاب السنة الأخيرة فى المدرسة الثانوية الذين قُبلوا فى معظم الكليات وبأكبر عروض مالية للمنح الدراسية، فيما ذُكر أنَّها لا تزال تنتظر ردوداً من 12 جامعة أخرى.
 
وأنطوانيت هى الأكبر بين خمسة أطفال وتقضى معظم وقتها فى المساعدة فى تربية أشقائها الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و15 عاماً، وخلال فترة وجودها فى المدرسة الثانوية فى نيو أورلينز، أصبحت أنطوانيت عضوة فى عدد من الجمعيات الشرفية من بينها نادى بيتا الشرفى الوطنى، وجمعية الشرف الوطنية لطلاب الجامعات.
 
وإلى جانب مثل هذه المنح التى تتوفر للطلاب، فهنالك الجانب الأصعب وهو القروض الفيدرالية، وهذه القروض كما لها جانب إيجابى يتمثل فى مساعدة الطالب، فلها جوانب سلبية أخرى، مثل أن توافرها بكثرة يشجع الكليات على زيادة المصروفات كل عام، ورغم ضخامة المبالغ التى يستدين بها الطالب لاستكمال تعليمه، فإن هناك نظاما معمولا به يخفف من ذلك العبء، وهو برنامج الإعفاء من قرض الخدمة العامة، وهو برنامج فيدرالى أنشأه الرئيس جورج دبليو بوش، والذى يغفر قروض الطلاب الفدراليين للمقترضين الذين يعملون بدوام كامل (أكثر من 30 ساعة أسبوعيًا) فى وظيفة عامة أو فيدرالية أو محلية أو خدمة عامة مؤهلة أو وظيفة غير هادفة للربح.
 
ويقترح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بحسب تقرير حديث لمجلة فوربس forbes، إنهاء برنامج الإعفاء من القروض الطلابية، بإجراء بعض التغييرات الرئيسية في قروض الطلاب، وفقًا لميزانية عام 2020.

ويوضح تقرير المجلة، أن البيت الأبيض أصدر اقتراح ترامب للميزانية لعام 2020، والذي يحتوي على آثار مهمة على قروض التعليم العالي والطلاب، وتتضمن الميزانية 64.0 مليار دولار كتمويل لوزارة التعليم الأمريكية، أي بانخفاض 7.1 مليار دولار، أو 10% ، مقارنة بتمويل 2019، والميزانية، من حيث صلتها بقروض الطلاب، مبنية على العديد من الأهداف المعلنة، منها تخفيض ديون طالب القرض، وجعل التعليم العالى بأسعار معقولة، والاستثمار فى التعليم التقنى والمهنى، وتحقيق التوازن بين احتياجات الطلاب ومصالح دافعى الضرائب.
 
وبموجب الميزانية المقترحة للرئيس ترامب، سيتم إلغاء برنامج الإعفاء من قرض الخدمة العامة، وسيؤثر الاقتراح على المقترضين الذين يقترضون قرضًا جديدًا بدءً من 1 يوليو 2020، مع استثناء المقترضين الذين يكملون دراستهم الحالية، لذلك فإن الطالب الذى اقترض قبل ذلك التاريخ، فمن المفترض أن يظل مؤهلاً لبرنامج الإعفاء من القروض الطلابية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق