من دفاتر «هنومة» السينما المصرية.. رجالٌ أخافوا هند رستم

الجمعة، 31 مايو 2019 03:00 م
من دفاتر «هنومة» السينما المصرية.. رجالٌ أخافوا هند رستم
هند رستم

 
 
على الرغم من قوة شخصيتها واعتزازها بنفسها، وثقتها الزائدة التى نفضت عنها إحساس الخوف، إلا أنه هناك فى حياة الهانم رجالا أهابتهم وكانت تخشى ردة فعلهم، وهم الفنان يوسف وهبى وحسين رياض ومحمود المليجى. 
 
عملت هند رستم، مع فنان الشعب يوسف وهبى فى فيلمين الأول، إشاعة حب عام 1960، بالاشتراك مع سعاد حسنى، وعمر الشريف وعبدالمنعم إبراهيم ولاعب الكرة الشهيرة عادل هيكل ومن إخراج فطين عبدالوهاب، والثانى اعترافات زوج من إخراج فطين عبدالوهاب أيضًا وبالاشتراك مع فؤاد المهندس وشويكار ومارى منيب، وعرض فى عام 1964. 
 
تقول الهانم عن ذكرياتها مع يوسف وهبى: «من الذكريات التى لا أنساها فى فيلم «إشاعة حب». 
 
وتضيف: «فى فيلم إشاعة حب كان هناك مشهد يضم يوسف وهبى، وعمر الشريف وعبدالمنعم إبراهيم وأنا، وفيه أدخل عليهم وأنا أحمل طفلاً صغيرًا وأتوجه لعمر الشريف وأقول بدلال: ده ابنك.. بوسة يا حبيبى، فيقع عمر على الأرض من الصدمة، ونفذ عمر المشهد بشكل كوميدى جدًا، فلم أتمالك نفسى من الضحك وباظ الشوت، وكررنا المشهد مرة أخرى وضحكت فيه من جديد فظهر الغضب على وجه يوسف وهبى، ولكنه لم يعبر عنه احترامًا للأستاذ فطين عبدالوهاب، وفى المرة الثالثة انفجرت فى الضحك، فانفجر يوسف وهبى من الغيظ وقال فى غضب: إيه يا سى عمر إنت وست هند، إنتو هتهزروا، يا أستاذ فطين لما البهوات يمسكوا نفسهم إبقوا نادونى، واعتذر له فطين وأوضح له أننى أضحك من شدة الإرهاق، وأنه سيتم تأجيل المشهد إلى الغد، فانصرف يوسف وهبى غاضبًا، واعتذرت له فيما بعد وقبل الاعتذار وتصافينا». 
أما الفنان حسين رياض، فأول عمل جمعه بهند رستم كان «بنات الليل»، وتقول عنه هند: «كنت أحب الأستاذ حسين رياض وأخاف منه، وفى أول فيلم أشترك فيه معاه كان جسمى ينتفض، وقلت ذلك للأستاذ حسن الإمام، الذى فتن على للأستاذ حسين، وفى أول مشهد شدنى من ذراعى وأوقفنى فى مكان معين باللوكيشن وقال لى: لا تخافى منى..إنتى البطلة.. اعتبرينى كومبارس واقف قدامك.. شوف العظمة، كنا نحب الرجل ونجله، ولم نكن نجرؤ على أن نناديه باسمه مجردًا، أو أن نرفع التكليف بيننا وبينه، بل اعتاد الجميع على أن يناديه بلقب الأستاذ، حتى أن حسن الإمام بجلالة قدره كان عندما يراه قادمًا يترك مقعده ويجرى عليه ويقبل يده».
 
أما الفنان محمود المليجى، فتقول عنه مارلين مونرو الشرق الأوسط: «كنت أخاف منه، وكانت ابنتى بسنت تبكى وتصرخ عندما تراه، على الرغم من أنه كان طيب القلب وبسيطًا جدًا ومتواضعًا إلى أبعد الحدود، ولم أكن أجرؤ على أن أتباسط معه وأناديه باسمه، كنت أعمل له حساب لأنه غول تمثيل وممكن يخطف منك الكاميرا حتى من دون أن يتكلم، ومرة واحنا بنصور فيلم من إخراج حسن الإمام، وكان تعليماته أن نسير فى صالة واسعة أحكى له وهو يسمع من دون أن ينطق حرف، وفوجئت بالأستاذ محمود يقطف وردة من فازة وراح يقطع أوراقها بطريقة جذابة، وأدركت أنه يمارس لعبته المفضلة فى خطف الكاميرا، وبسرعة اتجهت نحوه وخطفت الوردة من يده، وقلت عبارة خارج النص: لما اتكلم تسمعنى، ثم أكملت بقية الحوار الموجود فى السيناريو، وسرقت أنا منه الكاميرا، ولما انتهى المشهد جريت بأقصى سرعة فى اتجاه غرفتى، وفوجئت به يجرب خلفى ويصيح:  أقفى يا هند.. هتقفى يعنى هتقفى، شعرت بالرعب فوقفت واقترب منى، وفوجئت به يقبلنى على رأسى وهو يقول فى حنو: برافو يا هند.. عجبتينى.. لأنك صاحية للى قدامك، أسرنى بهذا الشعور الإنسانى الذى لا يصدر إلا عن عملاق واثق بنفسه». 
 
كانت هند رستم تعتبر الصحافة بمثابة المرشد والمعلم، والعين البصيرة التى تكشف الأخطاء وتصححها وتشد أذن المخطئ وفى الوقت نفسه تعطى للمصيب حقه من التقدير والشكر، وكانت تعتز باللقب الذى أطلقته عليها الصحافة «مارلين مونرو الشرق». 
 
ومن كتاب الصحافة الذين ارتبطت معهم هند بعلاقة صداقة قوية، الأستاذ إحسان عبدالقدوس، وتقول عن ارتباطهما الوثيق: «لم أكن أقدم على عمل فنى جديد، إلا إذا استشرت إحسان وسمعت نصائحه وتوجيهاته، وظلت علاقتى به طيبة حتى آخر يوم من حياته، وكنت أعشق رواياته وأسلوبه فى الكتابة، بل كنت أستخدم هذه الروايات على الرغم من صراحتها وجرأتها فى تربية ابنتى بسنت، فعندما أجد فى إحدى الروايات مشكلة ما تواجهها البطلة أعطى الرواية لابنتى لتقرأها، وأناقش معها هذه المشكلة وكيفية التصرف فيها، وذلك حتى لا أرفع حاجز الاحترام بيننا». 
 
تابعت: «عندما كتب إحسان رواية النظارة السوداء، ذهبت إلى بيته بصحبة المخرج حسام الدين مصطفى لنشتريها منه، وكنت فى ذلك الوقت شريكة فى شركة الإنتاج السينمائى التى كونها حسام مع ألبير نجيب، ولما عرف إحسان أننى سأقوم ببطولة الفيلم باع لنا الرواية بثمن رمزى إكرامًا لى، وقدرت له هذا الموقف النبيل، وبعد فترة بسيطة، حدثت خلافات بين الشركاء وتمت تصفية الشركة، واشترى المنتج عباس حلمى الرواية، واختار نادية لطفى لبطولة الفيلم». 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق