المخربون..

عبدالسلام فرج.. شيطان الإرهابيين

السبت، 01 يونيو 2019 05:00 م
عبدالسلام فرج.. شيطان الإرهابيين
عبدالسلام فرج
رضا عوض

يعد «فرج» المنظر الحقيقى لتنظيم المنصة وكل التنظيمات الجهادية التى ظهرت

قبل «فرج» كان تيار الجهاد يعتمد على فتاوى ابن تيمية وتفسير

هاجم عبدالسلام الآراء التى تقول بإمكانية قيام دولة إسلامية بدون جهاد

دار الإفتاء المصرية حذرت من تداول 13 كتابا على رأسها كتاب عبدالسلام فرج
 
هو شيطان الإرهابيين بلا جدال.. هذا ما يراه كثير من المتابعين لسيرة محمد عبدالسلام فرج، الذى وضع الأساس الفكرى الأول لتنظيم الجهاد، فمنذ نشأة تنظيم الجهاد فى مصر عام 1966 لم يكتب تأصيلا فكريا وفقهيا وعقائديا مفصلا للاستراتيجية التى تبناها التيار، وظل هكذا حتى عام 1980 عندما ألف كتابا تحت اسم «الفريضة الغائبة»، والذى يعد دستورا للإرهابيين، بل إن البعض أكد أن الكتاب مكمل لكتاب معلمه سيد قطب «معالم فى الطريق»، وطبع 500 نسخة بمطبعة صغيرة بإمبابة، ثم قام بتوزيع 50 أو 60 نسخة، وأحرق باقى النسخ خشية افتضاح أمره.
 
ويعد «فرج» مفكرا ومنظرا جهاديا مصريا، وهو الأمير الحقيقى لتنظيم الجهاد، وهو الشخص الذى وضع أول سطر فى شهادة مقتل السادات قبل اغتياله بعدة أعوام، وذلك بمؤلفه الصغير الحجم، الذى حمل عنوان «الفريضة الغائبة»، الذى اعتبر الكثيرون أنه كان ترخيصا بقتل السادات إذ كان يدعو إلى الجهاد على أساس أنه الفريضة الغائبة.
 
تخرج«فرج» فى كلية الهندسة، جامعة القاهرة، وعمل لبعض الوقت داخل الجامعة، وقد اطلع على كتابات سيد قطب وأبى الأعلى المودودى وتأثر بهما، كما تأثر بقراءة محمد بن عبد الوهاب وابن تيمية، حتى أنه بدأ يركز تفكيره على إسقاط الحكومة عن طريق الانقلاب، وتأثر بكتاب «رسالة الإيمان»، الذى كتبه صالح سرية، والذى يدعو فيه إلى الإطاحة بكل الأنظمة العربية، باعتبارها جاهلية، ويتعين الخروج عليها.
 
كان «فرج» قد انطلق بدعوته من مسجد صغير اسمه مسجد عمر بن عبد العزيز، يقع أسفل العقار الذى كان يسكن فيه، وكان أيضا يدرس «فقه الجهاد فى سبيل السلام» للشوكانى، وكتب سيد قطب خاصة «معالم فى الطريق»، والتزم فرج بالنصوص التى يدرسها، ولم يقدم فى أى منها رؤيته الخاصة.
 
تعرف محمد عبدالسلام فرج، على محمد سالم الرحال، وهو فلسطينى يحمل الجنسية الأردنية، وكان ناشطًا فى نشر الفكر المسلح داخل مصر، التى انتشر بها فى ذلك الوقت عدد من المجموعات الصغيرة التى تتبنى هذا الفكر، وبعد أحداث «الزاوية الحمراء» الشهيرة فى يونيو 1981، حيث تم ترحيل «الرحال» للخارج، وهنا جاءت الفرصة لعبد السلام فرج لقيادة المجموعات الجهادية، وملء الفراغ الذى تركه «الرحال».
 
حاول «شيطان الجهاديين» لمّ شمل كل الجماعات الإسلامية فى كيان واحد، وهو التحول الأبرز فى مسيرة التيار الجهادى؛ إذ التقى كرم زهدى، القيادى بالجماعة الإسلامية، واتفقا على دمج الجماعتين؛ حيث يقود «زهدى» الجماعة الإسلامية فى الصعيد، ويقود «فرج» المجموعات الجهادية فى الوجه البحرى، ومن هنا بدأ التخطيط لقتل الرئيس السادات، على اعتبار أنه لا يحكم بالشريعة الإسلامية، حسب أفكارهم.
 
ألف عبد السلام فرج كتاب رأه بعض المتابعين أنه تكملة لكتاب سيد قطب «معالم فى الطريق»، حيث قال فيه إنه يجوز قتل المجتمع الكافر، كما قال: «إن علماء الإسلام فى العصر الحديث، تجاهلوا الجهاد فى سبيل الله رغم علمهم بأنه الطريق الوحيد لإعادة رفع راية الإسلام».
 
كما أمر بتكفير الحاكم الذى يطبق بعض الأحكام ويرفض بعضها، بالإضافة إلى قتل العدو القريب وهم الحكام المسلمين، ثم الوصول إلى العدو البعيد، بل أنه وصل بتخاريفه إلى الإدعاء بأن الإسلام انتشر بحد السيف والذبح والعنف والقوة، وهذا يعتبر أخطر تصريح صرح به عبد السلام فى كتابه.
 
وركز خلال كتابه على مشاكل المسلمين التى نتجت عن الحكم غير الإسلامى، حتى أنه أقنع خالد شوقى الإسلامبولى باغتيال الرئيس السادات، وكان «فرج» المخطط البارع لجماعة الجهاد الإسلامى، بما فى ذلك تنظيم الجهاد، ويعتقد بأن مصر «بلاد إسلامية»، لكن الحكم السياسى المصرى غير إسلامى وكافر، ويتمتع بكل خصائص الجاهلية.
 
ويعد «فرج» المنظر الحقيقى لتنظيم المنصة، وكل التنظيمات الجهادية التى ظهرت بعد ذلك، حيث أثر كتابه «الفريضة الغائبة» على فكر الجماعات الأصولية حتى اليوم، فقد أحيا أفكار قتل الحاكم الذى لا يحكم بما أنزل الله، باعتبار قتله جهادا متأثرا فى ذلك بصالح سرية، والذى يقال إن «فرج» كان على اتصال به وبمجموعة الفنية العسكرية التى قادها «سرية»، وكانت تهدف إلى قلب نظام الحكم.
 
بعد هزیمة مشروع صالح سریة الإسلامى الانقلابى وإعدامه وسجن معظم القیادات تبعثر التنظیم، بعدها حاول بعض الأعضاء استعادة توازنه وجرى اختیار المهندس «أحمد صالح» للقیادة، ولكنه سقط فى یدى الأمن ومعظم أعضاء التنظیم فى 77، وحكم علیه بعشر سنوات سجنا، بعدها انتقلت القیادة إلى الدكتور «یسرى مصطفى»، الذى ضاق ذرعا بالمطاردات والاختراقات الأمنیة، فقرر منفردا حل التنظیم فى 1979، وبعد انفراط العقد احتفظت القیادات الوسیطة بما لدیها من أعضاء وكان منهم عبدالسلام فرج الذى انبرى لإعادة بناء التنظیم، وحقق نجاحا باهرا فى وقت قصیر، ففى صیف 1980 استقطب «طارق الزمر» إلى تنظیمه، الذى ضم له لاحقا ابن عمه عبود الزمر»، كما استطاع ضم مجموعة لها وزن كبیر نسبیا التى كونها الفلسطینى- الأردنى «محمد سالم رحال» من بقایا مجموعات الجهاد، والتى انتقلت إلى «كمال حبیب» بعد تسلیمه للأمن الأردنى، كما أقنع أیضا مجموعة سلفیة دعویة بقیادة «صالح جاهین» للانضمام إلیه، ونجح فى ضم مجموعة «أیمن الظواهرى، وسید الشریف» ومجموعة فى الشرقیة (منیا القمح)، كان یقودها «أنور عكاشة»، ومجموعة «أحمد هانى الحناوى»، على أن الصید الثمین الذى استطاع عبدالسلام فرج اقتناصه كان تنظیم الجماعة الإسلامیة بالصعید.
 
فقد علم «فرج» بوجود مهندس تنظیم الجهاد «كرم زهدى» أمیر الجماعة فى المدینة الجامعیة لجامعة القاهرة هاربا من الأمن فطلب مقابلته، وبعد جولات نقاش اقتنع «زهدى» بأفكاره ولكنه طلب استشارة مجموعته أولا بالصعید، وبعد عرض فكرته علیهم قرر مجلس الشورى الحضور كاملا لمقابلة عبدالسلام، وبعد مناقشة طویلة استطاع إقناعهم بأفكاره، وصاروا جزءا من منظومته، وشرع بعدها فى تأسیس مجلس شورى التنظیم برئاسته، وعضویة عبود الزمر وكرم زهدى وآخرین، وأنشأ ثلاث لجان، أولها لجنة العدة لإعداد الخطط وجمع المعلومات، ولجنة الدعوة لنشر الفكر والتجنید، وآخرها لجنة اللجنة الاقتصادیة لجمع الأموال والإشراف على إنفاقها، فى تلك الظروف قرر السادات توجیه ضربة كبرى لخصومه فیما عرف بحملة اعتقالات 5 سبتمبر 1981، والتى أصدر بموجبها قرار اعتقال أكثر من 1500 سیاسی من مختلف الأطیاف والمشارب، منهم معظم أعضاء مجلس شورى التنظیم، والذین استطاع أغلبهم الهروب، ما عجل باستعجال الجهاد للتخطیط لاغتيال السادات.
 
لعب «فرج» دورا كبيرا فى عملية اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات فى 6 أكتوبر عام 1981، رغم أنه لم يكن من ضمن المجموعة التى نفذت العملية، ولكن ما كشفه المتهم الأول خالد الإسلامبولى، قائد العملية فى ملفات التحقيقات، أكد أنه لولا عبد السلام فرج ما كانت هناك عملية من الأساس حينما قال «إنه ذهب إلى محمد عبد السلام فرج، ليبلغه بأنه عازم على قتل السادات فى يوم العرض العسكرى فى السادس من أكتوبر، وأنه حصل على موافقته وأمده بالرجال والسلاح».
 
قام «فرج» باستدعاء المجموعة التى شاركت خالد فى اغتيال السادات، فقد أحضر عطا طايل من الدلنجات، وحسين عباس، وعبد الحميد عبد السلام، وهو أيضا الذى أحضر ثلاث إبر لضرب النار فعندما ظهرت فكرة خالد الإسلامبولى، وعرضها على محمد عبد السلام فرج، تردد الأخير فى البداية فى الموافقة عليها، وخشى أن تؤدى إلى كشف التنظيم، لكنه وافق فى نهاية الأمر.
 
استشار فى البداية المسئول العسكرى وهو عبود الزمر، فرفضها لأنها ستكشف التنظيم، وهو لا يريد ذلك لأنه يعتقد باستمرار المشروع على الأقل خمس سنوات، ليجمع أكبر عدد من الشباب، لكن حصل إصرار على استغلال هذه الفرصة على أساس أن المنفذين سيقتلون بدورهم إذ قال خالد الإسلامبولى الحراس سيقتلونه هو وعطا طايل وعبد الحميد عبد السلام وحسن عباس، وبالتالى لن يُكتشف التنظيم، وعلى هذا الأساس وافق عبود الزمر فى نهاية الأمر، ومضى فى الخطة، وهكذا نُفذت العملية، وتم اغتيال السادات.
 
ويرى الكثير من المتابعين أن كتاب «الفريضة الغائبة»، الذى ألفه عبدالسلام فرج هو الأساس الفكرى الأول لتنظيم الجهاد، خاصة أن التنظيم منذ نشأته فى مصر عام 1966، فإن التنظيم لم يكتب تأصيلا فكريا وفقهيا وعقائديا مفصلا للاستراتيجية التى تبناها التيار، وظل هكذا حتى عام 1980 عندما كتب «فرج» هذا الكتاب.
 
كان تيار الجهاد فى مصر قبل كتاب محمد عبد السلام فرج يعتمد فى تأصيل أفكاره على الكلام الشفهى الذى يتناقله أعضاء الجهاد بعضهم من بعض مع الاستعانة بأجزاء من كتب فقه وتفسير قرآن وغيرها مثل فتوى ابن تيمية عن التتار، ومثل تفسير ابن كثير لآية «أفحكم الجاهلية يبغون» وكلامه فى كتابه البداية والنهاية عن التتار وحكمهم، وكذا تفسير سيد قطب لآيات الحكم والسياسة مثل تفسيره لقوله تعالى «إن الحكم إلا لله»، وكتاب الشفا للقاضى عياض، وكتابى الإيمان الكبير والصارم المسلول لابن تيمية.
كان أعضاء الجهاد يقومون من حين لآخر بتصوير أو طباعة كميات من هذه الأجزاء التى يحتاجون إليها من كتب ابن تيمية وابن كثير وسيد قطب وغيرهم للاستدلال على أفكارهم، ثم يقومون بتوزيعها إلى أن جاء محمد عبد السلام، فجمع كل أفكار الجهاد الشفهية وضم إليها كل أقوال العلماء التى يستدل بها الجهاديون وصاغها صياغة متكاملة نسبيا بمقاييس الفكر الجهادى فى ذلك الوقت.
 
ورغم إعدام محمد عبد السلام 1982 فى قضية اغتيال السادات، فإن كتابه ظل مؤثرا على تيار الجهاد حتى اليوم، فهو منتشر على المواقع الجهادية على شبكة الإنترنت، كما جرى طبعه عدة طبعات ورقية منذ إعدامه، وكانت أول طبعة تمت بواسطة فرج نفسه فى صيف 1980 قبيل اغتيال السادات، مما جعل الكتاب الركيزة الفكرية الأساسية لاغتيال السادات، بل أنه كان الدليل القوى والمهم  ضد محمد عبد السلام فى القضية التى انتهت بحكم المحكمة بإعدامه.
 
وقد عمدت دار الإفتاء المصرية إلى إصدار بيان تحذر فيه من كتاب «الفريضة الغائبة»، حيث اعتبرته الأساس الفكرى الأول لتنظيم الجهاد، حيث جاء التحذير ضمن 13 كتابا رصدته دار الإفتاء.
 
ويبدأ كتاب الفريضة الغائبة بمقدمة يذكر فيها مؤلفه أن علماء الإسلام فى العصر الحديث، تجاهلوا الجهاد فى سبيل الله رغم علمهم أنه الطريق الوحيد لإعادة ورفع صرح الإسلام، لأن طواغيت الأرض لن تزول إلا بقوة السيف- حسب رأيه - ، ويسوق حديثين نبويين ليدلل بهما على رأيه.
 
ثم ينتقل لمسألة أخرى، وهى عودة دولة الخلافة الإسلامية الراشدة بعد فساد وهوى يصيب الأمة الإسلامية، ويرى عبد السلام فرج أن هذه الأحاديث المبشرة لابد أن تبث الأمل فى قلوب المسلمين، وتدفعهم للعمل من أجل إعادة حكم دولة الخلافة الإسلامية من جديد، فضلا عن أن العمل من أجل عودة هذه الدولة هو واجب شرعى حسبما يرى، وهنا يرد على من أسماهم باليائسين الذين يستدلون بأحاديث على استمرار سوء أحوال الأمة الإسلامية، فيشرح هذه الأحاديث بما يؤيد رأيه الجهادى.
 
بعد ذلك ينتقل «فرج» لإثبات فرضية إقامة الدولة الإسلامية، ويستدل عليها بأدلة عمد إلى تأويلها لتتماشى مع أفكاره منها قوله تعالى «وأن احكم بينهم بما أنزل الله»، وقوله تعالى «ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون»، كما يستدل على هذه المسألة بآيات وأحاديث عديدة، ثم ينتقل لتوصيف ما أسماه بالدار التى نعيش فيها ومصطلح الدار ليس من اختراع محمد عبد السلام، لكنه مصطلح فقهى أصيل، لكنه استعار المصطلح بكل أصالته، وتعريف العلماء الثقات له، خاصة توصيف الإمام أبى حنيفة للحالة التى تتحول بها دار الإسلام لدار كفر، ثم بعد ذلك بدأ يستخدمه ليؤصل من خلاله تكفير حكام العالم الإسلامى الحاليين، ووصف نظم حكمهم بالكافرة.
 
بعد ذلك ينتقل لأهم فصل فى الكتاب تحت عنوان «آراء وأهواء»، فيورد فيه طرق الإصلاح التى تتبنها التيارات الإسلامية غير الجهادية، ويرد على كل منها على حدة، فيذكر آراء القائلين بالإصلاح عبر الجمعيات الخيرية الرسمية، والقائلين بأن الحل هو كثرة الذكر والدعاء والقيام بالعبادات وتربية المجتمع على هذا، ثم رأى القائلين بالتغلغل فى المناصب والتخصصات المهمة فى الدولة عبر الانتخابات وغيرها، ثم رأى القائلين بالتوسع فى الدعوة الإسلامية، وتكوين قاعدة عريضة من الإسلاميين، ثم رأى القائلين بالهجرة للصحراء أو الجبال وتكوين مجتمع مسلم منعزل، ثم رأى القائلين بأن الإصلاح الإسلامى، يتم عبر الانشغال بطلب العلم، وهو فى ذلك كله يذكر الآراء حسبما يقولها أصحابها بأدلتهم ثم يرد عليها محمد عبد السلام مرجحا رأيه الخاص.
 
كما يبين أن أمة الإسلام بخلاف الأمم السابقة، لابد أن تغير أحوالها بممارسة القتال لا أن تنتظر أن ينزل الله العذاب بأعدائها عبر الزلازل والخسف وغيرها من السنن الكونية، ثم يذكر وجوب الخروج على الحكام الكافرين، ويرد على من يقولون بأولوية تحرير القدس ومحاربة الصهاينة، فيرجح وجوب قتال العدو القريب وهم حكام العالم الإسلامى، لأنه يرى أنهم سبب وجود الاستعمار الصهيونى وغيره فى بلاد المسلمين.
 
ثم يرد على من قال إن الجهاد فى الإسلام هو للدفاع فقط، ويذكر أن جيوش المسلمين كانت على مر العصور قليلة العدد والعدة لكنها كانت تنتصر بقوة الإيمان، ثم يرد على من يعطلون الجهاد بدعوى أننا فى مجتمع مكى، ويرجح أن القتال الآن فرض عين على كل مسلم ومسلمة، ويذكر أن هناك مراتب للقتال وليس مراحل، كما يرد بعد ذلك على من يقولون بعدم إقامة الدولة الإسلامية خشية سقوطها بعد إقامتها بيومين، وتطرق لمن يقولون بعدم وجود قيادة إسلامية يتوحد خلفها المجاهدون، ثم يعرض لعدد من مسائل فقه الجهاد كالبيعة على الموت والتحريض على القتال، والدعوة قبل القتال، وتبييت الكفار، وأساليب القتال، وعدم قتل النساء والأطفال والرهبان وغيرها من المسائل العادية الموجودة فى كتب الفقه.
 
ويهاجم «فرج» الآراء التى ترى إمكانيّة إقامة حكمٍ إسلامى دون جهاد، واعتبر من يدعو لذلك «مهلكا لنفسه»، حيث يتحدث عن الجهاد كترتيب وليس مراحل، حيث يقسم الجهاد إلى «جهاد نفس، جهاد الشيطان، وجهاد قتال» فيشرحها، أن من يقوم بجهاد النفس، يجب أن يلتزم بجهاد الشيطان والقتال، وليس كما يرى بعض قادة الجماعات الإسلامية غير المقاتلة أن الجهاد مراحل، حيث يقول لو إنه مراحل، لا يتحتم على من فى جهاد القتال أن يجاهد النفس أو الشيطان، وهو ما يراه مخالفة لـ «الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر»، ويدعو بجهاد القتال.
 
ولعل كثر المغالطات والتحريض على القتل التى وردت فى كتاب الفريضة الغائبة، هو ما دفع دار الإفتاء إلى اصدار بيان آخر منذ فترة قصيرة حذر فيه من تداول هذا الكتاب، حيث جاء التحذير ضمن 13 كتابا تحرض على العنف والقتل.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق