خريطة مخيم الهول فى سوريا.. من جحيم داعش لنار العزلة

الثلاثاء، 04 يونيو 2019 11:00 ص
خريطة مخيم الهول فى سوريا.. من جحيم داعش لنار العزلة
مخيم
كتب مايكل فارس

تخلت العديد من الحكومات الأجنبية عن الفارين السوريين من جحيم الحروب إلى أخر معقل آمن وهو مخيم الهول بمنطقة الحسكة فى سوريا، بحجة أن لهم علاقة بتنظيم داعش الإرهابى، بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة على لسان عضو لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بسوريا، هاني مجلي، حيث قال إن حوالى 15 % من المقيمين في المخيم الهول في منطقة الحسكة بسوريا، هم من رعايا 3 بلدان، وحكومات هؤلاء الرعايا يرفضون إعادتهم إلى بلدانهم الأصلية، لافتراض أن لهم علاقة بداعش.

واشتدت خطورة الموقف، حيث اتخذت بعض الدول خطوات إضافية بتجريد هؤلاء الرعايا من جنسياتهم لمنع عودتهم، بما يتنافى مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان، بحسب مجلى الذى أكد أن لجنة التحقيق الدولية تحاول منذ 9 سنوات الحصول على إذن من الحكومة السورية لدخول البلاد والقيام بالتفويض الممنوح لها، لكن لم تلق ردا حتى الآن، فى ظل أن هناك أرقام صادرة عن الأمم المتحدة في أبريل الماضي، تؤكد وجود 70 ألفا من المدنيين في المخيم، 92 % منهم من النساء والأطفال.

وهرب عشرات الآلاف من السوريين إلى مخيم الهول، خوفا من القتال العنيف في بلدة الباغوز، بين كل من مسلحي تنظيم داعش الإرهابي وقوات سوريا الديمقراطية، بعد معارك استمرت أسابيع خلال هذا الربيع، وانتهت بسحق داعش، حيث يؤوي مخيم الهول أكثر من 70 ألف نازح، ومن بينهم عائلات عناصر في تنظيم داعش،  وقد وصفت تقارير حقوقية الوضع ووصفته بالمأساوي، وشبه أحدها الوضع بـ"بحر من الخيام البيضاء"، مترامي الأطراف، فى وقت يعاني فيه الآلاف من سوء التغذية، وغالبا ما يتم ترك جرحى القتال من دون علاج.

وفى وقت يشتد فيه الوضع المأساوي، ظهرت عدة مبادرات لاحتواء الوضع، وفي مبادرة هي الأولى من نوعها في مخيم الهول، الواقع تحت سيطرة الأكراد شمال شرقي سوريا، بالتنسيق بين الإدارة الذاتية الكردية وشيوخ ووجهاء العشائر، حيث غادرت نحو 800 امرأة وطفل، بعد ظهر الاثنين، فى وقت يؤوى فيه المخيم عشرات آلاف النازحين، وبينهم عائلات عناصر في تنظيم داعش، ومن المفترض أن يتوجه هؤلاء النساء والأطفال إلى منازلهم في منطقتي الرقة والطبقة شمالي البلاد، بعد أن نزحوا منها واستقروا في مخيم الهول عندما سيطر عليها تنظيم داعش في السنوات السابقة.

وعن الموجودين فى المخيم، فقد أكد سؤول كردي، فى تصرحات نقلتها رويترز أنه من المتوقع أن يكون بين هؤلاء، أفراد من عائلات لعناصر داعش، وآخرون فروا من المعارك ولا علاقة لهم، كما تعزل قوات سوريا الديمقراطية، النساء والأطفال الأجانب الذين خرجوا من الباغوز، في ملحق منفصل داخل المخيم، ويخضعون للمراقبة من الحراس الذين يرافقونهم خلال تنقلهم في المخيم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق