يا قطن مين ينقذك.. تقرير حكومي يكشف عزوف المصريين عن طويل التيلة

 

 

 

لازالت الحكومة بغرفها المتعددة المسئولة عن التسويق لمحصول القطن المصري تقف عاجزة أمام إيجاد حل للأزمات التي تحاصره منذ فترة طويلة، مما أدى إلى عدة أمور، أولها تراجع الطلب المحلي، وترقب الأسواق العالمية لما يدور داخل السوق المصري وقرارات الحكومة لحماية هذه السلعة الاستراتيجية المهمة.

 

الأمر المحزن الآن، أن القطن المصري أصبح المستفيد منه المصدر الأجنبي، الذي يستورد القطن ثم يصنعه، ثم يعيد تصديره لنا بأسعار باهظة، الجهاز المركزي لللتعبئة والإحصاء كشف في آخر تقاريه مفاجآت مدوية بشأن القطن المصري، فطبقاَ للأرقام الصادرة عن النصف الأول من الموسم الزراعى الحالى 18/2019 في الفترة من سبتمبر 2018 حتى فبراير 2019"، بلغ إجمالى الموزع أو المنتج من القطن المصرى 828.045 ألف قنطار مترى، تم تصدير 765.731 ألف قنطار منهم بنسبة 92.5%، وبلغ حجم المستهلك محلياً 62.314 ألف قنطار مترى من إجمالى المنتج/ الموزع من القطن خلال النصف الأول من الموسم الزارعى الحالى، كما كشفت الأرقام الإحصائية، أن مصر استوردت 235.395 ألف قنطار مترى أقطان خلال الفترة المشار إليها، وهو ما يعادل نحو 4 أضعاف الكميات المستهلكة محلياً.

 

 المؤشرات الصادرة أكدت أن تصدير القطن المصرى يتزايد، فى حين يتراجع الاستهلاك المحلى له، فبلغ حجم المصدر من القطن 765.731 ألف قنطار مترى خلال النصف الأول من الموسم الزراعى الحالى، مقابل 508.006 ألف قنطار مترى للنصف المماثل من الموسم الزراعى السابق، بارتفاع بلغت نسبته 50.7%، بينما بلغ حجم الاستهلاك المحلى 62.314 ألف قنطار مترى، مقابل 91.692 ألف قنطار مترى، بانخفاض 32%.

 

وفى السياق ذاته، أشارت البيانات الإحصائية، إلى الدول التى حرصت على استيراد القطن المصرى خلال النصف الأول من الموسم الزراعى الحالى، والتى بلغ عددها 19 دولة، متمثلة فى: "الهند، أمريكا، السعودية، باكستان، تركيا، الصين، بنجلاديش، إيطاليا، البرتغال، ألمانيا، المغرب، لبنان، سلوفينيا، النمسا، اليابان، تايلاند، البرازيل، المكسيك، تايوان".

 

جاءت الهند فى صدارة الدول الـ 19 الأكثر استيرادا للقطن المصرى، حيث بلغ حجم المصدر إليها نحو 330.5 ألف قنطار مترى، بقيمة 735.8 مليون جنيه، خلال النصف الأول من الموسم الزراعى الحالى، تلاها باكستان، بكميات بلغ حجمها 229.708 ألف قنطار، وقيمتها 462.403 مليون جنيه.

 

ومحلياً، بالنسبة لاستهلاك المصريين من القطن، اعتمد عدد قليل من المحافظات فى استهلاكها للقطن، على المنتج المحلى بجانب المستورد، فى حين اقتصر اعتماد محافظات أخرى على الأقطان المستوردة فقط، وطبقا للبيانات الإحصائية، جاءت محافظة القاهرة من أبرز تلك المحافظات التى لم تعتمد فى استهلاكها للأقطان على القطن المصرى، بل اعتمدت على "المستورد فقط".

أما المحافظات التى استخدمت القطن المصرى بجانب "المستورد" فبلغ عددها نحو 6 محافظات، فى مقدمتها محافظة الإسكندرية، والتى بلغ حجم استهلاكها المحلى من القطن، 26.931 ألف قنطار مترى، تلاها محافظة الغربية بحجم استهلاك 22.626 ألف قنطار، لتستحوذ هاتان المحافظتان على نحو 80% من إجمالى الكميات المستهلكة خلال النصف الأول من الموسم الزراعى الحالى.

 

كما جاءت محافظة المنوفية، والبحيرة، والسويس، من ضمن المحافظات التى تستخدم القطن المصرى بجانب الأقطان المستوردة، وفى المقابل جاءت محافظة دمياط، وكفر الشيخ، والقليوبية، والشرقية ضمن المحافظات غير المستخدمة للقطن المصرى، بل يقتصر اعتمادها فى استهلاك الأقطان على "المستورد" فقط.

 

يذكر أن القنطار المترى من القطن الشعر يعادل 50 كيلو جرام، بينما يعادل فى القطن الزهر 157.5 كجم، ويعد القنطار المترى من القطن الشعر هو الوحدة المستخدمة لكافة الأرقام المذكورة عالياً.