حظر صحيفة «آجوس» يجدد عقدة «الإبادة الأرمنية» في تركيا

الجمعة، 07 يونيو 2019 07:00 ص
حظر صحيفة «آجوس» يجدد عقدة «الإبادة الأرمنية» في تركيا

 
لا تزال عقدة «الإبادة الأرمنية» تؤرق مضجع القوميين الأتراك وعلى رأسهم رجب أردوغان، الذي لا يدخر وسعا في محاولة طمس هذه الجريمة النكراء، التي تلطخ صفحات تاريخ بلاده، ما يورطه في ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب الأرمني.
 
وبحسب منظمة «بيرسيكيوشن» الدولية المعنية بشؤون اضطهاد المسيحيين حول العالم، فإن تركيا تفرض قيودا على حرية التعبير للأرمن، وهي جماعة عرقية مسيحية، عن طريق حظر عرض صحيفة «آجوس» للزبائن في المطارات التركية.
 
وصحيفة «آجوس» هي صحيفة أرمنية أسبوعية تصدر باللغتين الأرمنية والتركية في إسطنبول، وكثيرا ما انتقدت سياسات الحكومة التركية، التي تشمل الرقابة المتزايدة على وسائل الإعلام بالبلاد، كما تفضح سياسات رجب إردوغان القمعية، وتفند باستمرار المزاعم التركية التي تتبرأ من الإبادة الجماعية للأرمن (1915 - 1917) التي راح ضحيتها مليون ونصف المليون من الشعب الأرمني، الذي ما زال تتعرض جاليته للاضطهاد في تركيا. 
 
وعلى الأراضي التركية، تمارس سلطات أردوغان التركية دون كلل قمع الجالية الأرمنية في أنشطتها العامة، بما في ذلك التدخل في إدارة الكنيسة الأرمنية. كما يتعرض العديد من الأرمن للاضطهاد من قبل متطرفو القوميين الأتراك، تحت سمع وبصر حكومة إردوغان، التي تبارك مثل هذه المضايقات بل وتشجعها من خلال إجراءات القمع التي تمارسها بحق الأقلية الأرمنية.
 
وأعاد قرار حظر الصيحفة الأرمنية، حادثة اغتيال مؤسسها الصحافي التركي الأرمني «هرانت دينك» إلى الأضواء من جديد، خاصة وأن الحادثة شكلت نقطة التقاء للأرمن الذين بدأوا يتحدثون علانية عن اضطهاد جميع الأقليات الدينية العرقية في تركيا.
 
كان دينك من أوائل كتاب العصر الحديث الذين تحدوا رواية الحكومة التركية حول الإبادة الجماعية للأرمن. واشتهر بدفاعه عن القضية الأرمنية، وحقوق الإنسان والأقليات في تركيا، كما انتقد إنكار أنقرة المذابح والتهجير، التي مارستها الدولة العثمانية بحق الشعب الأرمني، فما كان من سلطات ديكتاتور أنقرة رجب إردوغان إلا أن قدمته للمحاكمة ثلاث مرات بتهمة متهافتة وهي «إهانة الهوية التركية».
 
وفي 19 يناير 2007، كان دينك في طريقه إلى صحيفة «آجوس» قبل أن يفاجئه أحد غلمان حكومة «العدالة والتنمية» أوغون ساماست ذو الـ17 عامًا بثلاث رصاصات، أردته صريعا، وذكر شهود عيان إن القاتل المأجور صرخ عدة مرات قائلا: «قتلت الخائن»، قبل أن يفر من موقع الاغتيال في سيارة كانت تنتظره.
 
ورغم مرور أكثر من 12 عامًا على حادث اغتيال الصحفي الأرمني الحر، هرانت دينك، مازال الجناة الحقيقيون طلقاء، يتجولون بحرية في تركيا، تحت رعاية نظام رجب إردوغان، بيد أن شبح الشهيد الأرمني سيظل يطارد الرئيس التركي من قبره.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة