الانتخابات الأوروبية تهز السياسة الداخلية للقارة العجوز
الخميس، 06 يونيو 2019 09:00 م
ماكرون
ألقت مجلة «الإيكونومست» البريطانية الضوء على نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي، مشيرة إلى أنه رغم عدم دخول تلك النتائج حيز التنفيذ قبل أسابيع حيث أن البرلمان لا يجتمع حتى يوليو، ولكن فى بعض البلدان تحركت الأحداث بسرعة، ففى غضون أيام من التصويت، أُجبر مستشار النمسا على ترك منصبه، وتمت الدعوة لانتخابات مبكرة فى اليونان، وترك بعض زعماء الأحزاب للقتال من أجل البقاء.
وفي ألمانيا، احتل الاتحاد الديمقراطى المسيحى الحاكم (cdu) وحليفه البافارى المركز الأول في ألمانيا، ولكن برصيد منخفض بلغ 29٪. بينما ارتفع الخضر إلى المرتبة الثانية بأكثر من 20٪ من الأصوات. ورغم تراجع النتيجة الوطنية للبديل اليميني المتطرف لألمانيا، إلا أنه أظهر قوة في شرق البلاد، حيث احتل الحزب المرتبة الأولى في ولايتين من ثلاث ولايات ستجري انتخابات في الخريف.
وبحسب المجلة، كان الخاسرون الأكبر هم الاشتراكيون الديمقراطيون (spd) ، الشريك للاتحاد الديمقراطى المسيحى الحاكم، الذي تراجعت نتائجه إلى 16٪ وخسر انتخابات منفصلة في ولاية بريمن لأول مرة منذ أكثر من 70 عاما، موضحة أن الائتلاف الألماني ممزق لكنه صامد حتى الآن.
وأشارت المجلة، إلى أنه في مكان آخر، كانت ليلة مختلطة بالنسبة للأحزاب الحاكمة، حيث عكست النتائج فى إيطاليا دور الشريك الأصغر والأكبر في الحكومة الشعبوية الوحيدة في أوروبا الغربية. وضاعف حزب الرابطة الشمالية الوطني لماتيو سالفيني رصيده من الانتخابات العامة في العام الماضي إلى 34٪ من الأصوات. وتراجعت حركة الخمس نجوم المناهضة للمؤسسة من 32٪ إلى 17٪. وفاق الحزب الديمقراطي اليساري المعارض التوقعات وفاز بالمرتبة الثانية بنسبة 23٪.
واعتبرت «الإيكونومست» أن فوز الرابطة قد يغري سالفيني، نائب رئيس الوزراء ،لفرض الانتخابات وإغراق النجوم الخمس لصالح تحالف مع أحزاب يمينية أخرى. ولكن بعد النتيجة ، قال إن ولاءه للترتيب الحالي "لم يكن قط موضع شك».
ومع وجود السوط بقوة في يده، دعا سالفيني إلى اتخاذ تدابير تراجعت فيها حركة النجوم الخمس، بما في ذلك ضوابط الهجرة، وخطط البنية التحتية والمزيد من الحكم الذاتي لشمال إيطاليا الغني. ومما يدعو للقلق بالنسبة لبروكسل، حث زعيم الرابطة أيضًا على حوافز خفض الضرائب.
وتخاطر إيطاليا بالفعل بانتهاك حدود العجز في ميزانية منطقة اليورو، ويقال إن المفوضية الأوروبية تستعد لبدء إجراءات تأديبية. لكن سالفيني العنيد قال إنه مُنح "تفويضًا بهدوء لإعادة النظر في المعايير القديمة التي عفا عليها الزمن.
وقالت الصحيفة، إنه في النمسا، لم توفر الانتخابات سوى تأجيلا قصيرا لنهاية سيباستيان كورز، الزعيم الشاب لحزب الشعب المحافظ الحاكم، وسط فضيحة حطمت حكومته. في الثامن عشر من مايو، طرد كورز شريكه في الائتلاف، حزب الحرية اليميني المتطرف، بعد ظهور شريط من عام 2017 يظهر زعيمه، هاينز كريستيان ستراش، يعد بعقود حكومية مع امرأة يعتقد أنها مرتبطة بروسيا. وأسقطت حكومة كورز في تصويت بحجب الثقة.
وستتولى حكومة تسيير الأعمال البلاد قبل الانتخابات فى سبتمبر.
من ناحية أخرى، ذكرت «الإيكونومست» أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، سيكونا محبطا لخسارته أمام تجمع مارين لوبان الوطني (الجبهة الوطنية سابقا)، الذي حصل على 23٪ من الأصوات. لكن النتيجة لم تكن مدمرة كما كان يعتقد قبل الانتخابات. على الرغم من احتجاجات السترات الصفراء التى استمرت 28 أسبوعًا وجهود لوبان لتحويل الانتخابات إلى استفتاء على ماكرون ، إلا أن الانتخابات انتهت بنتيجة أقل قليلاً مما كانت عليه في عام 2014.
ولعل الأهم من ذلك هو أن النتيجة أكدت تصاعد السياسة التي أحدثها ماكرون عندما تولى الرئاسة في عام 2017 بحزب جديد «للأمام». أما الأحزاب السائدة في اليسار (الاشتراكيين) واليمين (الجمهوريين) فقد سجلت معاً أقل من 15٪. وحصد المكاسب الرائعة حزب الخضر، حيث حصل على 13٪.