رحلة سفاح كاليفورنيا من مص دماء القطط والبشر إلى الانتحار

الأحد، 09 يونيو 2019 08:00 م
رحلة سفاح كاليفورنيا من مص دماء القطط والبشر إلى الانتحار
إسراء بدر

لا شك أن شخصية دراكولا الشهيرة بتفاصيلها المليئة بمغامرات وجرائم مص الدماء تثير عقل متابعيها حول التفكير عن حقيقتها من عدمها ولكن الحقيقى أن ما تطويه الجرائم حول العالم تؤكد أن شخصية دراكولا وما شابهها ليست من وحى الخيال بل أن هناك من هم أبشع من ذلك، فالشاب "ريتشارد ترينتون جيس" الذى ولد بكاليفورنيا عام 1950 هو إحدى الشخصيات التى أكدت حديثنا لما تحمله قصته من أحداث تقشعر لها الأبدان.

عاش "ريتشارد" مع والده الذى اعتاد ضرب أمه وتعسيفها حتى أنه ذات مرة كسر لها أصابع يدها أمامه، وهى الصور التى علقت فى أذهان "ريتشارد" وربت بداخله العنف خاصة أن والدته لم تستطع الحصول على حقها من والده فلم تجد شئ تخرج به عصبيتها وإنفعالها إلا ابنها "ريتشارد" الذى عانى من تعذيب والدته له وضربه بقسوة بالغة حتى أن لجأ إلى المخدرات والكحوليات ليحاول تحمل ما يمر به من أوجاع وهى الأشياء التى سيطرت على عقله بشكل كبير خاصة لصغر سنه.

وفى فترة المراهقة كان "ريتشارد" يتناول أنواع مختلفة من المخدرات ودائم تناول الكحوليات ويرتمى فى أحضان الفتايات لممارسة الرذيلة معهن ولكن هناك فتاة من المقربين له أكدت أنه كان عاجز جنسيا وهو الأمر الذى زاد حالته سوءا وتوجه إلى الأطباء لمعرفة السبب ليفاجئ بأن السبب وراء عجزه الجنسى هو حزنه المكبوت بداخله منذ الصغر وهو ما أثر على صحته الجنسية.

chase_bg006

ارتبك عقل "ريتشارد" بعد ما استمع إليه من الأطباء وزادت حالته سوءا حتى أنه بدأ يتخيل أشياء عجيبة فذات ليلة اقتحم غرفة الطوارئ بإحدى المستشفيات يصرخ بصوت عالى طالبا النجدة وعندما سألوه عما يعاني منه أكد لهم أن معدته تتحرك فى إتجاه ظهره وأن هناك شخص سرق شريانه الرئوى وأن عظامه وجمجمته أوشكا على الخروج من رأسه، فصدم الأطباء من حديثه ووضعوه تحت الملاحظة لثلاثة أيام واستنتجوا بأن المخدرات والكحوليات أصابوه بخلل عقلى ولكن فى النهاية عاد إلى منزله ولكنه ترك منزل والدته ليقيم مع مجموعة من أصدقاءه وفى هذه الفترة ولكن حالته ازداد سوءا فبدأ ينقض على القطط والأرانب والطيور ويقتلها ليشرب دماءها ظنا منه أن دماء الحيوانات والطيور ستعالج ما به من أمراض فى خيالاته.

اشتكى الجيران من تصرفاته لما وجدوه من أرانب مقتولة أمام شرفته بخلاف تجوله فى العقار عاريا تماما وسكره الدائم وحاولوا طرده ولكنه رفض فلم يجد أصدقائه طريق سوى الخروج من المنزل وتركه يعيش وحيدا وهو ما دهور حالته أكثر من ذلك إلى أن تم نقله إلى المستشفى مصابا بتسمم نتيجة أخذه لحقنه دماء أرنب فى الوريد وهناك تم حجزه فى مصحة عقلية وكان يستمتع بقص ما يفعله للمتواجدين بالمستشفى وكانوا يظنوا أنها مجرد هلاوس لمختل عقليا إلى أن وجدوه يصطاد الطيور ويقطع عنقها ويمص دماءها ويلقى بها بالقرب من شرفته فأطلقوا عليه لقب "دراكولا" ولكن سرعان ما أطلقوا سراحه لظنهم بأنه لا يمثل خطورة على المواطنين فكل ما يفعله مص دماء الطيور والحيوانات.

فاستقبلته والدته التى استأجرت له منزلا وكانت تشتري له يوميا احتياجاته بالكامل وذات يوم دخلت المنزل لتجد وجهه ورقبته ملطخة بالدماء وأمامه قطة شق جسدها ليمتص دماءها فصعقت من المنظر وحاولت ابتعاده عن القطة ولكنها فشلت فتركته وخرجت ومن بعدها بفترة عثرت قوات الأمن على سيارة ملطخة بالدماء وبها دلو يتواجد به كبد وبعض من الدماء فبحثوا عن صاحب السيارة ليجدوا "ريتشارد" على بعد خطوات وكان قد هجم على بقرة وقتلها ليشرب دماءها ويمزق جسدها ويأكل لحمها دون طهى.

وفى هذه الفترة أخذ يقرأ بشغف عن قضايا القتل وكيف له أن يشبع رغباته فى مص الدماء إلى أن خطرت بباله فكرة بأن يخلط أمعاء ودم البشر ويتناوله ليشفى ما به، ومن هنا بدأ يخطط لجرائمه تجاه البشر وكانت أول جريمة له تقشعر لها الأبدان بأن هجم على منزل سيدة فى فترة خروج زوجها للعمل ليفاجئ الزوج فور وصوله بوجود زوجته عارية تماما وملقاه على الأرض وساقيها مفتوحان مما يدل على تعرضها للاغتصاب وأن المجرم قطع حلمة صدرها ومزق بطنها وأخرج الأمعاء والكلى والطحال ومزقهم وعثر على براز حيوانات فى فمها ووجد فى دورة المياه إناء به آثار دماء مما يدل على أن القاتل شرب دماءها.

واستمر "ريتشارد" فى جرائم قتله المتتالية للنساء خاصة فيغتصبهن ويشرب دماءهن ويخرج الأمعاء والأعضاء الداخلية لهن، واستطاع المحققون الوصول إلى أن القاتل هو نفسه المرتكب بكل هذه الجرائم لتشابهها بالإضافة إلى الفوضى الذى يرتكبها أثناء جريمته وبدأوا البحث عن رجل غريب الأطوار وسألوا الأهالى ليجدوا أن المواصفات تنطبق على "ريتشارد" وألقوا القبض عليه عام 1979 ليحاكم على 6 جرائم ارتكبها خلال شهر وحكمت المحكمة بإعدامه بغرفة الغاز ولكنه طوال الأيام التى انتظر فيها الحكم عليه كان يطلب مضادات للاكتئاب والهلوسة إلى أن امتلك كمية وانتحر بها ليجدوه جثة هامدة فى محبسه.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق