تركى بجم.. المصريون يلقنون ديكتاتور تركيا درسا في التعامل مع مصر

الأحد، 23 يونيو 2019 09:00 ص
تركى بجم.. المصريون يلقنون ديكتاتور تركيا درسا في التعامل مع مصر
تركى بجم
دينا الحسينى

فضائح أردوغان تلاحقه وتقضى على حلم الخلافة المزعوم

الفساد يستشرى في المحليات التركية والمعارضة تهدد بكشف المستندات والتفاصيل

تقرير أوروبي: تحول تركيا لترانزيت لتجارة المخدرات فى عهد حزب العدالة والتنمية

تركى بجم.. سكر إنسجم
لاظ شقلباظ
إتغاظ هجم
أمان أمان.. تركى بجم
دبور جبان.. من غير زبان
زنان كبير.. يمضغ لبان
يسمع نفير.. يخاف يبان
أمان أمان.. تركى بجم
سوس بازفان.. إقطع لسان
عربى واقف لك ديدبان
ادخل تموت.. جنات مكان
أمان أمان.. تركى بجم
سيكتير زمان.. سيكتير كمان
أدخل ح نضرب فى الملان
خليك تقول أنا جلفدان
ولا ينفعوك الأمريكان
 
«تركى بجم».. قصيدة رائعة كتبها الراحل «صلاح جاهين» عام 1961 ضمن ديوانه الشهير «عن القمر والطين»، ولحنها وغناها «سيد مكاوى»، لكنها صالحة لكل وقت وحين للتعامل مع حكام تركيا، فحينما كتبها «جاهين» كانت تركيا حينها تهدد سوريا وتحشد قواتها على الحدود السورية، وأعلن جمال عبدالناصر أن تحرك جندى تركى واحد ضد سوريا ستعتبره مصر عدوانا عليها، واليوم لا يختلف رجب طيب أردوغان عن سابقيه، فحلم الخلافة والسيطرة على المنطقة يراوده، معتبرا نفسه الحاكم بأمره.
 
«تركى بجم»، هكذا رد المصريون على أردوغان، سليط اللسان، ولقنوه على مدار الأيام الماضية درسا فى التعامل السياسى واللباقة الدبلوماسية، خاصة حينما يتحدث عن دولة بحجم وقيمة وقدر مصر، وبعث الشعب المصرى برسالة شديدة اللهجة لأردوغان وكل من يدور فى فلكه داخل دائرة الحكم التركى، بأن مصر أكبر منه ومن جماعته التى يحتمى بها، ويأمل أن تكون الكوبرى الذى يصل من خلالها إلى مبتغاه، وهو حلم الخلافة العثمانية، فرئيس تركيا ضرب بقواعد الديمقراطية عرض الحائط، وفتح سجونه أمام معارضيه سواء كانوا سياسيين أو إعلاميين أو كتاب رأى، وحطم جيشه، حينما أمر أعضاء حزبه «العدالة والتنمية» بالتنكيل بكل قيادات القوات المسلحة التركية، لأنها لم تدين بالولاء للديكتاتور، الذى يظن نفسه أنه القادر وحده على فرض رأيه وكلمته على الجميع، إلى أن وصل الحال بتركيا إلى دولة فى منحدر السقوط اقتصاديا وسياسيا وأمنيا، بعدما استقبل قيادات تنظيم الإخوان الإرهابى، وساعد فى تأسيس تنظيم داعش الإرهابى، ليكون خنجرا فى خصر كل من لا يدين له بالولاء.
 
المتتبع لحال تركيا الآن سيكتشف الخراب الذى أصابها على يد أردوغان، فالانتهاكات مستمرة، مناقضا بذلك وعده السابق «صفر تعذيب»، لكن الشرطة التركية على يديه كانت ولا تزال الأكثر انتهاكا فى العالم، كما كشفت المعارضة التركية عن ارتفاع معدل البطالة وتراجع مؤشر الاقتصاد فى تركيا بسبب سياسات أردوغان، مستندين لهيئة الإحصاء التركية التى نشرت إحصاءات القوى العاملة لشهر مايو الماضى، والتى أشارت إلى أن معدل البطالة بلغ نحو 14.1 %، وارتفاع عدد العاطلين عن العمل فى الفئة العمرية بين 15 عاما فما فوق بنحو مليون و334 ألف شخص مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق ليصل عدد العاطلين عن العمل إلى 4 ملايين و544 ألف شخص.
 
‌وذكر التقرير، أن معدلات البطالة ارتفعت باستثناء قطاع الزراعة لتسجل 16.1 %، وفى الفئة العمرية بين 15 و24 عاما ارتفعت معدلات البطالة لتسجل 25.2 % بينما ارتفعت معدلات البطالة فى الفئة العمرية بين 15 و64 عاما بنحو 4 نقاط لتسجل 14.3 %.
 
وأكدت صحيفة «زمان» التركية أن أنقرة تعانى من أزمة اقتصادية طاحنة أدت إلى انهيار قيمة الليرة أمام العملات الأجنبية وارتفاع معدلات التضخم، ما كان له أثر سيئ على المواطن التركى خلال الفترة الأخيرة، كما كشف معارضون أتراك أن أردوغان يغطى على جرائمه ويركز فى أوضاع الدول الأخرى بأكاذيب وشائعات مغرضة فى ظل ما تشهده تركيا من تعرض المعارضين للخطف، والتى وصلت إلى 26 حالة منذ محاولة الانقلاب المزعومة، واعتقال 128 عسكريا بتهم واهية.
 
جرائم رجب طيب أردوغان ضد معارضيه كثيرة، وهو ما سلّط النائب البرلمانى من صفوف حزب ‏الشعوب الديمقراطى ‏المؤيد للأكراد عمر فاروق جَرْجَرلى أوغلو، الأضواء عليه، فبحسب صحيفة أحوال تركية فإن أوغلو انتقد انتهاكات حقوق الإنسان فى تركيا ‏تحت حكم أردوغان، ‏وكشف الستار عن ‏الملفات الخاصة بانتهاكات حقوق الإنسان التى تسعى السلطة السياسية للتستر عليها، وأكد أن الآلاف تعرضوا للاختطاف بعد الانقلاب المزعوم فى عام 2016، ‏وأن سجل تركيا بات سيئا للغاية من حيث عمليات الاختطاف المستمرة حاليا، ‏مذكّرا بأن آلاف المواطنين تعرضوا للاختطاف أو أصبحوا ضحايا جنايات مجهولة الفاعل ‏فى تسعينيات القرن المنصرم.
 
وأشار جَرْجَرلى أوغلو إلى أن «أمهات السبت»، اللواتى يتظاهرن كل يوم سبت فى ميدان جلطة سراى بمدينة إسطنبول منذ 1995 لمطالبة السلطات التركية بالكشف عن مصير أبنائهن الذين تعرضوا للاختفاء أو الاختطاف على يد الدولة فى الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضى، يشكّلن أبرز مثال على الانتهاكات المرتكبة فى مجال حقوق الإنسان.
 
وما زال نظام أردوغان وحزبه يتحمل مسئولية استمرار الأزمة الاقتصادية التى تمر بها بلاده منذ شهور دون أن يتمكن نظامه من إيجاد حلول لها، فيما كشف تقرير أممى أن انشغال أردوغان بالتدخل فى شئون الدول الأخرى جعل تركيا دولة الترانزيت الأهم فى تجارة المخدرات على مرأى ومسمع منه، وقالت وكالة «مكافحة المخدرات» فى الاتحاد الأوروبى فى تقريرها للعام 2019، أن تركيا سجلت رقما قياسيا جديدا فى عدد الذين لقوا حتفهم بسبب المخدرات عام 2017، حيث بلغ 941 شخصا، فى حين كان العدد 105 أشخاص فى عام 2011.
 
وأشار التقرير الذى استند إلى بيانات رسمية من وزارة العدل التركية إلى أن نسبة المخدرات التى ضبطها الأمن فى تركيا أصبحت مرتفعة للغاية، وتناول التقرير الذى أعده المركز الأوروبى لمتابعة المواد المخدرة والإدمان، معلومات صادمة وتحليلات حول الوضع فى تركيا.
 
كمية مخدر الهيروين التى تمت مصادرتها فى تركيا خلال عام واحد تتجاوز الكمية المصادرة فى جميع دول الاتحاد الأوروبى، بحسب الإحصائيات الواردة فى التقرير، الذى أكد أن العمليات التى نفذتها أنقرة فى 2017، أسفرت عن مصادرة 8 ملايين و600 ألف من المخدرات الاصطناعية مثل مخدر الأكستاسى و6.6 طن من مخدر الأمفيتامينات.
 
أما عن ملفات فساد حزب أردوغان فخرجت للعلن بعدما فضح المعارض إمام أوغلو، المرشح لرئاسة بلدية إسطنبول، التفاصيل التى اطلع عليها، والكثير من ملفات فساد الحزب الحاكم الذى يقوده أردوغان. ونشر إمام أوغلو، مقطع فيديو جديدا بعنوان «البذخ سينتهى»، عبر حسابه الرسمى على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، كاشفا عن إنفاق 80 مليون ليرة تركية على الموقع الإلكترونى لبلدية إسطنبول الكبرى، خلال السنوات الثلاث الماضية فقط، لافتا إلى أنه سيلتزم بمبادئ الشفافية والعدالة والادخار فى إدارته للبلدية، متابعا: «سننهى هذا البذخ تماما، وندعم الفقراء والمحتاجين».
 
ويعانى الديكتاتور العثمانى من مرض النرجسية ومصاب بعقدة النقص، وهذا ما كشفته باحثه فى لغة الجسد، بأنه كان يتردد دائما أن رجب طيب أردوغان الرئيس التركى الذى ينصر الإسلام بطريقة ليبرالية، إلا أن المزج بين كونه رئيسا مسلما لدولة شبه أوروبية فهذا أضفى عليه «الكاريزما»، فكاريزما أردوغان ليست «كاريزما» الشخصية بقدر ما هى «كاريزما» الموقف.
 
فمن يتابع تصرفات الديكتاتور العثمانى رجب طيب أردوغان، ومواقفه وتصريحاته خاصة السنوات السبع الأخيرة، يلاحظ تعمده تقليد الشخصيات الناجحة التى لها حضور على مستوى العالم، إما بمواقفها الإنسانية أو تصريحاتها المتزنة.. رغدة السعيد الباحثة فى لغة الجسد ومدربة المهارات البشرية قامت بتحليل شخصية هذا المهتز ومواقفه والدوافع وراء تعمده تقليد الرئيس عبدالفتاح السيسى فى مختلف المناسبات «كوبى بيست» كما أكد رواد السوشيال ميديا.
 
قالت رغدة: «الشخص اللى دائم الإسقاط على غيره كـ(أردوغان) هو شخص يعانى عقدة نقص فى شىء ما، إما نقص فى السلطة أو فى الشخصية ذاتها أو النقص جسديا، والإسقاط هو شعور الشخص بالتهمة أو الصفة التى يسقطها على الآخرين، ولديه إنكار لهذه التهم، فما يحدث أنه يسقط التهم عنه بإلصاقها للأشخاص الناجحين ظنا منه أنه سيقلل من شأن هذا الشخص بهذا الإسقاط.
 
وأضافت «رغدة» أن أردوغان يحاول منح نفسه إطار ملوك الدولة العثمانية قديما عن طريق جهورية صوته ليضع حوله إطارا للفت الأنظار إليه، وللتفخيم من نفسه، ولذلك نجده يتعمد التحدث بصوت مرتفع، ويحاول تقليد الرؤساء الخيرين بأفعالهم الخيرية، من خلال تقليد بعض المواقف الإنسانية لهؤلاء الرؤساء مثل تقليد إفطار الرئيس السيسى مع المواطنين بشهر رمضان الماضى، وتعمده حمل الأطفال فى الاحتفاليات كما يفعل الرئيس السيسى، أو كما فعل فى الماضى حينما استقل دراجة هوائية مثل الرئيس السيسى، وارتدائه الزى العسكرى وهو لا يحمل صفة عسكرية.
 
واستكملت قائلة: «أما عن تصريحاته فهى صبيانية لا تتفق مع مواقف الرؤساء، وأيضا استمراره فى القبض على المواطنين بأعداد مهولة بحجة المعارضة، وكذلك القبض على رجاله من ضباط الجيش والشرطة وحتى القضاة والزج بهم فى السجون، فهذا (جبن منه)، حيث يعانى مرض الخوف من تصريحاتهم أو مواقفهم التى تهدد شعبيته بتركيا، ولأن لديه نرجسية والتى تعنى حب الذات، والتى تكونت لديه على مدار سنوات بسبب التطورات التى شهدتها تركيا خلال السنوات الماضية فى حكمه، تحولت إلى نرجسية مرضية (أنا الأعظم)، وهذا انعكس عليه بمحاولة التقليل من شأن المحيطين به، ولمن لا يعرف فإن مريض النرجسية لغة جسده صادقة ومتسقة مع كلامه ويسهل تصديق كلماته من المستمعين لأنه يصدق نفسه لدرجة كبيرة. 
 
وأشارت مدربة المهارات البشرية إلى أن أردوغان ينتهج مسلك الإخوان فى إقحام نفسه بأى أزمة لا تخصه أو لا تخص دولته، وهو مجرد استغلال للموقف وتحويله لصالحه لكسب ود المعارضة بالداخل، فضلا عن أنه يجيد تمثيل الثقة بالنفس «المصطنعة» وهذا واضح من طريقة تعبيرات الوجه ونبرة الصوت، والملاحظ أنه فى كل المواقف والتجمعات والمناسبات يقوم أردوغان بحمل «الميكروفون» بطريقة ملحوظة وتلقائية وهذا يدل على حبه للشهرة والظهور، مثل الفنانين الذين يفضلون الغناء بحمل الميكروفون والسير به بدلا من الغناء أمام الميكروفون الثابت، وبالتالى هو يريد بذلك الانتشار وأخذ مساحة أكبر مع إعطاء إيحاء للغير أنه ما زال شابا ويمكنه التحرك كثيرا.
 
واختتمت «رغدة»: «ومن يتابع خطابات أردوغان أمام المحافل الدولية نجده يستخدم إصبع (السبابة)، وهذا الإصبع يتم استخدامه لإعطاء الأمر المباشر أو الإرشادات وهى لغة الجسد لمعظم (معتادى الخطابة الدينية)، ويقصد أردوغان من استخدامها تأكيد وصول المعلومة، كما أنه يقصد من تعمد إظهار زوجته بالحجاب وزيارتها للاجئين فى إشارة لتوصيل رسالة أنه ناصر للإسلام ويحتوى اللاجئين على خلاف حقيقة المواقف التركية التى تتعمد إهانة اللاجئين وتهديدهم».

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة