لجان «ثلاثي الشر» الإلكترونية تتوعد «صوت الأمة» بعد كشف مخطط تجنيد العرب

السبت، 22 يونيو 2019 08:00 م
لجان «ثلاثي الشر» الإلكترونية تتوعد «صوت الأمة» بعد كشف مخطط تجنيد العرب
أحمد قنديل


- برعاية رصد والجزيرة.. «الحسابات المزيفة» تخترق الوسط الإعلامى المصرى

- «دينا مجدى» أحدث أسلحة الإخوان وتركيا وقطر لخدمة أهدافهم الخبيثة
 
«على قدر اتصافه بالإجرام وعدم الخلق واعتياد السلوك الحرام، كان أيضا الجبن والضعف أبرز سماته، فطالما كان الهرب وسيلته عندما تنكشف جرائمه وتظهر للجميع نواياه الخبيثة وخططه الآثمة، ولا يتبقى له سلاح يلوح به سوى الهرطقة بلسانه، وإخفاء ملامحه».. هذا التوصيف لا ينطبق على مختل عتيد الإجرام، وإنما هى أبرز صفات التنظيمات المجرمة التى تحاول بكل جهد الإضرار بالأمنين المصرى والعربي، مستخدمين كل الوسائل القذرة فى محاولة للوصول إلى غاياتهم الدنسة، ولكن غالبا ما فشلت كل تلك الوسائل أمام الإرادة المصرية.
 
«بارت بضاعته فى المخازن، فلبضع سنوات لم يكن لها رواج فى الأسواق، ولم يجد زبائن كافية تثق فى منتجاته، فلم يجد سبيلًا سوى الاستعانة بخطط رخيصة تروج له بضاعته الفاسدة، ليقرر وقتها أن يجذب الأعين إلى منتجاته المزيفة مستخدما العرى وتجارة الهوى، ولكن لأنه طالما اتسم بالفشل فى كل شىء، لذا لم يجد أثرا فعالا له، فضلا عن أن مخططه كان غبيا ليشابه عقله تماما».. لم يكن هذا الوصف لقصة تدور حول تاجر تحول إلى قواد، ولكنه واقع مثير للشفقة يعيشه الآن تنظيم الإخوان الإرهابى وحلفاؤه من مؤسسات إعلامية أجنبية معادية للدولة المصرية وأجهزة أمنية فى بعض الدول تسعى لنشر سمومها فى الوطن فى محاولة لتكدير السلم العام.
 
تنظيم يدعى الفضل وحسن الخلق، ومؤسسات إعلامية تزعم العمل بمهنية وصدق، إلا أن دعاواهم ومزاعمهم لم يصدقها أبدا عاقل، فقرروا سلك درب قذر يعبر عن سلوكهم المشين من أجل لفت الانتباه ومحاولة إثارة البلبلة بين أوساط المجتمع المصرى وشعوب عربية أخرى، معتقدين أن وسائلهم المشينة ستظل تعمل فى الخفاء دون أن تُكشف للعامة أو يلاحظها أحد.. هكذا يعتقد تنظيم الإخوان الإرهابى وحلفاؤه من قنوات إعلامية مملوكة للحكومة القطرية ودولة تركيا.
 
«اللجان الإلكترونية».. سلاح يستخدمه ثلاثى الشر: «قناة الجزيرة المملوكة لدولة قطر، وشبكة رصد الإخبارية – أحد أبواق تنظيم الإخوان الإرهابي، ودولة تركيا»، غرضا فى إثارة البلبلة وبث الفتن ونشر الشائعات فى المنطقة العربية والترويج لمعتقدات تخدم أهدافهم عبر منصات التواصل الاجتماعي، وهذا ما أكدته «صوت الأمة» عقب كشفها لإحدى اللجان الإلكترونية التى يستخدمها ثلاثى الشر عبر منصات التواصل الاجتماعي.
 
«دينا مجدي، صحفية متحررة من أصول مصرية، ولدت بمدينة الإسكندرية، تعيش فى تركيا وتعمل بقناة الجزيرة وشبكة رصد الإخبارية فى آن واحد».. هذه هى معلومات حساب مزيف بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» والتى يستخدمها ثلاثى الشر منذ ما يقرب من عامين بغرض الترويج لأهدافهم.
 
وتكشف «صوت الأمة» من خلال التقرير التالى كل المعلومات التى تضمنها الحساب المزيف وحقيقتها، ودلائل تصنيفه ضمن لجنة إلكترونية تابعة لقناة الجزيرة القطرية وشبكة رصد حليفة تنظيم الإخوان ودولة تركيا، وخططه لنشر الشائعات ونشر مواد تضر بالأمن القومى المصرى والعربي، والترويج لمعتقدات تهدف مخططات ثلاثى الشر، واعتماده على لفت الانتباه وجذب المتابعين من خلال استخدام أساليب ملتوية مثل العرى والإغراء المالى والجنسى وإثارة الصخب، بالإضافة إلى نشر حقيقة الصور المسروقة لدعم الحساب إلكترونيا.
 
تدشين الحساب المزيف..
 
دُشن الحساب باسم «دينا مجدي» فى الرابع عشر من فبراير لعام 2018، مستخدما صورة شخصية لفتاة سمراء اللون تشبه كثيرا الملامح المصرية، وعند البحث بمحرك البحث العالمى «جوجل» بالصورة لن يظهر مثيل يعود لحساب آخر، ما يدفع الجميع للاعتقاد بأن الصور مملوكة لناشر الحساب، وتضمنت معلومات الحساب، أن صاحبته من الإسكندرية وتعيش فى تركيا، وتضمن الحساب الاشتراك فى النشرات البريدية لعدد من مؤسسات إعلامية تابعة لدولتى قطر وتركيا وبرامجها وحملاتها المناهضة لمصر، بالإضافة إلى الإعجاب بصفحات خاصة بمشاهير مصريين مثل اللاعب المصرى محمد صلاح والفنان حمادة هلال وآخرين، وكذلك كان هناك نصيب لبعض القيادات الإخوانية الهاربة، وأظهرت بعد الصور المنشورة على الحساب وجود تفاعلات مع حسابات وهمية أخرى تشير لوجود علاقة رومانسية ملتهبة من أجل إيهام المتابعين بأن الحساب حقيقي. 
 
لفت الانتباه بالعرى والإثارة الجنسية..
 
استهل مدير الحساب المزيف خطته المغرضة بنشر المدونات والآراء والصور يوميا، وتعمد لفت الانتباه وجذب المتابعين من خلال نشر صور شبه عارية للفتاة المستخدم صورتها فى البداية، هدفا فى كسب الثقة المتابعين وإثبات ملكية الحساب للفتاة صاحبة الصور، فضلا عن لفت الانتباه وإثارة التفاعلات من خلال إثارة المتابعين جنسيا بالصور الفاضحة والتفاعل مع المعلقين على الصور والسماح لهم بإلقاء عبارات الغزل الجنسي، كما تظهر تعليقات المتابعين قيام مدير الحساب بإجراء محادثات خاصة معهم فى محاولة لإغرائهم.
 
نشر الشائعات وبث السموم..
 
تضمنت المنشورات المدونة على الحساب آراء سياسية مناهضة للدولة المصرية وقيادتها السياسية، فضلا عن إلقاء وابل من الشائعات يوميا يهدف إلى إثارة الفتن، وكلما بدأت الشكوك تنتاب المتابعين حول صحة المعلومات المنشورة، تعود الصور العارية مرة أخرى، وكذلك تفاعل مدير الحساب مع التعليقات، ومن ثم مشاركة منشورات المؤسسات الإعلامية المغرضة مصاحبة لتعليقات محرضة.
 
معاداة مصر والسعودية والإمارات والتفاخر بقطر وتركيا..
 
لم تقتصر المنشورات المحرضة على معاداة الدولة المصرية فقط، بل كان لبعض دول الخليج نصيب، وعلى رأسها السعودية والإمارات، فتضمن الحساب نشر مدونات معادية للدولتين، والتحريض على إثارة الفوضى والفتن، إضافة إلى ذلك نشر صور ومدونات تتفاخر وتهلل لدولتى قطر وتركيا وتروج لمخططاتهما، فضلا عن مناصرة تنظيم الإخوان الإرهابى ودعمه.
 
إثارة الفتن الطائفية ومحاولات التشكيك الديني..
 
لم يكتف مديرو هذا الحساب المزيف على التحريض السياسى فقط، بل كان هناك منشورات أيضا تدعو لإثارة الفتن الدينية والتشكيك فى الالتزام الدينى لبعض الشخصيات المصرية والعربية، بالإضافة إلى أن التعليقات أظهرت أيضًا أن هناك أحاديث خاصة بين مدير الحساب والأصدقاء المتابعين تفيد بادعاء أن صاحبة الصورة قامت بتغيير ديانتها مفندة أسباب ذلك.
 
اختراق الوسط الصحفى والإعلامى لإثارة الصخب والترويج..
 
فى السادس عشر من يوليو 2018، أعلن صاحب الحساب انضمام الشخصية المزيفة «دينا مجدي» لفريق عمل قنوات الجزيرة القطرية، ثم أكثر من نشر المنتج الإعلامى للقناة، فى إشارة واضحة للترويج له، ومن ثم قام صاحب الحساب بإرسال إضافات ومتابعات لعشرات الصحفيين المصريين والعرب، ولم يشك أى شخص مطلقًا فى حقيقة هذا الحساب، ومع استمرار النشر للمواد الإعلامية التابعة للقنوات القطرية، وقع بعض الصحفيين فى فخ مدراء الحساب، ولكن الفخ الذى وقع فيه الزملاء الصحفيون لم يكن مشينا أبدا وإنما كان غيرة على وطنهم، فقام البعض بمهاجمة «الشخصية المزيفة» ومواجهتها بالحقائق، ومع احتدام الأمر، وصل الصراع مع الشخصية المزيفة لساحة إحدى الفضائيات، حيث قام الإعلامى محمد الغيطى بتخصيص جزء من فقرته خلال برنامجه لمهاجمة الشخصية المزيفة، ظنًا منه ومن فريق الإعداد أن الحساب يعود لشخصية واقعية تعمل صحفية ومقيمة فى تركيا.
 
هجوم الغيطى لم يكن أمرا مزعجا لأصحاب الحساب، بل استقبلوه بصدر رحب، كونه يمثل شرعية لوجود الشخصية المزيفة «دينا مجدي»، فقاموا بمشاركة صورة من الفقرة التى خصصها الإعلامى للهجوم على الحساب المزيف هدفا فى الترويج للمنشورات المدونة عبر الحساب الإلكتروني.
 
وفى السادس عشر من مارس2019، أعلن الحساب انضمامه للعمل فى شبكة رصد الإخبارية توازيا مع عمل الشخصية المزيفة بقناة الجزيرة.
 
دلائل ملكية الحساب للجان «ثلاثى الشر» الإلكترونية..
ليست فقط منشورات الحساب المزيف الداعمة لتنظيم الإخوان والمروجة لدولتى تركيا وقطر ومخططاتهم وأفكارهم، ما تثبت ملكيتهم لمثل هذه الحسابات، بل هناك عدد آخر من الإشارات الواضحة لذلك وهي:
 
تضمين معلومات الحساب بيانات إقامة الشخصية المزيفة بتركيا..
 
 فضلا عن مشاركة بعض الصور والمنشورات التى لا علاقة لها سوى بالشأن التركى فقط ولا علاقة لها بالسياسات الدولية العامة ولا تهم أى مواطن عربي، مثل نشر صورة لحضور الرئيس التركى لزفاف لاعب ألمانى من أصول تركية، وأيضا نشر مقطع فيديو يظهر تدريبات الجيش التركي، وما إلى ذلك.
 
قيام الحساب المزيف بتحديد دعوى العمل فى مجال الصحافة والإعلام بمؤسستى رصد التابعة للتنظيم الإخوانى والجزيرة المملوكة لقطر، ومشاركة المنشورات الخاصة بهم من أجل الترويج لهم، ورغم أن الحساب أثار الغضب فى الأوساط الصحفية الصغيرة بمصر والعالم العربي، إلا أن المؤسستين لم يبرئا ذمتهما من الحساب المزيف، ووفقًا لما رواه الإعلامى محمد الغيطى فى برنامجه العام السابق، فأرجع هجومه على «الشخصية المزيفة» لنشر قناة الجزيرة تغريدات على لسانها.
 
تأكيدات مدير الحساب لمتابعيه من الصحفيين خلال الدردشات الخاصة أن «دينا مجدي» تسكن بتركيا وتعمل لدى الجزيرة ورصد، وهو ما يوضح عدم خوف مدير الحساب من تكذيب الأمر، علمًا بأن المجتمعات الصحفية والإعلامية صغيرة.
 
كيفية اكتشاف «صوت الأمة» للأمر وهوية صاحبة الصور الحقيقية..
 
المنشورات المثيرة للضجة كانت محل شك وريبة، وعلى الرغم كون من أن الحساب لا يوجد به ما يدل على أن المعلومات والصور المنشورة مزيفة، وهو أيضًا ما لم تكتشفه إدارة «فيس بوك» رغم مكافحتهم للحسابات المزيفة منذ فترة، إلا أن هذا لم يقنعنا أبدًا بأن الحساب واقعي، فالإثارة المتعمدة من قبل الناشر تؤكد أن الحساب ليس شخصيا وإنما هو جزء من لجنة إلكترونية تعمل على التوجيه، وكذلك لم يتضمن الحساب أى معلومات أسرية، كما لم تظهر الصور أى مواقع جغرافية تفيد بمكان التقاط الصورة.
 
وعلى الرغم من حرص ناشئ الحساب على عدم استخدام صور مؤرشفة عبر محركات البحث، إلا أن هناك تقنيات أحدث يستخدمها الصحفيون تمكنهم من التتبع والوصول إلى الحقيقة، لذا بدأ المحرر تحقيقه فى الأمر من خلال محادثة الحساب المزيف، ما دفع لليقين بأن صاحب الحساب غير صحفى وعلاقته بمجال الإعلام مرهونة فقط بمنصات التواصل الاجتماعي، وهذا ما اتضح من خلال الردود على الأسئلة بإجابات غير مقنعة، وأيضا التهرب من المحادثة عند التعرض لأسئلة تحدد ما إن كان المتحدث صحفيا أم لا أو دارسا للإعلام.
 
أيضا نشر الصور التى تظهر مفاتن الجسد وتعتمد على إثارة المشاعر الجنسية لدى المتابعين، لا يمكن أن ينشرها صحفي عربي أو أجنبي بهذا النمط، بالإضافة إلى أنه من خلال البحث بالحساب تأكد لنا أن التعليقات الرومانسية الدالة على علاقة حب تعيشها «الشخصية المزيفة» ناتجة من حساب له نفس المواصفات، ما يفيد بأنه الآخر مزيف.
 
لم يكن متبقيا لحسم الأمر سوى الوصول لصاحبة الصور الحقيقية وتحديد هويتها، وهو ما فعلناه باستخدام تقنيات التتبع الصحفية، وتبين أن الصور مملوكة لعارضة برازيلية تدعى «رافيليا ماركس»، وهو ما دفع ناشئ الحساب لاستغلال صورها وإضافة بعد التعديلات البسيطة دون خشية نظرا لبعد موقعها الجغرافي، وبالتالى استحالة تحديد الجمهور العربى لهوية صاحب الحساب والعثور عليه، وعدم إمكانية تصادف وجود متابعين من العالم العربى للشخصية البرازيلية، ومن ثم إبلاغ صاحب الصور المسروقة، أو الإبلاغ لدى إدارة فيس بوك عن تزييف الحساب.
 
وفى هذا السياق تواصلت «صوت الأمة» مع صاحبة الحساب الحقيقية، كما تم إرسال بريد يفيد باستغلال هذا الحساب المزيف لصورها.
 
انسحاب اللجنة الإلكترونية والهرطقة بعد اكتشاف مخططهم..
 
«غضب عارم، عطل للعقل، هرطقة وتشتت».. هذه هى أبرز الصفات التى ظهرت على مديرى اللجنة الإلكترونية فور نشرنا لمخططهم عبر الموقع الإلكتروني، فاستغرق الأمر يومين للرد علينا بشأن التحقيق، ولم يكن لهم سبيل سوى الاعتراف بأفعالهم كنوع من التفاخر.
 
وأكد مدير اللجنة الإلكترونية لمحرر «صوت الأمة»، أن هناك جرائم تزيد على ما تم ذكرها ارتكبوها، ولكن لا يعرف عنها أى شخص شيئا.
 
وبالرد عليه وسؤاله، لم يكن لمدير اللجنة وسيلة فى حديثه مع المحرر سوى التطاول وإرسال إشارات ضمن كلماته لتهديد أمن أسرته.
 
ولم تمر سوى دقائق قليلة على انتهاء المحادثة بين محرر «صوت الأمة» ومدير اللجنة الإلكترونية، حتى أُغلق الحساب نهائيًا.
 
 
1
 
5
 
 
3 copy
 
4

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق