عمرو وردة.. شهيد «التستوستيرون»

الأربعاء، 26 يونيو 2019 01:35 م
عمرو وردة.. شهيد «التستوستيرون»
طلال رسلان

قلبت واقعة اتهام عارضة أزياء مصرية للاعب عمرو وردة بالتحرش، مواقع التواصل رأسا على عقب، هاشتاك وردة ركب الأكثر تداولا في غضون دقائق، البحث صعد إلى أعلى مستوياته في جوجل عن اسم اللاعب الشاب في صفوف المنتخب، قبل التعليق الرسمي بأن الواقعة لم تتعد سوء الأخلاق وتنبيهات وتحذيرات من المدير الفني لكافة اللاعبين بالابتعاد عن مواقع التواصل الاجتماعي.

لكن الأمر لم ينته بعد، اشتعلت معركة كبيرة من ثلاثة أطراف على السوشيال ميديا، الأول يتهم الفتاة بالبحث عن الشهرة وأن دليلها بإظهار المحادثة مع اللاعب لم يرق إلى اتهامات التحرش ولم يتعد مجرد صباح الخير وهذه أمور عادية، مع كمية لا بأس بها من التنمر على الفتاة وشكلها، الثاني أدان اللاعب وطالب باستبعاده من المنتخب نهائيا بسبب الواقعة أو حتى التلميح فيها، فليس من حقه في الأساس الخروج من تركيزه في اللاعب ومعسكر المنتخب، والثالث رأي عدم الخوض في المسألة من الأساس خشية التأثير على تركيز وأداء اللاعبين.

بين شد وجذب هدأت العاصفة ضد اللاعب عمرو وردة إلى حد ما على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن يبدو أنه كان الهدوء الذي يسبق العاصفة، بعد نشر فتاة مكسيكية فيديو وصف بالفاضح وأظهر عمرو وردة يقوم بعمل غير أخلاقي، ورغم عدم التأكد من صحة الفيديو أو تحليله من أي جهة، إلا أنا عاصفة الغضب التي ازدادت اشتعالا لم تستطع إدارة المنتخب السكوت إلى هذا الحد حتى صدر قرار رسمي باستبعاد اللاعب على خلفية أسباب سلوكية.

ويبدو أن هرمون التستوستيرون، المسؤول عن تحريك الرغبة الجنسية لدى الرجال، سيكون هو المحرك الأساسي لمسيرة اللاعب الصغير، فالخبر كان متوقعا لغالبية المتابعين، ولم تكن واقعة اللاعب عمرو وردة مع عارضة الأزياء سوى بداية، حتى لو لم يتم التأكد من صحتها أو رآها البعض تجني من الفتاة لكسب التأييد والمتابعين والشهرة، لكن مزيدا من القصص والحكايات عن أخلاق اللاعب الصغير تسربت ساعة تلو الأخرى آخرها فيديو غير أخلاقي لم يتم التأكد من صحته مع فتاة مكسيكية، كانت كفيلة بقرار فوري من جهاز المنتخب وإدارة اتحاد الكرة باستبعاده من صفوف المنتخب.

www.elmostaqbal.com_2019-06-24_13-59-04_129871

تاريخ عمرو وردة السابق لم يشفع له، فقد علقت به قضايا واتهامات تتعلق بأفعال غير أخلاقية وصل بعضها إلى التحرش، كانت كفيلة أيضا باستبعاد اللاعب أو ترحيله، حتى لصق به لغب «عنتيل المنتخب الصغير».

في 2013 كان معسكر منتخب مصر للشباب بتونس يعمل على قدم وساق، المنافسة وقتها كانت على أشدها، الهدوء التام والتركيز يسيطران على الأجواء، قبل أن يقطع الأجواء فضيحة كبرى بطلها كان عمرو وردة، بعدما اتهمته إحدى الفتيات الفرنسيات بالتحرش.

وبحسب تقارير صدرت وقتها وأكدها قرار المنتخب بعدها، فإن اللاعب اقتحم غرفة الفتاة بفندق الإقامة لتبادر بالصراخ في وجهه، ليفر اللاعب هاربا، ويتم ترحيله واستبعاده من المنتخب، وتحفظت البعثة في تونس على تفاصيل القضية خشية التأثير على تركيز اللاعببين.

بعد واقعة الفتاة الفرنسية في تونس عام 2013 لم تترك الحكايات سمعة وردة، دائما ما التصقت به اتهامات التحرش، غير أن جميعها لم يتم التأكد منها، حتى إن اللاعب ترفع عن الرد عليها إلا من تأكيدات للمقربين منه بأنها مجرد تلفيقات، حتى جاءت المفاجأة الكبرى في موسم 2017-2018 عندما استبعد نادي باوك اليوناني عمرو وردة من معسكر الفريق قال إنها لأسباب أخلاقية.

وفي تقارير لصحف يونانية تحدثت عن وقائع تحرش اللاعب بفتيات، وسمعته السيئة بين زملائه داخل نادي باوك اليوناني، ثم لحقتها تقارير تتحدث عن علاقته بفتيات هناك قبل استبعاده.

142739

كل هذا كان نتيجة طبيعية لموقعة نادي فيرينسي البرتغالي الشهيرة عندما رفضت إدارة النادي إتمام التعاقد مع عمرو وردة، وقالت تقارير صحفية مؤكدة وقتها وقتها إن ذلك جاء كرد فعل على قيامه بالتحرش بزوجتي لاعبين بالفريق، وتقديم أحدهما شكوى للإدارة.

لكن يبدو أن اللاعب لم يفهم الدرس من السقطات السابقة، قبل الاتهامات الأخيرة التي طاردته داخل معسكر المنتخب استعدادا للمباراة الثانية من رحلة كأس الأمم الأفريقية 2019 بلقاء الكونغو الديمقراطية، وأزكمت رائحتها الأنوف، انتهاء بقرار الاستبعاد على خلفية وقائع غير أخلاقية.

img.kooora

مسيرة عمرو وردة الكروية ما زالت في البداية، آراء كثيرة أجمعت على مهاراته التي أهلته إلى أن يكون واحدا من كتيبة المنتخب في الأمم الأفريقية رغم صغر سنه وقلة خبرته، لكن دخول اللاعب إلى عالم الساحرة المستديرة من باب الاحتراف الأوروبي كانت دفعة قوية في مشوار صناعة نجم، ربما لا يكتب له التمام بسبب سوء الأخلاق، فلطالما انتهت أساطير كروية صنعت أسماء لامعة بسبب الأخلاق أو الممارسات غير المسؤولة.. فهل يعي وردة الدرس بعد كل هذا؟!

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق