صاحب الشورت الطويل وفاكهة الإسكندرية..

من "عمرو" للأب وأسطورة كرة السلّة «مدحت وردة»: غلطة وندمان عليها

الأربعاء، 26 يونيو 2019 10:00 م
من "عمرو" للأب وأسطورة كرة السلّة «مدحت وردة»: غلطة وندمان عليها
عمرو وردة ووالده
كتب ــ محمد أبو النور

على الرغم من أن والده الكابتن مدحت وردة، يعد أسطورة تاريخ كرة السلّة المصرية المُعتزِل، وفاكهة مدينة الإسكندرية، فى منتصف السبعينات والثمانينات والتسعينات، لكن يبدو أن ابنه عمرو وردة لاعب منتخب مصر المستبعد من القائمة مؤخرًا على خلفية سوء أخلاقياته لن يسير على خطاه.

5556666666
مدحت وردة أسطورة كرة السلة بمصر وأفريقيا 

 

 

من هو مدحت وردة

مدحت وردة الأب، ولاعب نادى الاتحاد السكندرى، ومنتخب مصر السابق، في كرة السلّة، ولاعب القرن في كرة السلّة، حسب اختيار وتصنيف الاتحاد الإفريقى له في عام 2008، ولمن لايعرفه  من الأجيال الحالية، فقد وُلد مدحت محسن وردة، في الأول من نوفمبر عام 1955، لعائلة اسكندرانية ميسورة الحال، وكان ولا يزال يتمتع بأخلاق طيبة، وسُمعة حسنة، وكان منذ نعومة أظفاره، يعشق الرياضة، وكان يحاول أن يلعب مع أقرانه وأصدقائه، كل الألعاب التي كانوا يمارسونها وقتها، سواء ألعاب الأطفال الصغار أو الألعاب التي يمارسونها في الأندية المختلفة، وهو ما كان له أكبر الأثر في أداء "وردة" الأب، فيما بعد وتألقه في كرة السلة، ولكن مدحت وردة، كان كمثل أى طفل، كان يريد أن يلعب كرة القدم، لكن والده كان له رأى آخر، فاختار له لعبة السباحة، حتى تساهم في بناء جسده، ولكى لا تلهيه عن المذاكرة والدروس، فتؤثر على مستقبله التعليمى وقتها.

666666666
عمرو ورة مع والده الكابتن مدحت وردة 

 

مدحت وردة فى تدريبات السباحة

فور التحاق مدحت وردة، بتدريبات السباحة فى الإسكندرية، تألق بشدة، وهو ما لفت أنظار كل المدربين والمتابعين إليه، وتوقعوا له نجاحا مبهرا في هذه اللعبه وقتها، على الرغم من قِصر المدة التي شارك فيها، والبطولات التي بدأ يلعبها على مستوى الإسكندرية، ثم على مستوى مصر بصفة عامة، وفى سن الحادية عشرة من عمره، بدأ مدحت وردة تألقه مع السباحة، ليتوج بعد عامين من بدء ممارسته لهذه الرياضة، بطلا للجمهورية ولمدة 3 سنوات، منذ عام 1966 إلى عام 1968، وكان مدحت وردة محتكرا لهذه اللعبه، بفضل قامته الممشوقة، وتركيزه العالى، وموهبته الفطرية، التي كان يحسده الجميع عليها، وفي أثناء السباحة، كان مدحت يمارس كرة الماء، في فريق نادى سبورتنج مع السباحة، لأنه لم ينس حبه لكرة القدم أبدا، وكان كعادته بارعا في ممارسة هذه الرياضة، التي تتطلب توافق عضلى عصبى غير عادى، كما أنه كان يمارس كرة القدم، على سبيل الترفيه مع أقرانه، ليلفت كل أنظار المهتمين بهذه الرياضة، ويبدأون فى  الإلحاح عليه، من أجل لعب كرة القدم على مستوى الأندية، لكنه كان يرفض لرفض والده لها من البداية، وكان دخول مدحت وردة المدرسة الثانوية العسكرية بالإسكندرية، نقطة التحول في حياته كلها،  وعلى الرغم من أنه لم يمارس، من قبل لعبة كرة السلة، إلا انه وجد نفسه مضطرا لممارستها يوميا في المدرسة، لعدم وجود ملعب آخر غير ملعب كرة السلة، في فناء هذه المدرسة، ولأنه كان يمارس كرة الماء، وهى تتطلب تحكما من نوع آخر في الكرة، إلا أن تحكمه في كرة السلة، لم يقل براعة عن تحكمه في كرة الماء، وهو ما لفت أنظار مدرسى التربية الرياضية بمدرسته، وتلقفته يد أحدهم، ليعرض عليه الذهاب إلى اختبارات كرة السلة، في نادى الاتحاد السكندرى، لعله يكون أحد أفراد ناشئى هذا النادى، فوافق مدحت على الفور، وذهب إلى النادى وخضع لاختيارات متعددة، لكن مدرب هذه المرحلة السنيه ربت على كتفه، وقال له اذهب ومارس رياضة أخرى، فأنت لا تصلح للعب كرة السلة أبدا.

88888888899999
عمرو وردة مع الأب والكابتن مدحت وردة 

 

مدحت وردة يتحدى نفسه

شعر مدحت وردة بالاستياء وقتها، وقرر الفتى صاحب الـ 15 عاما، أن يلعب كرة السلة متحديا هذا الرجل، وبالفعل بدأ "وردة" في إجراء تدريبات منفردة لنفسه، ليتعود أكثر على الكرة، وبدأ في إتقان التصويبات على السلة، ليعود إلى الاختبار مرة أخرى بنادى الاتحاد، ولكن هذه المرة على يد المدرب الكبير محمد عبد الوهاب، كان عبد الوهاب، صاحب عين خبيرة، ومنذ أن رأى هذا الولد الصغير يداعب الكرة، حتى سأله منذ متى تمارس هذه الرياضة ؟

 فرد "وردة" أنه لم يمارسها إلا منذ عدة أسابيع فقط، فأعجب به، وقرر ضمه لصفوف ناشئى الفريق، وكعادته بدأ "وردة" رحلة التألق الكبرى مع كرة السلة، ليتدرج في صفوف الناشئين ويصعد للفريق الأول، وهو لم يصل بعد إلى عمر السابعة عشر وقتها، وكان الفريق الأول، يضم بين صفوفه جيلا قويا من اللاعبين، بقيادة سيد مبارك تربس، وهو الفريق الذي حقق كأس مصر لكرة السلة، لكن كل اللاعبين الكبار أعلنوا التمرد على الفريق وقتها، وذهبوا للعب في نادى البلاستيك، وتركوا الصغار بقيادة "وردة"، الذي تألق، وتألق معه هذا الجيل من اللاعبين الصغار، ليصلوا إلى نهائى بطولة منطقة الإسكندرية، ويلتقوا مع البلاستيك في النهائى، ليفوزوا عليه، ويتوجوا بأول بطولة في تاريخهم، ليبدأوا ويبدأ معهم "وردة" في كتابة تاريخ جديد لكرة السلة في نادى الإتحاد السكندرى،ثم ذهب الدكتور محمد عبد الوهاب للتدريب في أبو ظبى وقتها، ولأن "وردة" لم يكن قد أتم تعليمه بعد، فلم يسافر مع مدربه، إلا أنه فور حصوله على بكالوريوس فى التربية الرياضية من جامعة الإسكندرية، لحق بمدربه ووالده الروحى في الإمارات، للعب هناك لمدة عام، وقد أبدع في هذا العام، لأنه لم يكن يشغله سوى التدريب فقط، وعاد هو ومدربه في العام الذي يليه، إلى بيته نادى الاتحاد السكندرى، ليبدأ حصد البطولات، ففاز مدحت وردة مع نادى الاتحاد، بلقب الدورى المصري، لمدة 8 سنوات متتالية، من عام 1980 إلى عام 1987، وكذلك فاز بكأس مصر طوال نفس السنوات، وحصل على لقب أفضل لاعب في مصر طوال نفس السنوات الثمانية، كما حصل على لقب أفضل لاعب في أفريقيا عام 1984، بعد أن توج عام 1982 كسادس أفضل لاعب كرة سلة على مستوى العالم، كما فاز بكأس أحسن لاعب في دورة فرنسا 1981 ودورة تركيا عام 1983، وفاز كذلك مع نادى الاتحاد السكندرى ببطولة أفريقيا لكرة السلة عام 1987، والبطولة العربية لكرة السلة في نفس العام، وحاز كأس أحسن لاعب في البطولتين، كما توج مع منتخب مصر بلقب بطولة أفريقيا عام 1983 بالإسكندرية، وشارك مع المنتخب في5بطولات أفريقية، كما شارك في 4 بطولات لكأس العالم، ودورتين أولمبيتين، هما مونتريال عام 1976 ولوس أنجلوس 1984 و3 دورات بحر أبيض متوسط، وحاصل على وسام الرياضة من الطبقة الأولى، وبعد اعتزاله تولى تدريب نادى الوصل الإماراتى، ثم تركه ليتجه للعمل الإدارى بنادى الأطباء بالإمارات، ثم أصبح نائبا لرئيس نادى الاتحاد بالانتخاب، ثم استقال ليتولى الإشراف على كرة السلة بنادى الاتحاد السكندرى ثم عضوا باتحاد كرة السلة.

 

إطلاق اللحية والشورت الطويل

كان مدحت وردة، ملتزمًا أخلاقيا وكذلك التزامه بالصلاة والصوم فى بيته وفى الملاعب والأندية، كما قرر وقتها ارتداء الشورت الطويل حتي الركبة، والذي كان مثار إعجاب الجماهير، التي تعلقت به أكثر وأكثر وزاد من تألقه بعد ذلك فى  الملاعب، وقد أثارت هذه القضية، مناقشات طويلة فى الثمانينات، حتى تم إقرار الشورت الطويل، فى الرياضات على مستوى الاتحادات المحلية العربية والقارية والدولية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق