أسلحة الحرب السياسية.. الهجمات الصوتية والحشرات أبرز أسباب «الموت الغامض»

الخميس، 27 يونيو 2019 06:00 م
أسلحة الحرب السياسية.. الهجمات الصوتية والحشرات أبرز أسباب «الموت الغامض»
موت خلايا قاتلة

 
«الحشرات، الجمرة الخبيثة، الصوت، الخلايا».. كلها أساليب جديدة لاغتيال وتصفية الساسة وصناع القرار بالدول الأجنبية، وراح ضحيتها العديد من الدبلوماسيين، والسياسيين، من خلال إحداث خلل بالجهاز العصبي أو التنفسي للشخصية المراد تصفيتها بعيدا عن أساليب القتل المعروفة للتهرب من الملاحقة القضائية والنزاعات المباشرة بين الدول.
 
في السطور التالية، يرصد «صوت الأمة» أبرز وقائع الموت الغامض، ووسائل تهرب زعمار ورؤساء الدول الكبرى من براثنه.
 
في عام 2017 اتخذت الولايات المتحدة الأمريكية قرارا أثار دهشة فى الأوساط السياسية حيث  خفضت عدد دبلوماسييها بكوبا إلى النصف تقريبا، وما أعلن وقتذاك أن موظفيها بالسفارة الأمريكية في هافانا عانوا متاعب صحية مقلقة إثر التعرض لأصوات مزعجة، وهو الأمر الذي ارتقى بعد ذلك لمستوى الاتهامات الموجهة من أمريكا إلى كوبا وهو ما نفته الأخيرة قائلة: «لم نقم بأى هجوم صوتى على الدبلوماسيين»، فيما سعت أمريكا لمعرفة مصدر المرض الذى أصاب العاملين فى هافانا حيث كانت الأعراض صداع وغثيان وأكدوا أنهم سمعوا ضجيجا على مقربة من بيوتهم، ويعتقد أن سلاحا صوتيا متطورا يعمل خارج نطاق الصوت المسموع استهدف 22 دبلوماسيا أمريكيا في «هافانا».
 
ونقلت صحيفة الـ «جارديان» البريطانية عن علماء ومتخصصين أن تلك الأصوات المزعجة صادرة عن «صراصير الليل»، المعروفة في الوسط البيئي «Anurpgryllus celerinictus»، وهي نوع يمتاز بذيل قصير، صاحبة الصوت المزعج لموظفي السفارة الأمريكية في هافانا.
 
وبالتالي فإن الأمر متعلق بالحشرات وليس سلاحا صوتيا تسعى به سلطات كوبا إلى التجسس على السفارة الأمريكية أو التأثير على صحة موظفيها.
 
وأكد الأستاذ والباحث في علم الأحياء بجامعة لنكولن، فرناندو مونتيليغري زاباتا، أن الصوت الذي تم تسجيله وإرساله إلى الولايات المتحدة حتى يخضع للتحقيق، يعود للصراصير، وأوضح أن صوت هذه الحشرة قوي بشكل لافت، موضحا أن شدة الصوت تصل إلى 7 كيلوهرتز، وأضاف أنه كان يمسك بهذه الصراصير ويضعها في قفص بغرفته حين كان طفلا يعيش في أميركا الجنوبية.
 
وأوردت الـ «جارديان» أن حديث العلماء عن صوت الحشرات، لا يعني استبعاد فرضية الهجوم الصوتي بشكل كامل، بالنظر إلى الطبيعة الغامضة للمرض الذي أصاب الديبلوماسيين.
 
وفى عام 2018 أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية أيضا تحذيرا صحيا، إلى مواطني الولايات المتحدة في الصين، وذلك بعد تشخيص إصابة أحد موظفي الحكومة الأميركية بـ«صدمة دماغية غامضة»، وذلك بعد شكاوى متتالية بسماع أصوات حشرات، متابعة: «تم إرسال الموظف إلى أميركا لإخضاعه لمزيد من الفحوصات وتبين أن المريض يعاني من إصابات دماغية خفيفة تعرف اختصارا بـMTBI»، مشيرة إلى أن الحكومة الصينية أعلنت أنها ستجري تحقيقا في الموضوع وتتخذ التدابير المناسبة، وخاطبت الخارجية الأميركية مواطنيها في الصين قائلة إنها لا تعلم ما الذي تسبب بالأعراض كما لا تعلم بوجود حالات مماثلة في البلاد.
 
كما كانت خطابات الجمرة الخبيثة سلاحا خطيرا لتهديد الساسة ومن بينهم فانيسا ترامب زوجة نجل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، التى نقلت إلى المستشفى فى فبراير 2018 بعد تعرضها لمسحوق أبيض مجهول وصلها في رسالة بالبريد.
 
وتعتبر الجمرة الخبيثة عدوى قاتلة تتسبب بها عصيات بكتيريا الجمرة الخبيثة. وتشكل الميكروبات جراثيم يمكنها أن تعيش في التربة لسنوات عديدة، ويمكن أن يصاب الحيوان أو الإنسان إذا تنفس تلك الجراثيم، أو أكل طعاماً ملوثاً بها، أو حتى علقت به الجراثيم عبر جرح مفتوح في الجسد.
 
ونتيجة لمثل تلك الوقائع أصبح «الموت الغامض» أكثر ما يخشاه السياسيون والدبلوماسيون ولذلك يحرصون على اختبار الأطعمة قبل تناولها، فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستخدم أحد كلابه المدرّبة لتذوّق طعامه خوفاً من الاغتيالات الغربية، وخلال قمة مجموعة الـ20 في استراليا سنة 2014، استخدم بوتين متذوقي طعام لاختبار طعامه.
 
وفي يونيو 2018، حيث عقد اللقاء التاريخي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، كانت الإجراءات الأمنية التي اتخذها كيم لافتة للجميع، فقد جاء بالسيارات والطعام من كوريا الشمالية، ولم يستخدم شيئاً من الدولة المضيفة، سنغافورة. لقد جلب معه كل شيء، حتى المراحيض.
 
وحين جاء موعد التوقيع على الوثيقة المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، لم يلمس الزعيم الكوري أي شيء على الطاولة نظر إلى شقيقته التي هرعتْ إليه بالقلم الذي جاءتْ به من كوريا الشمالية، ورفض التوقيع بالقلم الذي جاء به طاقم البروتوكول السنغافوري. هذه الإجراءات من زعيم كوريا الشمالية رسَّخ ذلك «الخوف» من وسائل الاغتيال الجديدة، الاغتيال بالمرض.
 
وفى إطار الموت الغامض تحدّث أطباء كبار الخبراء السياسيين من فنزويلا عن فرضية اغتيال الرئيس الراحل هوجو شافيز بسلاح المرض، عبر نقل خلايا مريضة إلى جسده. وزاد من أهمية تصريحات الأطباء تصريح الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو والإعلام الفنزويلي بأن هناك طابعاً اصطناعياً للمرض الذي تعرَّض له شافيز وأودى بحياته على نحو سريع نسبياً.
 
وبعدما اختفى عن الأنظار لفترة، رحل الرئيس الجزائري الأسبق هواري بومدين بعد «مرض عضال» فتّت عظامه ومصّ لحمه قبل أن يودي بحياته، وأشيع وقتها عن فرضية اغتيال نفذتها مخابرات أجنبية بمادة الثاليوم القاتلة في طعام بومدين، وهو ما عُرف بعدها بأعراض «البارانويا».
 
وأرسلت القوات البريطانية في عام 1763 عدوى مرض الجدري إلى رؤساء القبائل الهندية، ما أدى إلى قتل معظم السكان الأصليين بسبب انتشار الوباء، ذلك عندما أرسل قائد القوات البريطانية بطانيتين ومنديلاً ملوثين بالجدري إلى رؤساء هذه القبائل كهدية.
 
وفي عام 1980 أعلنت المنظمة عن القضاء على المرض نهائياً، بالرغم من ذلك ما زالت كل من روسيا والولايات المتحدة تمتلك نُسخاً من الفيروس في مختبراتها. وحلّ في الصين وباء الطاعون عام 1940، عندما قامت القوات اليابانية بإسقاط قنابل تحتوي على البراغيث المصابة من الطائرات.
 
وفي 2008 اتهم الرئيس الزيمبابوي الحكومة البريطانية باستخدام الكوليرا سلاحاً بيولوجياً أدى إلى مقتل مئات الأشخاص للإطاحة بنظامه.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة