مصائب قوم عند قوما فوائد.. شركات مكيفات الهواء تستعد لــ«غزو أوروبا»

الأحد، 30 يونيو 2019 03:00 ص
مصائب قوم عند قوما فوائد.. شركات مكيفات الهواء تستعد لــ«غزو أوروبا»
درجات الحرارة
أمل غريب

تعيش دول أوروبا أسوء أيامها خلال فترة الصيف الحالية، بسبب موجة الحر التي تشهدها القارة العجوز، بشكل لم تعتاده من قبل، إذ بلغت درجات الحرارة ما يقرب من 45 درجة مئوية، الأمر الذي أسفر عن ارتفاع حالات الوفيات بين كبار السن وزيادة ملحوظة في حالات الإغماء.

يقول الشاعر: «مصائب قوم عند قوم فوائد»، وعلى ما يبدو، فإن الموجة الحارة التي تشهدها أوروبا، قد تكون نزير خير وبشارة لشركات صناعة التكييفات حول العالم، إذ أنها باتت على موعد مع فتح سوق جديد لها في القارة العجوز، والتي لم تعتاد من قبل على استعمال «التكييف» بأي شكل من الأشكال، مما خلق انتعاشة في صناعة أنظمة التبريد، بحسب التقرير الذي نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية.

 

فرنسا بمقدمة الدول الأوروبية التى تأثرت بالموجة الحارة الأخيرة
فرنسا بمقدمة الدول الأوروبية التى تأثرت بالموجة الحارة الأخيرة

 

,ذكر تقرير«الواشنطن بوست»، أن الأوروبيين تخلوا عن موقفهم السابق، بعدم حاجتهم إلى استخدام مكيفات ومبردات الهواء، في ظل ما يتعرضون له من موجات حارة غير مسبوقة، خلال العاميين الماضيين، خاصة ما يشهدة الصيف الحالي، في الوقت الذي تعالت فيه التحذيرات في الدول الأوروبية بتجنب الخروج من المنزل إلا للضرورة القصوى، وإقدام العديد من الحكومات على غلق الجامعات والمدارس، تجنبا للتعرض إلى درجات الحرارة المرتفعة، ففي ألمانيا، تشارك السكان، الخرائط على السوشيال ميديا للمقاهي والمباني المكيفة في مناطق سكنهم، كما ارتفعت عمليات شراء أنظمة التبريد المحمولة والمراوح بشكل ملحوظ.

بلغت المخاوف زروتها في الشركات الأوروبية، التي خشي أصحابها من تأثر أداء وانتاجية موظفيها بسبب غياب أنظمة التبريد، وقامت إحدى شركات تركيب مكيفات الهواء في برلين، بتعليق خدماتها الهاتفية أمام طوفان المكالمات، بحسب ما جاء في رسالة صوتية مسجلة.

 

الموجة الحارة تفتح الباب أمام مبيعات جديدة لشركات التكييفات فى أوروبا
 
الموجة الحارة تفتح الباب أمام شركات التكييف

وقالت الصحيفة، إن التقديرات تشير إلى أن أوروبا ستضاعف من مخزون مكيفات الهواء خلال العقدين المقبلين، بعدما تغيرت قناعة 95% من أصحاب المنازل في أوروبا، من أنه لا غنى عن استخدام مبردات الهواء التي بات ضرورة ملحة بحسب دراسات عدة، فوفقا للوكالة الدولية للطاقة، فإن درجات الحرارة المرتفعة بشكل غير مسبوق، أصبحت أكثر تكرارا، بل وتدوم لفترات أطول بسبب التغير المناخي الذي يجتاح العالم.

وفي ظل تشكك الأوروبيين في وقت سابق، من جدوى استخدام مبردات الهواء والتكييفات، واستمرار نقاشات أطباء القارة حول آثارها الجانبية الضارة، إلا أن هناك مساعي جادة هذا الأسبوع، لإيجاد مكيفات الهواء، يقول ديرك تريمبيتش، رئيس إحدى شركات تركيب مكيفات الهواء في برلين، إن اهتمام الأوروبيين بمبردات الهواء، بدأ يرتفع في أبريل 2018، قبل صيف حار، ولا يزال الطلب مستمر.

وأشار إلى أنه كان هناك إقبالا من المواطنين على شراء وتركيب التكيفات، خلال فترة أعياد الميلاد، ما زاد من ارتفاع قوائم الانتظار بنسبة بلغت حوالي 50 عميل في اليوم الواحد، إلى جانب إقبال الشركات على تركيب أجهزة تكييف، بشكل ملحوظ، خوفا من تأثير درجات الحرارة المرتفعة على الإنتاجية، حيث يكون الموظفين أكثر عرضة لارتكاب الأخطاء إذا شعروا بالحر، لافتا إلى أن الإقبال المتزايد من السكان وأصحاب المنازل على تركيب المكيفات، يعد اعترافا بأن التغير المناخي سيستمر، وهي حقيقة مثيرة للقلق.

 

درجات الحرارة فى أوروبا الأعلى منذ أكثر من 14 عاما
 
 
درجات الحرارة فى أوروبا الأعلى منذ أكثر من 14 عاما
ووصفت الواشنطن بوست، ارتفاع مبيعات المراوح ومكيفات الهواء في جميع أنحاء أوروبا، خاصة فرنسا واستراليا، خلال الأسبوع الماضي، بأنها تقترب من ثورة تبريد في أوروبا، إذ تشهد فرنسا ارتفاعا قياسيا في درجات الحرارة، خاصة في الجنوب، كما لقي شخصان مصرعهما في أسبانيا.

وفي نفس السياق، ابرزت صحيفة «الجارديان» البريطانية، إعلان 4 أقسام في جنوب فرنسا، حالة تأهب قصوى منذ أمس الجمعة، وهي المرة الأولى التي يغطي هذا الإجراء منطقة كبيرة بهذا الحجم، بعد الكشف عن درجات الحرارة قد تتجاوز 45 درجة في بعض المناطق، متجاوزة بذلك الرقم القياسي الذي سجيله المنطقة الجنوبية من مونبيلييه ونيم، أغسطس 2003، والذي بلغ 44.1 درجة مئوية، الأمر الذي صاحبه إغلاق المئات من المدارس، وتأجيل امتحانات المدارس المتوسطة حتى الأسبوع المقبل.

أما في إسبانيا، توفي صبي يبلغ من العمر 17 عاما، بسبب تعرضه لضربة شمس خلال  الساعات الأولى من أمس الجمعة، كان يعمل في المناطق الريفية، في الوقت ذاته لقي مسن يبلغ 80 عاما، يوم الخميس الماضي، بعد تعرضه لضربة شمس.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق