معركة فارسكور.. قصة سقوط ملك فرنسا في قبضة المصريين

الأربعاء، 03 يوليو 2019 03:25 م
معركة فارسكور.. قصة سقوط ملك فرنسا في قبضة المصريين

 
فى مثل هذا اليوم ٣ يوليو من عام ١٢٥٠، سقط ملك فرنسا "لويس التاسع" فى قبضة المصريين بعد أن أخذوه أسيرا فى معركة فارسكور خلال الحملة الصليبية السابعة وهى الحملة التى كان قد شنها الفرنسيون ضد مصر فى عام ١٢٤٩.
 
خلال الحملة الصليبية التى احتلت  ثغر دمياط توفى السلطان الأيوبى الصالح نجم الدين أيوب، ليبدأ الفرنسيون للاستيلاء  على مدينة دمياط  محاولين الزحف نحو القاهرة، لكن خطة المحتلين فشلت بعد أن ألحقت بهم قوات المماليك الهزيمة بهم عند مدينة المنصورة، ثم فارسكور، وسقوط " لويس التاسع أسيرا ليرحل الفرنسيين عن مصر.
 
يرجع المؤرخون  أسباب الحملة عقب سقوط  بيت المقدس ليجهز الصليبيون حملتهم خلال ٣ سنوات، وفى أغسطس ١٢٤٨م أبحر لويس التاسع وزوجته وأخويه بالأسطول الصليبى الضخم، والذى تكون من نحو ١٨٠٠ سفينة محملة بنحو ٨٠ ألف مقاتل بسلاحهم وخيولهم، وتوقفت الحملة فى قبرص أدى إلى تسرب أنبائها، مما منح السلطان أيوب فرصة للاستعداد وإقامة التحصينات فأنهى السلطان الصالح أيوب حصاره لحمص وعاد من الشام إلى مصر على محفة بسبب مرضه الشديد، ونزل عند قرية أشموم طناح، على البر الشرقى من الفرع الرئيسى للنيل وأصدر أوامره بالاستعداد وشحن دمياط بالأسلحة والأقوات والأجناد، وتجهيز الأسطول.
 
ثم أبحرت السفن إلى مصر ثم وصلت السفن إلى دمياط، وأرسل لويس رسالة إلى السلطان الصالح أيوب يطالبه فيها بالاستسلام فرد عليه الصالح برسالة يحذره فيها من مغبة مهاجمته لمصر وينبئه بأن بغيه سيصرعه.
 
 وكانت القوات الصليبية تضم نحو ٥٠.٠٠٠ مقاتل،حيث نزل فى فجر السبت ٥ يونيو ١٢٤٩ جنود وفرسان الحملة على بر دمياط، فنشب قتال شديد بين المسلمين والصليبيين انتهى بتراجع المسلمين.
 
 ظن أتابك الجيش فخر الدين يوسف بن شيخ الشيوخ أن الصالح أيوب قد توفى،لينسحب من دمياط فدخلها الصليبيون بسهولة بدون مقاومة واستولوا عليها.
 
لعب الشعب المصرى دور البطولة فبعد الاستيلاء على دمياط هرولت عامة الناس إلى المنصورة للجهاد، وأرسلت الشوانى بالمحاربين والسلاح إلى جبهة القتال، وقامت حرب عصابات ضد الجيش الصليبى.
 
مر نحو ٦ أشهر من احتلال دمياط، ليخرج الصليبيون من دمياط للمنصورة، وفى تلك الأثناء توفى السلطان الصالح أيوب فى ٢٣ نوفمبر ١٢٤٩، فتشجع الصليبيون بالهجوم وقاموا بمعسكر فى "جديلة"، وبعد أن احتل الصليبيون معسكر جديلة.
 
استدرجت القوات المصرية القوات الصليبية ومحاصرتها فى كمين محكم داخل المنصورة بعد أن ظن فرسانها أنها خاوية من الجنود والسكان، فخرج عليهم المماليك البحرية والجمدارية بالسيوف من كل جانب.
 
اللافت أن عوام الناس وضعوا على رؤوسهم طاسات نحاس لتسقط  أعداد كبيرة من القوات الصليبية المهاجمة، وليستمر هجوم المسلمين على الصليبيين طوال اليوم لينتصر المصريون  فى نهاية الأمر وليقبضوا على عدد كبير من  جنود الحملة الصليبية ويجرى القبض على لويس التاسع وأسره بدار ابن لقمان فى مدينة المنصورة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق