أفريقيا الأولى بين الاختيارات.. العالم مقبل على ارتفاع في تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر

الأحد، 07 يوليو 2019 08:00 ص
أفريقيا الأولى بين الاختيارات.. العالم مقبل على ارتفاع في تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر
أمل غريب

تشهد الساحة العالمية، انخفضا ملحوظا في التدفقات الاستثمارية الخارجية، لا سيما من الشركات متعددة الجنسيات، بالتزامن مع خفض توقعات النمو العالمي لأقل من 3%، في ظل الحرب الاقتصادية الطاحنة بين كلا من الولايات المتحدة الأمريكية والتنين الأحمر الصيني، فضلا عن أزمة الأسواق الناشئة.

الأمر يشير إلى خطورة الموقف، خاصة فيما يتعلق بشأن التوقعات المرتبطة بانكماش الاقتصاد العالمي، في نفس الوقت الذي تسعى فيه دول القارة الأفريقية إلى جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وحصد الفرص الاستثمارية الواعدة، في ظل الاهتمام الدولي بثروات القارة السمراء.

ومن جانبها، ذكر تقرير منظمة الاونتكاد، التابعة للأمم المتحدة، أن عام 2018، شهد انخفاض في استثمارات الشركات متعددة الجنسيات، في بلدان العالم بلغ نحو 40% ما يعادل حوالي 558 مليار دولار، مما انعكس على انخفاض حصتها في الاستثمار الأجنبي المباشر الخارجي، ووصل إلى 55%.

ويرجع هذا، إلى تراجع أرباح الشركات متعددة الجنسيات داخل الولايات المتحدة، إذ بلغ نحو 367 مليار دولار، مما أدى إلى تراجع تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر من أمريكا، للخارج بقيمة 64 مليار دولار، مقارنة بـ 300 مليار دولار كانت عام 2017.

على الجانب الأخر، بلغ حجم ارتفاع التدفقات الخارجية من الشركات متعددة الجنسيات الأوروبية 11% بقيمة 418 مليار دولار، منها شركات فرنسية متعددة الجنسيات، والتي بلغت استثماراتها ما يفوق 100 مليار عام 2018، وجميعها استثمارات في الأسهم، لتحتل المرتبة الـ3 استثماريا في العالم.

وأورد تقرير الانتيكاد، تحول التدفقات الخارجة الأيرلندية والسويسرية، من سلبية عام 2017 إلى إيجابية في 2018، إذ بلغت 13 مليار دولار، بزيادة حوالي 52 مليار دولار، و62 مليار دولار، على الجانب الأخر، فإنه على الرغم من الارتفاع الكبير في عمليات الاندماج والشراء عبر الحدود، إلا أن التدفقات الخارجية من المملكة المتحدة، انخفضت لـ 50 مليار دولار من 118 مليارات دولار عام2017، وهو نفس الأمر الذي انطبق بالمثل ألمانيا، حيث انخفضت التدفقات الخارجية بنسبة 16% إلى 77 مليار دولار.

بينما الشركات متعددة الجنسيات من الاقتصادات النامية، انخفض الاستثمار الخارجي بها من بنسبة 10% بقيمة 418 مليار دولار، كما أن التدفقات الخارجة من دول آسيا النامية انخفضت هي الأخرى بنسبة 3% بقيمة 401 مليار دولار، مما انعكس الأمر الأمر على الصين، إذ أنه للعام الثاني على التوالي ينخفض بنسبة 18%  إلى 130 مليار دولار، بسبب اتجاه الحكومة للحد من الاستثمار في الخارج، وكذلك كردة فعل لتأثيرات خلافاتها مع أمريكا وعدد من الدول الأوروبية.

على الجانب الأخر، وصل الاستثمار الأجنبي المباشر الخارجي، من غرب آسيا، إلى أفريقيا، أعلى مستوى تاريخي له، إذ بلغ 49 مليار دولار عام 2018، مع الشركات متعددة الجنسيات من السعودية والإمارات وتركيا، حيث تضاعفت الاستثمارات الأجنبية المباشرة من السعودية إلى ثلاث أمثاله تقريباً، إذ وصل 21 مليار دولار، في ظل استثماراتها في مجالات التكنولوجيا والتمويل وأنشطة البنية التحتية، إلى جانب الشركات التركية التي تستثمر بشكل متزايد داخل القارة الأفريقية.

ذكر تقرير الانتيكاد، أن الاستثمارات الخارجية للشركات متعددة الجنسيات في أمريكا اللاتينية، تعرض لانخفاض شديد عام 2018، ووصل إلى ادنى مستوى قياسي، إذ بلغ 7 مليارات دولار، متأثرا بالتدفقات السلبية من البرازيل وهبوط الاستثمارات من تشيلي، وتدني التدفقات الخارجة من البرازيل إلى 13 مليار دولار، بينما المكسيك زادت استثماراتها الأجنبية المباشرة إلى 6.9 مليار دولار.

ويرى محللون، أنه من المتوقع ارتفاع تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، بنهاية العام الجاري 2019 وبحلول عام 2020، مدفوعا بالهدوء النسبي الذي تم الإعلان عنه مؤخرا بين كلا من أمريكا والصين، الذي تم الإعلان عنه خلال المنتدى الاقتصادي الأخير لدول الـ 20، إلى جانب دول القارة الأوروبية للاستثمار بشكل كبير في الصين، خاصة الشركات الفرنسية، فضلا عن التدفقات الاستثمارية الكبيرة داخل القارة السمراء، من جانب الهند والصين، إلى جانب حشد مؤسسة التمويل الدولية، للاستثمار في أفريقيا، مدعوما بالعديد من المبادرات التنموية التي يتبناها البنك الدولي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق