محمد صلاح.. سراب يحسبه الظمآن ماء

الأحد، 07 يوليو 2019 01:10 ص
محمد صلاح.. سراب يحسبه الظمآن ماء
مصطفى الجمل يكتب..

كانت عقارب الساعة تشير إلى الثامنة مساء بتوقيت القاهرة، على شاشة الملعب الرئيسي ظهر فريق منتخب مصر يستعد لنزول عملية الإحماء، استعداداً لخوض مباراة جنوب إفريقيا في دور الـ16 من بطولة أمم إفريقيا والتي تحضتنها المحروسة في الفترة من 21 يونيو حتى 19 يوليو، وقبل أن  يدلف اللاعبون لأرضية الملعب هبت طفلة في السابعة من عمرها اصطحبها والداها لمدرجات الدرجة الثانية، لترى عن قرب لاعبها المفضل وقدوتها الحياتية محمد صلاح.

«ماما ماما.. صلاح فين» بصوت أسمع المدرج المزدحم والصاخب بأصوات التشجيع نطقت الطفلة جملتها الأولى منذ أن دخلت المدرج، ظهور صلاح في الملعب أزال عنها استغرابها للمشهد الذي تراه للمرة الأولى، اقترب نجم نادي ليفربول الانجليزي من المدرجات ليرد تحية الجماهيرة فهبة الطفلة مرة أخرى تنادي عليه «صلاح .. صلاح»، وظلت تراقب في صمت اقترابه للمرة الثانية، بدأت المباراة وظلت الطفلة تبحث عن نظرة أخرى لنجمها المفضل، طمأنت الأم طفلتها بجملة قصيرة «هيجيب جون وهيجي هنا تاني».

ظلت الطفلة تبحث عن نجمها المفضل مرات ومرات، وتكسر رحلة بحثها بنظرة متسائلة للأم التي عشمتها بغير ضمان، حتى انتهت المباراة ولم يسجل صلاح هدفاً يعقبه احتفال أمام الجمهور الذي يضم بين طياته مئات الأطفال القادمين خصيصاً لرؤيته، وأيقنت الطفلة أن وعد أمها ورؤيتها لصلاح ثانية ما هو إلا سراب.

على المستوى الكروي، وبنظرة نقدية خالصة، قدم محمد صلاح جناح نادي ليفربول الإنجليزي مستوى لا يرتقي لدرجة المتوسط بالنسبة للاعب محلي، لا للاعب دولي بحجمه، وهنا نتكلم عن البطولة بأكملها وليس مباراة منتخب جنوب إفريقيا وحدها، لم نر جملة واحدة صنعها صلاح تليق بتاريخه ومستواه الفني المعهود، بمجهود متوسط نجح المدافع الأيسر لمنتخب الأولاد أن يضع صلاح – بلغة الكرة – في جيبه، حتى الانطلاقات التي كان يعتمد في المو على سرعته كانت تنتهي بخروج الكرة من الملعب أو خطف المدافع لها.

قبل هذه المباراة، وفي المباريات الثلاث في دور المجموعات، ورغم أن الفرعون المصري سجل هدفين، إلا أن جميع المتخصصين أكدوا أنه لم يقدم المردود المطلوب، وظهر متوتراً يصيح كل دقيقة في زملائه بدون سبب واضح، يفقد الكرة بسهولة، عاجز عن التمرير بدقة، أو عدو مسافات تنقل فريقه لملعب الخصم، كما يفعل في ليفربول.

ظهر صلاح في هذه البطولة وكأنه راغب في مد إجازته بمدينة الجونة، وكأنه كان يمني النفس بأن يتم تأجيل البطولة أسبوع أو أسبوعين، حتى تكتمل راحته السنوية بعد موسم شاق مع الريدز، انتهى بتتويجهم بدوري أبطال أوروبا، ولكن لا بأس في ذلك، فالآن بإمكان المو أن يعود سريعاً للجونة، ويغسل أحزانه بخسارة البطولة وخسارة الحذاء الذهبي، وجزء كبير من شعبيته واحترام وتقدير الجمهور له.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق