حادث الغواصة الروسية يثير القلق.. هل العالم على أعتاب كارثة نووية؟

الثلاثاء، 09 يوليو 2019 05:00 م
حادث الغواصة الروسية يثير القلق.. هل العالم على أعتاب كارثة نووية؟
غواصة لوشاريك
محمود علي

جددت حادث الغواصة النووية الروسية قرب القطب الشمالي، الحديث عن الكوارث النووية الإشعاعية التي حدثت في العالم سابقًا، حيث أفادت وزارة الدفاع الروسية أن الحادثة الأخيرة أسفرت عن مقتل 14 بحارًا جراء حريق نشب بغواصة أبحاث كانت تجري مسحا لقاع البحر قرب القطب الشمالي، وتبين في وقت لاحق أن الغواصة كانت محملة بمفاعل نووي.

ورغم النجاح في احتواء الحريق وعزل التفاعل النووي للغواصة، التي كانت تعمل في محيط بحر بارنتس، إلا أن هذه الحادثة تعيد للذاكرة كارثة تشيرنوبل  التي تعد أكبر كارثة نووية شهدها العالم، ووقعت في المفاعل رقم 4 من محطة تشيرنوبل للطاقة النووية يوم 26 أبريل من عام 1986، قرب مدينة بريبيات في شمال أوكرانيا التي كانت ضمن الاتحاد السوفيتي، وحدثت عندما كان ما يقرب من 200 موظف يعملون في مفاعل الطاقة النووي  بينما كان يتم إجراء عملية محاكاة وتجربة في الوحدة الرابعة التي وقع فيها الانفجار الذي أدى إغلاق المصانع وتعطل المزارع وبلغت الخسائر المادية ماقيمته أكثر من ثلاثة مليارات دولار أمريكي، وقد لقي 36 شخصا مصرعهم وأصيب أكثر من 2000 شخص.
 
وتطرح حادثة الغواصة النووية الروسية الأخيرة، سؤال مهم هل العالم على أعتاب كارثة نووية جديدة؟، لاسيما وأنها أثارت الجدل حول وظائف أجهزة الاستخبارات العالمية «تحت الماء» ومدى خطورة ما تقوم به على العالم، خاصة بعدما ألقت الصحف العالمية الضوء على الواقعة، مشيرة أن المسئولين الروس تحدثوا عن شجاعة الضحايا اللذين أنقذوا العالم من كارثة ولكنهم لم يوضحوا .. ماذا لو انفجر المفاعل النووي؟.
 
ووفقًا لشبكة سكاي نيوز البريطانية، قال أحد مساعدي قائد البحرية الروسية إن الضحايا «كانوا شجعانا وضحوا بأرواحهم لمنع وقوع كارثة ذات أبعاد عالمية»، دون أن يكشف المزيد من التفاصيل، لكن موقع «فويس أوف أمريكا» تناول التعليق الرسمي وقال إن السلطات لم توضح بعد أسباب اندلاع الحريق في «غواصة التجسس»، التي تعمل بالطاقة النووية، وتهدف إلى جمع المعلومات الاستخباراتية في المياه العميقة.
 
وأضاف الموقع الأمريكي «تركيز المسؤولين الروس عن الحديث عن شجاعة أعضاء الطاقم، وجميعهم من الضباط، يشير إلى أن مهمتهم كانت حساسة للغاية»، مشيرًا أن الغواصة "لوشاريك" يتراوح طولها بين 60 و70 مترًا وجرى إطلاقها لأول مرة عام 2003، وهي قادرة على الغوص حتى أعماق تصل إلى 6000 متر.
 
ويبيّن المحللون العسكريون أن مثل هذه السفن تستخدم لرصد واستغلال عدد من المعطيات الموجودة تحت سطح البحر، إلى جانب التجسس على الغواصات الأجنبية والتنبؤ بالعواصف الجليدية، ولكن في حالة ارتكاب أي أخطاء قد يسفر الأمر عن كارثة وانفجار هائل يودي بأرواح الكثير، كما حدث في تشيرنوبل.
 
ومؤخرًا، اهتمت روسيا بشكل متزايد بالمنطقة القطبية الغنية بالموارد، حيث يؤكد مسؤولون أمريكيون أن روسيا تريد تحقيق «هيمنة عسكرية واقتصادية على القطب الشمالي»، وهو ما يعكس موارد هذه المنطقة التي ينظر إليها العالم كمصدر محتمل لثروة معدنية كبيرة، كما أنها تفتح الباب أمام فرص اكتشاف موارد أخرى وإنشاء خطوط شحن جديدة.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق