إن فاتك الميرى خير وبركة.. قصص شباب تمردوا على الوظائف الحكومية (صور)

الثلاثاء، 09 يوليو 2019 05:00 م
إن فاتك الميرى خير وبركة.. قصص شباب تمردوا على الوظائف الحكومية (صور)
إسراء بدر

"إن فاتك الميرى اتمرمغ فى ترابه".. مقولة متوارثة على مدار أجيال تحث الشباب على الإلتحاق بالوظائف الحكومية لضمان الاستقرار والأمان مدى الحياة، ،ولكن هذه المقولة وجدت من يضرب بها عرض الحائط، ليغير من تفكير المحيطين به، ليبتعدوا عن الأمان الوهمى الذى سعت خلفة أجيال سابقة دون محاولة منهم للتفكير خارج الصندوق، وفى السطور التالية نستعرض قصص نجاح شباب تمردوا على "الميرى".


حاتم رأفت

إذا سألت طفلا صغيرا عن الوظيفة التى يحب الالتحاق بها سيخبرك تلقائيا  "ضابط شرطة"  دون تفكير، حقق "حاتم" هذا الحلم ليصطدم بالواقع ولم يجد نفسه في الميري وتتخطى ساعات عمله اليومية 18 ساعة مقابل راتب شهرى لم يكف احتياجاته.

ذات ليلة عرض عليه أحد أصدقائه أن يشاركه فى عمله الخاص كمسوق الكترونى، ورغم أن التسويق الالكترونى منذ عدة سنوات كان يمثل الكثير من التخوفات لدى المصريين لظهور شركات غير قانونية، ولكن بعد تأكده من قانونية الشركة قرر بدء العمل بها بجانب وظيفته فى الداخلية.

66656038_2829096113773949_6767188709671436288_n

لم يكن يعلم حينها أن مهنته الجديدة ستفتح عينيه على حقيقة ما يعيش فيه، فقد وجد أن الخسارة الحقيقية هى خسارة العمر وأن الوظيفة تسلب أغلى ما لديه وهو عمره، فعندما أمسك بورقة وقلم ليفكر بهدوء فوجئ بأن كل هذه الساعات الطويلة التى يقضيها فى وظيفته كضابط شرطة مقابل راتب شهرى ضئيل تسرق منه عمره دون مقابل مجزى.

66444022_2469605649936587_6307194585533644800_n

خلع "البدلة الميرى" وتخلى عن الوظيفة رغم التحديات التى واجهها من أجل اتخاذ هذا القرار، فلم يقف بجانبه أحد، نظر إليه الجميع وكأنه أصيب بخلل عقلى ولكن إصراره على استثمار عمره جعله يصم أذنيه عن هذه الأحاديث، ويسير فى طريقه ويتملكه شعور التحدى فى ضرورة إثبات نظريته أمام الكافة، وتفرغ بالفعل بالعمل فى التجارة الالكترونية وبدأ يربح منها مكاسب مادية لم يكن عقله الوظيفى يتخيلها يوما.

66356661_899729563709959_8351882129788895232_n

وعلى الرغم من مواجهته الكثير من التحديات فى رحلته الجديدة أثناء عمله بالتجارة الالكترونية، إلا أنه استمر فى استثمار نفسه واهتم بدراسة التجارة الالكترونية ليتخذ خطوات سريعة فى طريق نجاحه فى هذه الصناعة، ليحقق نجاحات متتالية ليصل إلى مكانة مرموقة بين المسوقين الالكترونيين، وذاع صيته فى بلدان عديدة.


محمد صابر

لم تكن الأموال هى الهدف الرئيسى فى رحلة "محمد صابر"، وتخليه عن وظيفته كمدير فى إحدى قطاعات بنك شهير، ولكنه بحث عن حياته والاستمتاع بسنوات شبابه فى المكان الوحيد الذى وجد فيه متعته وهو البحر، فكان فى الصباح الباكر من كل يوم يخرج من منزله ويعد بدلتين، أحداهما للذهاب إلى وظيفته والأخرى للغطس واصطياد الأسماك، فلم يكن يستطع أن يبدأ يومه دون أن يمسك بمسدسه ويصارع الأمواج لاصطياد الأسماك، وبعدها يخرج ليستبدل ملابسه ويرتدى البدلة والكرافت، ويبدأ فى ساعات عمله بالبنك عائدا إلى الروتين من جديد.

12252-4

وكان عليه يوما الاختيار بين الصيد وعشقه للبحر ووظيفته الروتينية، وأثناء حديثه مع رئيسه فى مناقشة القرار وجده يخرج من حقيبة بلاستيكية صغيرة مجموعة من الأدوية يتناولها تباعا فسأله عنها فأخبره بأن الترقية والحفاظ على المنصب فى الوظائف ليس بقليل ليصيب الشخص بالمرض، لم يكن يعلم رئيسه أن هذه الكلمات ستسهل الاختيار على الصياد على الرغم من أن رئيسه كان فى بداية الجلسة يقنعه بأن الوظيفة هى الأمان الوحيد، ولكن بعد هذا المشهد قرر العمل الحر والتخلى عن الصراعات الوظيفية ويعيش ما تبقى له من عمره وسط البحار.

114186-37932912_1644174882371290_4991591311871049728_n

وبدأ من هنا رحلة احترافه فى اصطياد الأسماك، وبيعها ليسد احتياجاته ومع الوقت وجد أن مكسبه فى اليوم الواحد يقدر بأضعاف راتبه الشهرى، ناهيك عن المتعة الحقيقية التى يتلذذ بها وسط الأمواج والأسماك، وعلى الرغم من الصعوبات التى يواجهها تحت البحار، وتعرضه فى أى لحظة للإصابة من الأسماك الشرسة، إلا أنه وجد فى صراعه مع الأسماك ما هو أهون بكثير من صراعات البشر والروتين الوظيفى، كما أن هناك الكثير ظن أنه سيقف على مرحلة الصيد ويظل طوال حياته مجرد صياد ولكنه استطاع أن يثبت للكل عكس ذلك، فالصيد فتح له آفاق مختلفة أبرزها أنه أصبح مدرب صيد ويعطى دورات تدريبية.


أمين الخطيب

تخرج من كلية دار العلوم ليلتحق بالوظيفة كمعلم لغة عربية وبدأ رحلته فى الوظيفة الحكومية، ولكن مع الوقت وجد أن راتبه الضعيف لا يستطيع سد احتياجاته الأساسية فاضطر اللجوء إلى الدروس الخصوصية، والتى تعمق بها لتسلب يومه بالكامل، ولكن بعد سنوات من هذا الروتين القاتل بأن يذهب مبكرا إلى المدرسة ويخرج منها يتوجه إلى منازل الطلاب ليدرس لهم مقابل راتب شهرى، شعر بالملل من حياته الروتينية، وازداد شعوره عندما التفت ليجد أغلب أقاربه يعملون بالتجارة، وكل منهم لديه المحل الخاص به، وعرض عليه أحدهم العمل معه وبعد صراع داخلى بين الأمان الذى صدم فى حقيقته وبين العمل الحر قرر التخلى عن الوظيفة ويقطع علاقته بوزارة التربية والتعليم والدروس الخصوصية.

21317806_967485093391004_1229753096003103902_n

وبدأ رحلته فى التجارة، و فى مواجهة تحديات من نوع آخر وهى المنافسة بين التجار ولكنه مع الوقت تعلم كل ما يصنع منه تاجرا كبيرا، واستكمل حياته فى التجارة، ولم يندم يوما على تركها، وهو الحديث الذى يخبر به الكافة بعد 20 عام من تخليه عن الميرى.

 

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق