خد بالك من ولادك.. الحضانات الغير مرخصة سم قاتل تنشأ طفلًا متطرف

الخميس، 11 يوليو 2019 07:00 ص
خد بالك من ولادك.. الحضانات الغير مرخصة سم قاتل تنشأ طفلًا متطرف
حضانة - أرشيفية
أمل غريب

تفاجأت «هدى أحمد» 32 سنة، مهندسة، بأن طفلها «مهند» 4 سنوات، يرفض النوم مع شقيقته في غرفتيهما المشتركة، التي ليس بها إلا سريرا واحدا، لدرجة أنه ضرب شقيقته، مما لفت انتباه الأم التي رافقت طفلها إلى حجرتها وبدأت تسأله لتتعرف منه على سبب رفضه النوم بجوار شقيقته، لكنها صُدمت عندما قال لها أبنها، إن المدرسة في الحضانة قالت له أن نومه بجوار اخته في سرير واحد حرام، فُزعت الأم من كلمة «حرام» التي نطقها طفلها بعنف شديد.

ذهبت هدى، في صباح اليوم التالي إلى الحضانة التي يذهب إليها ابنها، والتقت بالمشرفة التي تحدث عنها طفلها، وقصت عليها ما حدث، إلا أنها صدمت من ردة فعلها وتأكيدها أن ما قلته للطفل صحيح، وأنه لا يجب أن ينام بجوار شقيقته لأن ذلك حرام، وحين حاولت مناقشتها فيما بالته للولد، فما كان من المشرفة إلا تعنيف الأم ولومها على ملابس ابنتها الغير إسلامية، ذات الـ4 سنوات، مما استفز الأم وأثار خوفها بعد تأكدها أن تغيير سلوك ابنها السبب فيه هو الحضانة الإسلامية والمشرفة، وقررت سحب ملفات أولادها التوأم.

حضانات اطفال
حضانات اطفال

كانت «هدى» واحدة من أمهات كثيرات وقعن في مصيدة الحضانات غير مرخصة أوكما تسمى «حضانات بير السلم»، والتي تدعي في الأغلب أنها «إسلامية»، لجذب الأسر التي تحرص على إلحاق أطفالها في حضانات تعليمية، بحثا عن أماكن قد يكون سعرها مناسبا، وأملا في إيجاد أن يكون مكانا تربويًا جيدًا، إلا أنها كانت واحدة ضمن كثيرات وقعوا في فخ الحضانات غير المرخصة، والتي تلقن الأطفال أفكارًا عنيفة عن الدين تغير من سلوكهم.

وفي هذا السياق، تقدمت النائبة منى منير، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة إلى رئيس مجلس الوزراء، ووزيري التضامن والتعليم، بشأن انتشار الحضانات المتطرفة، معللة طلبها النائبة بأن هناك عددًا كبيرًا من الحضانات غير المرخصة، تستغل الأطفال في تصدير فكر متطرف تجاه المجتمع المصري، وتُدرس مناهج سلبية تؤثر في تكوينهم العقلي والديني، الأمر الذي يجعلهم مادة خصبة للتطرف والجماعات الإرهابية.

وأوضحت عضو مجلس النواب، وجود بعض المؤسسات التعليمية الخاصة، ومنها مدارس وحضانات أسسها قيادات جماعة الإخوان الإرهابية والمتفقين معهم فكريًا، من أجل تربية كوادر جديدة منذ الصغر، تعتنق تعاليمهم وأفكارهم ومناهجهم المتشددة المتطرفة، وأدبياتهم في الولاء والطاعة للجماعة ولقياداتها، الأمر الذي يعد خطرا كبيرا على النشئ والمجتمع ويستلزم مواجهته بحزم وقوة.

على الجانب الأخر، أشارت التقارير الرسمية لوزارة التضامن الاجتماعي، أن عدد الأطفال تحت سن الـ 4 سنوات، يبلغ 10 ملايين و431 ألف و590 طفلًا، في الوقت الذي لا يكفي فيه  عدد الحضانات المرخصة لهذه لفئة العمرية، إذ تبلغ 14 ألف و272 حضانة فقط، بينما عدد الأطفال المسجلين بدور الحضانات يبلغ 847 ألفًا و423 طفل، فيما وصل عدد الأطفال الملتحقين برياض الأطفال التابعة لوزارة التربية والتعليم في الفئة العمرية من «4-6 سنوات» مليون و359 ألفًا و238 طفلًا، مما يعني أن الفجوة تقدر بنحو 91% من إجمالي عدد الأطفال في هذه الفئات العمرية.

كما كشفت أرقام وزارة التضامن الاجتماعي، بشأن حالت الحضانات الغير مرخصة أو حضانات بير السلم التي تم ضبطها في محافظة القاهرة وحدها، بلغ نحو 1500 دار حضانة، منها دور تجبر الأطفال فيها على تعلم القرآن بطريقة نور البيان أو النورين، رغم عدم قدرتة هؤلاء الصغار على اتباع تلك الطريقة في النطق أوالتلاوة.

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق