مصر الكبيرة.. هذا ما تفعله القاهرة لحل أزمة ليبيا

السبت، 13 يوليو 2019 07:00 ص
مصر الكبيرة.. هذا ما تفعله القاهرة لحل أزمة ليبيا
ليبيا
كتب مايكل فارس

تحتضن مصر اليوم السبت اجتماعا موسعا لأعضاء مجلس النواب الليبي، في مسعى منها لحل الأزمة السياسية، عبر توحيد الرؤى وتقريب وجهات النظر، حيث يمثل النواب مختلف التيارات السياسية فى ليبيا، كما يمثلون جغرافيا الشرق والجنوب والغرب الليبى.

وتهدف مصر إلى لتوحيد الرؤى فى ليبيا للوصول إلى حل سلمي، خاصة وأن الموقف زاد تعقيدا بسبب التدخل الأجنبي في البلاد والدعم الخارجي لميليشيات متطرفة تسيطر على العاصمة طرابلس، خاصة من تركيا، وقد نظمت عدة اجتماعات خلال الفترات الماضية، لتوحيد المؤسسة العسكرية، وتقريب وجهات نظر الأطراف المتصارعة، وقد جاء الاجتماع الأخير المقرر عقده اليوم السبت، بعد أيام من خطابين وجههما رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وآخر لرئيس الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بشأن التدخل السافر لتركيا وانتهاكها للسيادة الوطنية لليبيا، وانتهاكها لميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي.

ورئيس البرلمان الليبي قد سجل شجب مجلس النواب للتدخل التركي، ودعمها للميليشيات المسلحة الإرهابية والخارجة عن القانون ضد قوات الجيش الوطني، بحسب المتحدث الرسمي باسم البرلمان، عبدالله بليحق، كما أكد، في خطابيه، "اختطاف العاصمة طرابلس، ومصرف ليبيا المركزي، ومؤسسات الدولة، من قبل قادة الميليشيات الإرهابية التي تنهب أموال الشعب، وتمارس أعمال النهب والخطف، وتهرب البشر وثروات الليبيين.

وأنقرة تدعم الميليشيات المسلحة في ليبيا بمختلف أنواع الأسلحة المتطورة بشكل علني ومباشر، وفى أكثر من مناسبة صرح رجب طيب أردوغان، الرئيس التركي بأنه يدعم حكومة الوفاق، التى تعتمد على هذه الميليشيات في الحرب الجيش الوطني الليبي، الأمر الذى أثار تساؤلات بشأن دوافعه والثمن الذي سيحصل عليه من تأجيج الصراع في ليبيا، حيث تحاول تركيا تطبيق ما فعلته فى سوريا على ليبيا، من حيث دعم ميليشيات تنتمى لتنظيم القاعدة وعدد من التنظيمات المتطرفة ، حيث تحظى ميليشيات مثل جبهة النصرة الموالية للقاعدة وتنظيمات أخرى بدعم عسكري واضح، وهو ما يتعارض السياسات الدولية لمكافحة الإرهاب، ولكنه امتداد للنهج التركي فى زعزعة استقرار وتقويض قوة الدولة.

 

فخلال عهد أردوغان عكفت السياسة الخارجية على مد النفوذ التركي إلى بلدان شرق البحر المتوسط عبر جماعات الإسلام السياسي حيث تمثل الخلفية الإيديولوجية مساحة مشتركة تسهل لأنقرة تنفيذ سياساتها والحصول على مكاسب استراتيجية، كما تستخدم تركيا أدوات عديدة لدعم سلطة الحكم الأردوغاني، ومنها دعم جماعة الإخوان، التي تستضيف أنقرة الكثير من عناصرها وقياداتها، وترتبط معها بروابط أيديولوجية وعلاقات تاريخية، بحسب الخبير في الشأن التركي محمد عبد القادر، الذى أكد فى تصريحات صحفية أن أنقرة تنظر إلى هذه العلاقة بحسبانها أحد أدوات مراكمة النفوذ وتعظم دورها الإقليمي، لذلك فإن التحرك على الساحة الليبية يأتي في وقت تعاني فيه جماعة الإخوان بسبب عمليات الجيش الوطني الليبي العسكرية في مدينة طرابلس.

 

وتخشى تركيا من انهيار أخر معاقل الإخوان المسلمين وهى ليبيا، فنصر الجيش الوطني الليبي في طرابلس، التي تمثل آخر معاقل الإخوان، يعني نهاية الهيمنة على القرار السياسي والمالي في ليبيا، ومن ثم عدم القدرة على استخدام الملف الليبي كورقة مساومة في مواجهة جوار ليبيا الجغرافي، بحسب عبد القادر، مؤكدًا أن نصر الجيش يعني عدم قدرة أردوغان على الجلوس على مائدة مفاوضات تحديد مستقبل ليبيا، أو حتى الاستفادة من عقود إعادة الإعمار المحتملة.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق