تركيا تجلب ذئبا روسيا إلى حظيرة الناتو: قصر أردوغان في حماية S-400

السبت، 13 يوليو 2019 01:00 م
تركيا تجلب ذئبا روسيا إلى حظيرة الناتو: قصر أردوغان في حماية S-400
منظومة s 400 _ مقاتلات F 35 _ أردوغان

 
في وقت بدأت فيه تركيا رسميا تسلم منظومة الصواريخ الروسية S-400، تبدو الولايات المتحدة عازمة على المضي قدما في طريق حرمان عضو حلف الناتو من الحصول على المقاتلات الأمريكية إف 35، بعد تأكيدات القائم بأعمال وزير الدفاع  الأمريكي، مارك إسبر، بأن موقف واشنطن لن يتغير.
 
ونقلت وكالة «رويترز» عن  إسبر، قوله، إن الولايات المتحدة لم تغير موقفها بشأن دور تركيا في برنامج الطائرة المقاتلة F-35، وأنه سيتحدث مع وزير الدفاع التركي خلوصي آكار في وقت لاحق اليوم. وأضاف: «نحن على علم بتسلم تركيا أجزاء من منظومة S-400، موقفنا بخصوص المقاتلة F-35 لم يتغير وسوف أتحدث مع نظيري التركي الوزير أكار بعد ظهر اليوم». 
 
ووصلت إلى قاعدة في العاصمة التركية أنقرة، في وقت سابق من يوم الجمعة، 4 بطاريات للمنظومة الدفاعية الروسية، المضادة للطائرات S-400، في صفقة تكلف حكومة أردوغان 2.5 مليار دولار. 
 
ورغم التحذيرات الأمريكية المتكررة، للحكومة التركية من إتمام الصفقة في السابق، إلا أن أردوغان أصر على استلام منظومة الصواريخ، التي تعني حرمان الجيش التركي، من الحصول على المقاتلات الأحدث في العالم، ما يشير- في رأي مراقبون، إلى أن الصفقة ربما يكون وراءها «مصلحة شخصية» للرئيس التركي نفسه.
 
ويقول المراقبون، إن إردوغان رفض الاستسلام أمام الضغوطات الأمريكية، لأنه يريد استخدام واحدة على الأقل من هذه الأجهزة الدفاعية الصاروخية لحماية قصره، ولا يريد استخدام معدات أمريكية لهذا الغرض، وعلى ما يبدو فإن الرئيس التركي يشعر أكثر بجنون العظمة، وباتت ثقته في الولايات المتحدة أقل بكثير، ودائما ما يشك في CIA، بسبب دعمها لبعض المعارضين.
 
 
ويشير المراقبون، إلى أن الولايات المتحدة عنيدة هي الأخرى، وسترد بغضب على إردوغان.. إذ أنه مع وجود S-400 تخشى الإدارة الأمريكية من أن تجلب أنقرة ذئبا روسيا إلى حظيرة الناتو.. في الأعوام 1960-1970، كان يمكن لأي بلد أن يخلط ويشتري الأسلحة، لأن الأسلحة كانت تعمل في دوائر مغلقة، لكن ذلك غير متاح الآن. 
 
ويرفض «حلف الناتو»، الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، امتلاك تركيا- أحد أعضاء الحلف- لمنظومة الصواريخ الروسية، وتعتبرها خطرا على المقاتلات الأمريكية F-35، وتمكن الروس من التجسس للوصول إلى المعلومات الدقيقة عن الأنظمة العسكرية الأمريكية ونقاط الخلل فيها.
 
ورغم أن العديد من دول العالم أبدوا اهتمامهما ملحوظا بتلك المنظومة الدفاعية، لكن لم تحصل أي دولة على S-400 حتى الآن سوى الصين، بعدما هددت واشنطن بفرض عقوبات على جميع الحكومات التي تفكر في الحصول على هذه الصواريخ، التي تراها تشكلا خطرا كبيرا عليها.
 
ويقول خبراء عسكريون، إن الأسلحة والمنظومات العسكرية باتت مفتوحة ومتكاملة في الوقت الحالي، أو بمعنى آخر، فإن منظومة الدفاع الجوي سوف تجلب المعلومات من الطائرات والرادار ومركز القيادة، وبالتالي فإن دمج S-400 الروسية في الجهاز العسكري التركي الذي أنشأه الناتو  هو بمثابة شراء جهاز Mac في بيئة تعمل بالكامل بنظام التشغيل Windows، وقد تكون هناك مشكلات في التطابق.
 
ويشير الخبراء، إلى أن الولايات المتحدة ليست سعيدة بفكرة منح إمكانية الوصول إلى البيانات التي تنقلها معدات الناتو إلى جهاز روسي لا تملك مفاتيحه سوى موسكو. فمن الممكن لهذا النظام الدفاعي المضاد للطائرات أن يحتوي على برامج تجسس صغيرة تتبع جميع المعلومات وترسلها إلى موسكو.
 
قصر أردوغان
قصر أردوغان
 
ويوضح الخبراء، أن تنصيب منظومة S-400 يتطلب وصول المهندسين الروس الذين سيضمنون أن معداتهم تتلاءم بشكل جيد مع بقية نظام الدفاع التركي، مما يعني أنهم سيطالبون بالوصول إلى جميع البيانات المتاحة.
 
ولا يشكل نظام الدفاع الجوي الروسي، الذي يعد من بين الأكثر تطورا في العالم، وقادر على إسقاط الطائرات والصواريخ وحتى الطائرات دون طيار في نطاق واسع للغاية يصل 400 كيلومتر، خطرا عكسريا على أمن واشنطن وحسب، بل يفرض تحد صناعيا واقتصاديا، إذ ستتشجع الدول التي تتبني طراز S-400 على الشراء من موسكو لبقية دفاعها الجوي.
 
ويقول عسكريون، إن انتشار S-400 ليست مسألة أمن عسكري فحسب، بل حينها ستقول موسكو لعملائها: لديكم بالفعل S-400، لماذا لا تشترون السوخوي (طائرة مقاتلة روسية)، فهي مصممة للعمل معا، والمخاطرة بالنسبة لواشنطن هي أن تنجح روسيا في غزو الأسواق على حساب العمالقة الأمريكيين.
 
ويشير العسكريون، إلى أنه من خلال هذه الصفقة تمكنت روسيا من وضع قدم عسكرية في إحدى دول الناتو مع فتح الطريق أمام المشترين المحتملين الآخرين. وفي الوقت نفسه، تمكنت منظومة S-400 من إثبات قيمتها كسلاح خلاف عن طريق دق إسفين بين دولتين في حلف الناتو.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق