المعهد العالي للسياحة والفنادق بـ6 أكتوبر.. سبوبة لجني الأموال على أنقاض التعليم

الإثنين، 15 يوليو 2019 10:45 م
المعهد العالي للسياحة والفنادق بـ6 أكتوبر.. سبوبة لجني الأموال على أنقاض التعليم
كتب أحمد قنديل

 
«مع مرور كل عام تكبر خبرتهم فيزاد تطورهم، ما يخرج من بين أيديهم أجيالًا كفء، واحدًا تلو الآخر لديهم من العلم ما يؤهلهم لنفع الأسواق الوطنية وخدمة  المجتمع، فلا يصبح هناك مجال للخطأ أو الفشل، رجوعًا للتطور المشهود وسابقة الأعمال الدسمة»، هذا أقل تقدير تتصف به الجامعات صاحبة الأمد الطويل من التدريس والتعليم، والتي ظلت سنوات تمارس مهنتها السامية وخرجت أجيالًا، فطورت من نفسها تماشيًا مع تطور الأسواق وازدهارها، إلا أن هناك مؤسسات تعليمية لا تتماشى مع هذا السياق أبدًا، فلا تفكر مطلقًا في أي تبديل سوى المغالاة في سعرها من أجل تحصيل المكاسب فقط دون الاعتبار إلى قيم تعليمية تشدد على ضرورة تطوير مناهجهم وسلوكهم ولوائحهم بهدف تخريج رجال محنكين في مجالهم.
 
المعهد العالى للسياحة والفنادق بمدينة السادس من أكتوبر، في عمره الـ29، أحد المؤسسات التعليمية التي لم تتماش مع سياق التطور الأكاديمي أو حتى الخدمي والإنشائي، فظل محتفظًا بنهج بدايته، وكأن لا حراك في الدنيا مطلقًا، فربما يحمل تخصص المعهد العالي ما يدل على ضرورة اجتهاد القائمين عليه، نظرًا لأهمية هذا المجال في مجتمعنا، كونه يعمل على تخريج شباب مفترض عملهم في أهم الجوانب الاقتصادية بالدولة، ما يعود بالنفع على المجتمع.

مناهج ثابتة دون تطور
 
قد يظن البعض أن مناهج السياحة والفنادق، تتماشى مع التطور الاستثماري والتكنولوجي الذي يشهده العالم بأسره، إلا أن هذا الأمر لا تعرف عنه إدارة المعهد شيئًا مطلقًا، فيقول أحمد خالد أحد خريجي المعهد أنه شاهد على عدم تطوير المناهج الدراسية، مشيرًا إلى أن المواد التي يدرسها الطلاب الأن هي ذاتها التي كان يدرسها قبيل تخرجه منذ ما يقرب من 5 سنوات، موضحًا أن الدراسات في هذا المعهد لا تمت للواقع المهني بصلة.

دورات غير فعالة 
 
من  المعروف عن الأكاديميات المتخصصة في هذا المجال، عقدها بروتكولات تدريبية للطلاب بأسواق العمل من أجل تأهيلهم للعمل بعد التخرج، إلا أن الدورات في هذا المعهد متواضعة جدًا، فيضطر الطلاب للاعتماد على نفسهم من أجل التدريب والتأهيل.

أنظمة تعلمية قديمة
 
أنظمة عالمية تتبعها الجامعات الخاصة والحكومية كثيرًا من أجل النهوض بمستواها الأكاديمي وزيادة مهارات الطلاب لديها، إلا أن المعهد العالي للسياحة والفنادق لا يعرف شيئًا أبدًا عن ذلك التطوير، فعلى الرغم من انتشار نظام الساعات المعتمدة الذى تحرص كافة الجامعات والكليات الجامعية على تطبيقه للسير قدما نحو عملية تعليمية متطورة ترغب فيها الدولة المصرية، فإن المعهد لا يحاول الوصول لذلك أو حتى تجريب أنظمة جديدة مطلقًا.
قواعد إدارية متهالكة
 
ولعل من أبرز الشكاوى التي صرح بها الطلاب، كان التزام المعهد بالقواعد الإدارية الصارمة المختلفة، فقد أكد أحمد يسري طالب بالمعهد، أن الإدارة تعلق لافتة على أبواب دورات المياه مدون عليها ممنوع الدخول خلال فترة الامتحان.
 
وأشار الطلاب، إلا أن الإدارة تطبق هذه القاعدة بشدة حتى على الطلاب الذي يعانون من أمراض تستوجب دخولهم دورات المياه.

زيادة مصروفات مبالغ فيها
 
 على الرغم من أن  جميع الجامعات تخضع لمبدأ «العرض والطلب»، وللطالب حرية الاختيار للمؤسسة التعليمية التى يرغب فى الالتحاق بها، وأنه لا يوجد في لوائح وزارة التعليم العالي والمجلس الأعلى للجامعات الخاصة ما يحدد آلية زيادة المصروفات، إلا أن أغلب الجمعات وملاكها يتفقون على زيادة سنوية تتراوح بنسبة من 10 إلى 15% ، إلا أن المعهد العالي للسياحة والفنادق بمدينة 6 أكتوبر ومالكته سلوى الطوخي مستثنين من تلك الاتفاقات الرحيمة، فقد قررت إدارة المعهد رفع المصروفات الدراسية من 3800 إلى 6 آلاف جنيه خلال الفترة الأخيرة، وهو ما يعد دليلًا واضحًا على أن المعهد ومالكته لا يهمهم سوى جني الأموال وأن المسألة التعليمية ليست في بالهم مطلقًا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة