كأس العالم على الأراضى المصرية

السبت، 20 يوليو 2019 01:00 م
كأس العالم على الأراضى المصرية
يوسف أيوب يكتب:

نجاح مصر فى تنظيم كأس الأمم الأفريقية، بالشكل المبهر الذى ظهرت عليه البطولة طيلة الشهر الماضى، دفع الكثير من المصريين للحديث عن إمكانية أن تفوز مصر بحق استضافة بطولة كأس العالم، لم لا والدولة تمتلك القدرة والإرادة على النجاح؟ وخير شاهد على ذلك «أمم أفريقيا» التى استضافتها مصر على عجل، لكنها خرجت بأبهى صورة ربما لم تخطر على بال أحد.

السؤال المطروح حاليا، هل مصر قادرة على أن تتقدم بملف متكامل لاستضافة بطولة كأس العالم؟ السؤال بطبيعة الحال مهم، كما أن إجابته تتطلب الكثير من التفاصيل التى ربما لا أملك الكثير منها حاليا، كونها مرتبطة بمدى رغبة الدولة فى خوض غمار هذا التحدى، فضلا عن حالة التردد التى قد تعترى بعضنا، خوفا من تكرار كابوس ملف كأس العالم 2010.

 
بعض المتوافر حاليا، والمتداول فى الأروقة الرياضية أن مصر لديها النية للتقدم بطلب استضافة كأس العالم فى النسخ التالية لنسخة 2030، وإن كان البعض ألمح لإمكانية أن تتقدم مصر بملف لاستضافة نسخة 2030، لكن من الواضح أن الوقت مر، وأن التفكير يجب أن يكون منصبا على نسخة 2034، وما بعدها، خاصة أن بطولة كبرى مثل كأس العالم تحتاج إلى الكثير من الوقت والإعداد، وأن 14 عاما، كفيلة بأن نكون جاهزين لاستضافة هذا الحدث العالمى، الذى أن تحقق سيكون له مردود أكثر من إيجابى على الدولة المصرية وشعبها.
 
بطبيعة الحال أنا أتحدث حتى الآن عن أمل أو أمنية، لأنه لم يصدر- للحظة- أى تصريح رسمى يفيد بوجود رغبة حقيقية لدى الدولة للتقدم بمثل هذا الملف، وإن كان هناك تصريح سابق لوزير الشباب والرياضة تحدث خلاله عن نية مصر تنظيم نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2030، ودورة الألعاب الأوليمبية 2032، وأن ذلك يأتى ضمن خطة الوزارة للارتقاء بالرياضة، لكن هذا التصريح لم يتبعه أى تحرك على الأرض، نستشف منه أن الدولة ماضية فى هذا الطريق، وهو ما ولد لدى انطباعا أن هناك بالفعل رغبة لدى الدولة فى هذا الأمر، لكن النقاش يبدو أنه يدور حاليا حول النسخة التى ندرس التقدم بملف لاستضافتها، وإن كانت المؤشرات كلها تسير فى اتجاه اختيار نسخة 2034 وما بعدها.
 
أيا كانت النسخة التى نرغب فى التقدم بطلب لاستضافتها، فإن النجاح الذى حققناه فى استضافة «أمم أفريقيا»- التى أنهت مبارياتها أمس الجمعة- يدفعنا إلى أن نكون جادين فى الطرح، وهذا يتطلب أن يكون التقدم بالاستضافة «مشروع دولة»، كما فعلنا فى كأس الأمم الأفريقية، وهو ما حقق لنا النجاح فى البطولة، رغم ضيق الوقت.
 
مشروع الدولة هو ما نحتاجه حاليا، ونحن نفكر فى كأس العالم، ليعلم الجميع أن هدفنا لن يكون فقط تنظيم كأس عالم، بل تنظيم مونديال بشكل ممتاز يليق باسم مصر، تماما كما فعلنا فى الأمم الأفريقية، التى جعلت كل أفريقى شارك فى البطولة- مشجعا أو لاعبا- يقول إن مصر أحرجت من سبقوا واستضافوا هذه البطولة، وسببت أزمة للدول التى ستستضيف البطولة مستقبلا، قالوا ذلك لأن الدولة المصرية استطاعت أن تقدم للقارة السمراء بطولة نموذجية فى كل شىء، التنظيم والدقة والاهتمام والأمن، رغم أن قرار منح مصر شرف التنظيم لم يصدر من الاتحاد الأفريقى لكرة القدم «كاف» إلا قبل البطولة بستة أشهر، لكن مصر استطاعت أن تعطى للجميع نموذجا لكيف تكون الدولة جاهزة وقادرة على تنفيذ وعودها مهما كانت التحديات.
 
فى ستة أشهر أنهت مصر كافة الاستعدادت للبطولة الاستثنائية التى شهدت هذه المرة مشاركة 24 منتخب للمرة الأولى، تم تقسيمها على ستة مجموعات، كما أنها البطولة الأولى التى شهدت تطبيق تقنية الـVAR فى أفريقيا، والبطولة الأولى التى تعقد فى الصيف، والبطولة الأولى فى أمور كثيرة، بل إن مصر جعلتها الأولى فى النظام، خاصة نظام «تذكرتى» الذى قضى للمرة الأولى على مافيا السوق السوداء، وقضى على النقطة السوداء التى طالما التصقت بالأفارقة، فباتت اليوم أفريقيا بيضاء فى كل شىء، والفضل يعود فى ذلك إلى مصر التى قالت ووعددت ونفذت.
 
بالعودة إلى الحديث عن حلم تنظيم كأس العالم، فكل المؤشرات والشواهد تؤكد أنه ليس حلما بعيد المنال، لأن مصر تشهد تغييرات كثيرة منذ 5 سنوات عبر الأحداث التى مرت بها، وتتسارع بها خطوات التنمية خاصة فى البنى التحتية، ليس فقط فى العاصمة وإنما فى كافة المدن والمحافظات، وحركة تنموية تأخذ فى حسبانها كل مقتضيات الدولة الحديثة، فوفق المخططات الموضوعة للمدن الجديدة التى يجرى تشييدها حاليا بوتيرة متسارعة أن تضم منشآت رياضية متكاملة، ووسائل ترفيه وفنادق، وغيرها من البنى التحتية التى ستكون حاسمة فى ملف استضافة كأس العالم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق