لمواكبة التطور العالمى.. «الزراعة» تتجه للحد من استخدام مبيدات الآفات الزراعية بدورات المكافحة الحيوية

الأربعاء، 24 يوليو 2019 07:00 ص
لمواكبة التطور العالمى.. «الزراعة» تتجه للحد من استخدام مبيدات الآفات الزراعية بدورات المكافحة الحيوية
كتب ــ محمد أبو النور

مرّت الزراعة البسيطة الفطرية التلقائية، فى موطنها الأصلى بالعالم القديم، فى البداية، وحتى وصولها إلى العصر الحديث ولدول العالم، بمراحل كثيرة ومتنوعة، وكانت تُؤتى ثمارها وحصادها دون عوامل مُساعِدة، ومع انتشارها فى أنحاء المعمورة، ونمو وزيادة سُكّان العالم طرديّاً، وعاماً بعد عامٍ، وقرناً بعد قرنٍ، بدأ الإنتاج الزراعى، يواجه صعوبات فى إشباع حاجات السُكّان غذائياً، كما أخذت الحشرات والآفات الزراعية، تشارك الإنسان فى غذائه، وتلتهم وتُدمّر مساحات كبيرة وشاسعة من الزراعات، وهنا أصبح العالم أمام خيارات، استخدام المبيدات، فى كبح جماح ووقف زحف الآفات، إلى زراعاته وحاصلاته، حتى يجد مايأكُله، كما كان عليه أيضا، أن يبحث عن طُرق وأساليبٍ، تُمكّنه من زيادة مساحات وكميات الإنتاج الزراعى ومضاعفتها، حتى تكفى لسد احتياجات سُكّان العالم، بعد أن تجاوزوا الـ بـ7,8 مليار نَسَمة، غير أنه عاد مرّة أخرى، لتقليص كميات المبيدات، بل وأخذ يبحث عن المكافحة الحيوية، حتى يتقى شرور وسموم المبيدات. 

فففف
مطلوب الحد من رش الزراعات بالمبيدات 

 

إسراف وتبذير فى استخدام المبيدات

عندما وجد العالم، أن خياراته ورهاناته، ستفشل فى الحصول على الإنتاج الغذائى الزراعى، الكافى لأفواه مليارات البشر، بدون استخدام المبيدات، فى مكافحة الآفات الزراعية، فتح باب استخدامها، وكانت البداية بكميات ومقادير محدودة، وبعقلانية وترشيد وتقنين، ولكن شيئاً فشيئاً أسرف المزارعون والفلاحون والمستثمرون الزراعيون، فى استخدام المبيدات لمواجهة الآفات والحشرات الزراعية، ووجدت الشركات العملاقة، التى تنتمى للدول الكبرى الصناعية، المتقدمة علمياً وتكنولوجياً، ولديها التمويل الكافى لتغطية احتياجات دول العالم، من المبيدات، وجدت ضالتها فى التهافت على شراء منتجاتها، فطغت العشوائية على رش المبيدات، وساد فى استخدامها واستهلاكها، الإسراف والتبذير، وخاصة مع تنامى المساحات الزراعية، التى قدّرتها دراسة لوكالة ناسا الأمريكية، بالتعاون مع أخرى للمسح الجيولوجي، أن مساحة الأراضي المزروعة على مستوى العالم، وصلت لـ 1,87 مليار هيكتار، وهو مايساوى 4,301 مليار فدان، وعدد السكان إلى 7.8 مليار نسمة، وهو ما يعني أن كل هيكتار يغذي 4 أفراد في المتوسط، هنا فقط عاد العالم من جديد لعقلِه ورُشده، وأخذ يراجع نفسه، ويبحث عن سبيل، يقلل به من استخدام المبيدات مرّة أخرى، بعد أن أثبتت الدراسات والتقارير، أن الإسراف فى استخدامها، له آثاره الكارثية على البيئة، من إنسان وحيوان وطيور وحشرات، وخاصة أن العالم يستخدم منها، كما قال الدكتور أيمن فريد أبو حديد، وزير الزراعة الأسبق، فى تصريحات صحفية عام 2015، حوالى 5.2 مليون طن، تبلغ قيمتها 54 مليار دولار، زادت إلى 64 مليار دولار عام 2016، وأشار "أبوحديد"إلى أن 85% من إجمالي الاستهلاك العالمي من المبيدات، يوجه إلى قطاع الزراعة، وقد قفزت هذه الأرقام بالطبع، إلى الدرجة التى جعلت، الدكتور محمد عبد المجيد، رئيس لجنة المبيدات الزراعية، يؤكد فى تصريحات صحفية له، أن إجمالى حجم التجارة غير المشروعة، للمبيدات فى العالم،  يبلغ حوالي 1.5 تريليون دولار، وقد انخفضت من 19 إلى 14%، من حجم المبيدات المستهلكة.

4201623175838576420162317415726885621
رش المبيدات بعشوائية يهدد صحة الإنسان

 

المكافحة الحيوية تعود من جديد

وتُعتبر المكافحة الحيوية، من أهم عناصر إدارة مكافحة الآفات، ويُقصد بالمكافحة الحيوية، والتي يُطلق عليها أيضاً "المكافحة البيولوجية"، العمل على تشجيع وإكثار الأعداء الطبيعية للآفات"Natural enemies "، والموجودة معها في نفس البيئة، أو اللجوء لاستيراد تلك الأعداء الحيوية، ومحاولة أقلمتها محليّاً ونشرها على نطاق واسع، للحد من تكاثر الآفات، وتشمل الأعداء الحيوية للآفات، الطفيليات والمفترسات، كما تعتمد المكافحة الحيوية، على استخدام ما يُعرف بالمبيدات الحيوية، والتي من أهم عناصرها المبيدات الميكروبية، والتي تشتمل على مسببات الأمراض المختلفة، "الفطريات والبكتيريا والفيروسات والنيماتودا والبروتوزوا، والمبيدات الناتجة من عمليات التخمر لـ "الأكتينومايسيتات"، الموجودة طبيعياً في التربة، وأيضاً تشمل الفيرومونات الحشرية، والمبيدات المستخلصة من النباتات، والنباتات المُعدّلة وراثياً لمقاومة الآفات.

aphid
المكافحة الحيوية هى الأسلوب الأمثل لحماية الزراعات وصحة الإنسان

 

دورة تدريبية حول وسائل المكافحة الحيوية

 من ناحيتها، تتابع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، هذا النوع من التقدم فى حماية الإنسان والبيئة، والحفاظ على الصحة العامة، عن طريق الحد من استخدام المبيدات، فى المنتجات الزراعية، لحماية المستهلك المصرى، والتصدير للخارج فى أمان، وسينظم معهد بحوث وقاية النباتات، التابع لمركز البحوث الزراعية، دورة تدريبية بعنوان:" التربية الكمية للمفترسات الأكاروسية والحشرية ودورها فى المكافحة الحيوية"، برعاية وزير الزراعة، والدكتور محمد سليمان، رئيس مركز البحوث الزراعية، خلال الفترة من 5 - 6 أغسطس المقبل، وقال الدكتور أحمد عبد المجيد، مدير المعهد، إن هذا التوجه، يأتي للمساهمة في الحفاظ على نظافة البيئة، وصحة المستهلك المصري، بتوفير محصول غذائي صحى وآمن، والعمل على تقليل استخدام المبيدات الكيميائية، فى المحاصيل التصديرية.

i284289739478884101._szw1280h1280_
المكافحة الحيوية هى الأمل فى حماية صحة الإنسان

 

وأشار "عبد المجيد" إلى أن الدورة تركز على  الأهمية الاقتصادية للمفترسات الأكاروسية والحشرية، والتربية الكمية للمفترسات، فضلاً عن دور المفترسات، فى المكافحة الحيوية، وأثرها علي المحاصيل التصديرية، وقال مدير المعهد: إنه على الراغبين في الاشتراك بالدورة، التوجه إلى إدارة المعهد بالدقي، للتسجيل والاستفسار، في موعد غايته 30 يوليو الجاري.

download
المكافحة الحيوية بالمفترسات

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق