الاقتصاد العالمى × 24 ساعة.. هذا ما حدث في الأسواق العالمية

السبت، 27 يوليو 2019 11:29 ص
الاقتصاد العالمى × 24 ساعة.. هذا ما حدث في الأسواق العالمية
الاقتصاد
كتب مايكل فارس

شهد الاقتصاد العالمى تذبذبات حادة، فى أسعار العملات والنفط والذهب، على إثر الحرب التجارية القائمة بين كل من الولايات المتحدة الأمريكية والصين، والتى آثرت سلبا على الأسواق العالمية، ويرصد لكم "صوت الأمة"، أهم ما جاء على الساحة الاقتصادية العالمية خلال الساعات الماضية.

 

بداية، لم يحقق النمو الاقتصادي الأمريكي في 2018 الهدف الذي وضعته إدارة الرئيس دونالد ترامب عند 3 %، مما قد يجدد الانتقادات لتخفيضات ضريبية بقيمة 1.5 تريليون دولار طبقها البيت الأبيض، حيث قالت وزارة التجارة الأمريكية، ، إن الناتج المحلي الإجمالي زاد 2.9 % العام الماضي، مؤكدة تقديرات نُشرت في مارس، فيما أظهرت المراجعة السنوية التي أجرتها الوزارة لبيانات الناتج المحلي الإجمالي أن الاقتصاد نما 2.5 % في الاثني عشر شهرا حتى الربع الأخير من 2018، انخفاضا من الرقم المُعلن في السابق البالغ 3% .

 

والنمو فى الاقتصاد الأمريكي، يعد هدفا للرئيس دونالد ترامب الذى سلط الضوء على رقم النمو على أساس سنوي كبرهان على أن التخفيضات الضريبية والإنفاق الحكومي الكثيف، اللذين ساهما في تضخم عجز الميزانية الاتحادية، وضعا الاقتصاد على مسار مستدام لنمو قوي، فيما يقول البيت الأبيض والجمهوريون إن التخفيضات الضريبية الكبيرة، التي تضمنت خفض ضريبة الشركات إلى 21 % من 35 %، ستفوق مزاياها تكلفتها من خلال نمو اقتصادي قوي، ولكن الديمقراطيون يهاجمون التخفيضات الضريبية باعتبارها تفيد الأغنياء الأميركيين على حساب الطبقة المتوسطة.

 

فى سياق متصل،  استقر الدولار قرب أعلى مستوى له في شهرين، وسط توقعات بأن يتجه إلى مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي، وحقق الدولار هذا الصعود في الوقت الذي تترقب فيه السوق بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأمريكية للربع الثاني، فيما تلقت مكاسب الدولار،  الدعم من اتساع فروق العائد بين الديون الأميركية والألمانية، وشعر المستثمرون بخيبة الأمل بفعل عدم إقدام البنك المركزي الأوروبي على تحرك بشأن السياسات في اجتماعه.

 

وارتفع مؤشر الدولار، الذي يتتبع أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات المنافسة، 0.1 % إلى 97.88، دون أعلى مستوى في شهرين بقليل البالغ 97.92 وتم تسجيله في الجلسة السابقة، كما ارتفعت أسعار الذهب، مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، مما دفع المستثمرين لشراء المعدن الذي يعد ملاذاً آمناً، لكن المكاسب جاءت محدودة بفعل ارتفاع الدولار وتقدم محتمل في المفاوضات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، وقد ارتفع الذهب في التعاملات الفورية 0.3% إلى 1420.70دولار للأوقية (الأونصة)، بعدما سجل أقل مستوى له منذ 17 يوليو عند 1413.80 دولار في الجلسة السابقة، واستقر سعر الذهب في التعاملات الآجلة في الولايات المتحدة عند 1420.80 دولار للأوقية، فيما زادت أسعار الفضة في المعاملات الفورية 0.5% إلى 16.48 دولار للأوقية، وكسب البلاتين 0.6% ليصل إلى 859 دولارا للأوقية، بينما نزل البلاديوم 0.3% إلى 1523 دولاراً.

 

وفي تفسير لما حدث للدولار والأسعار، ترى محللة السوق في "سي.إم.سي ماركتس"، مارجغريت يانغ يان، أن التوترات تعود لسببين رئيسين وهما التوترات الجيوسياسية في إيران، والريبة إزاء مفاوضات التجارة "الأمريكية الصينية" المتوقع أن تبدأ يوم الاثنين المقبل نظرا لأن الكثير من الأمور لم تُحل بين البلدين، مضيفة أنه على الجانب الآخر، يصعد مؤشر الدولار مما يؤثر سلباً على أسعار الذهب، وقد عزز مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلة عملات منافسة، مكاسبه ليصل إلى أعلى مستوياته في 5 أسابيع، مما يزيد من تكلفة الذهب على حائزي العملات الأخرى.

 

من جهة أخرى، ارتفع النفط إلى حوالي 64 دولارا للبرميل، حيث ارتفع خام برنت 57 سنتا بما يقرب من 1 %  ليتحدد سعر التسوية عند 63.35 دولار للبرميل، فيما أغلق  الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط مرتفعا 55 سنتا أو حوالي 1%  إلى 56.43 دولار،  حيث قفز أواخر الجلسة بعد أن قال قائد القيادة المركزية الأمريكية .

 

فى سياق متصل، خفض صندوق النقد الدولي، توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي في العام الجاري 2019، مقارنة بتوقعات سابقة قبل 3 أشهر، حيث وصف صندوق النقد في توقعاته وضع الاقتصاد بأنه "معتدل" و"متباطئ" في ظل الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة ومسار "بريكست" الصعب في أوروبا، وتوقع الصندوق نموا بنسبة 3.2 % لهذه السنة و3.5 % في 2020، بتراجع 0.1 نقطة مئوية عن توقعاته السابقة الصادرة في أبريل، وقد رفع الصندوق توقعاته للنمو في الدول المتقدمة للعام 2019 بزيادة 0.1 نقطة مئوية، فيما خفض توقعاته للصين في 2019 بـ0.1 نقطة.

 

على صعيد آخر، اشتعلت أزمة كبرى بين كل من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية عقب تهديد الأخيرة بفرض رسوم جديدة على السيارات الأوروبية، وقد هددت أوروبا بفرض رسوم بالمليارات على سلع أمريكية عديدة، بعدما أعلنت مفوضة التجارة في الاتحاد الأوروبي سيسيليا مالمستروم، استعداد التكتل لزيادة الرسوم الجمركية على سلع أمريكية بقيمة 35 مليار يورو، في حال فرضت واشنطن رسوما على السيارات الأوروبية، وقد جاء تحذير المفوضة الأوروبية بعد أن أعلنت أن المساعي التي تبذلها أوروبا والولايات المتحدة لمحاولة التوصل لاتفاق تجاري، تراوح مكانها.

 

وحذرت مفوضة التجارة في الاتحاد الأوروبي سيسيليا مالمستروم، الولايات المتحدة الأمريكية قائلة: "لن نقبل بأي تجارة موجهة، أو حصص أو فرض قيود طوعية على التصدير، وإذا فرضت رسوم جمركية سنعد قائمة لإعادة التوازن"، مضيفة، القائمة جاهزة مبدئيا وحجمها 35 مليار يورو ط39 مليار دولار"، آمل ألا نضطر لاستخدامها"، ويأتي ذلك فى وقت يبحث فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم عقابية على استيراد السيارات بذريعة حماية الأمن القومي، في تبرير اعتبرت مالمستروم أن لا أساس له، فيما أوضحت المفوضة "نحن نرحب بقرار الولايات المتحدة عدم فرض رسوم حتى الآن على السيارات وقطع الغيار. إن مجرد اعتبار أن السيارات الأوروبية قد تشكل تهديدا للأمن القومي الأميركي هو بالطبع طرح سخيف"، وقد جاءت تصريحات مالمستروم بعد مرور عام تقريبا على توصل رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر والرئيس الأميركي لهدنة تجارية في البيت الأبيض، وجاء ذلك بعد جولة رسوم انتقامية متبادلة بين الطرفين كان الرئيس الأمريكية قد أطلق شرارتها إثر فرضه رسوما على الواردات الأميركية من الصلب والألمنيوم الأوروبيين

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق