مهن نسائية هربت منها المرأة.. الرجال يحتلون عالم الموضة النسائية

الأحد، 28 يوليو 2019 06:00 ص
مهن نسائية هربت منها المرأة.. الرجال يحتلون عالم الموضة النسائية
السعيد حامد

ظلت المرأة على مدى تاريخها هى محور الإبداع الفكرى لدى الرجل ومحط اهتمامه الإنسانى فى مختلف مراحل حياتها ومصدر إلهام للكثير من الشعراء، ولعبت أدوارا تايخية فى تشكيل حركة النهضة الإنسانية وتطور المجتمع منذ آدم عليه السلام، وبوصفها الشريكة للرجل فى حياته، وامتهنت العديد من المهن منذ عصور فائتة، بل وتفوقت عليه فى الكثير من الأحيان، فكانت المحاربة، والقائدة، والحاكمة، والمخترعة، والطاهية، وسيدة المنزل.

وظلت المرأة بعيدة عن بعض المهن التى برع فيها الرجل، كمهن تصميم الأزياء وتصفيف شعر السيدات، بالرغم من أنها مهن تتناول خصوصياتها والتى من المفترض أن تكون هى الأولى فى التربع على تلك المهن، والتى ترتكن إلى ما تملكه من أحاسيس مرهفة ومن أنوثة مفرطة فى قدرتها على إظهار ابداعاتها، إلا أنه ومع تطور الحياة سقطت تلك المهن من ضمن اهتماماتها، ليتربع الرجال ويبدعوا فى تلك المهن فى إظهار المرأة فى أحسن وأجمل صورها سواء فى مهنة مصصفى شعر السيدات والمسجلة حصريا باسمهم برغم الفتاوى الشاذة ضدهم، أو فى مجال تصميم الأزياء النسائية، والتى أصبحت حكرا عليهم برغم محاولات بعض النساء الدءوبة لخرق هذا الحظر غير المعلن إلا قليلا.

لفترات طوال، بقي عالم تصميم الأزياء النسائية حكرا على الرجال، رغم محاولات بعضهن الدءوبة لخرق هذا الحظر غير المعلن، وربما كانت المصممة الفرنسية «كوكو شانيل»، إحدى السيدات القلائل اللائى أحدثن ثورة فى مجال الأزياء النسائية، بعد نجاحها فى منافسة الرجال، إذ عملت «شانيل» على تحرير المرأة ممن اعتبرته قيودا للمصممين الرجال، ورغم أن التمثيل النسائى فى عالم الموضة يتحسن، لكنه لا يزال ضعيفا بالمقارنة مع أعداد المصممين من الرجال الذين يتدفقون على عالم تصميم الأزياء، ولعل هذا ما دفع بعض السيدات للتساؤل: أين هى المرأة من صناعة الأزياء التى ترغب فى ارتدائها؟ ولماذا لا تؤخذ النساء على محمل الجد فى عالم الموضة؟
 
ويعد الإنجليزى تشارلز فردريك وورث (1826 - 1895)، الأب الروحى لعالم تصميم الأزياء، إذ لم تقتصر تصاميمه على خياطة الفساتين وحسب، بل أسس «بيت وورث» للأزياء، وكان واحدا من أهم دور الأزياء من القرن 19 وأوائل القرن الـ 20، وينسب له بعض المؤرخين الفضل فى ثورة الأعمال التجارية للأزياء.
 
ويقول متابعون، إن التمثيل النسائى فى عالم الموضة الآن، يمكن أن يكون أفضل كثيرا من الوقت السابق، لكنه على أى حال لا يزال «مؤسفا»، مشيرين إلى أنه لتغيير هذا الوضع القائم، يجب أن يتم كسر الصورة النمطية عن النساء فى عالم الأزياء قبل أى شىء، معتبرين أن مصممى الأزياء الإناث يبحثن أكثر عن الخيال، بينما الرجل يتسابق فى مجال عمل ووظيفة ليس أكثر.
 
فى المقابل، فإن الفرنسية «كوكو شانيل»، من مواليد 19 أغسطس 1883، تعد رائدة مصممات الأزياء فى عالم الموضة على الإطلاق، بعدما قلبت مفاهيم هذه الصناعة فى بداية القرن العشرين، فحررت النساء من مشدات الخصر والملابس الثقيلة، وأدخلت أقمشة متنوعة لم تكن تستخدم سابقا فى حياكة الملابس النسائية، وهى من ابتكرت الفستان الأسود القصير لتجعله قطعة أساسية فى خزانة النساء كما قامت بابتكار حقائب الكتف.
 
وبحسب المتابعين، فإن أحد أبرز الأسباب التى تعيق دخول المرأة بكثافة فى عالم الموضة، هو أن الرجل حين يدخل عالم الموضة يكون منشغلا جدا بعمله ويشق طريقه «ويضع عينيه فى وسط رأسه» كما يقول التعبير الشعبى، ويفكر دائما فى حل المشاكل بينما تنشغل النساء بالنميمة والصراعات والغيرة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق