يوسف أيوب يكتب: المؤتمر الوطنى للشباب.. منصة حركت المياه الراكدة وكسرت حواجز الخوف

السبت، 27 يوليو 2019 04:03 م
يوسف أيوب يكتب: المؤتمر الوطنى للشباب.. منصة حركت المياه الراكدة وكسرت حواجز الخوف
مؤتمر الشباب

- المؤتمر الوطنى للشباب تحول إلى أداة تسويق للدولة محليا وخارجيا ومنصة قومية للاتصال السياسى

- يوما الثلاثاء والأربعاء المقبلان ستشهد العاصمة الإدارية الجديدة النسخة السابعة

فى أكتوبر 2015، كان هناك تكليف من الرئيس عبد الفتاح السيسى، لأعضاء مكتبه باقتحام ملف الشباب، وهنا ثار السؤال المهم، من هم الشباب المعنيون بهذا الأمر، خاصة أن مصر بها 60 مليون شاب، هل هم شباب السياسة أم الرياضة أم رواد مواقع التواصل الاجتماعى، أم هناك فصيل آخر من الشباب بعيدون عن كل هؤلاء؟

بطبيعة الحال كان السؤال صعبًا، والإجابة عنه هى الأصعب، لأنه لا يوجد معيار واحد، يمكن وضع الشباب ككتلة واحدة تحته، لذلك لم يكن من حل سوى اللجوء إلى الأسلوب العلمى، للتعرف على أهداف ومشاكل وتطلعات الشباب، ليس فقط فى العاصمة، وإنما فى كل أنحاء الجمهورية، وكان مركز البحوث الجنائية والاجتماعية هو الهدف، لوضع خريطة الشباب وفقًا لأوزان احتياجاتهم، يمكن من خلالها التعرف بدقة على ما يفكر فيه الشباب.
 
قام المركز بمجهود ضخم فى هذا الاتجاه، وجاءت الخريطة بمفاجآت كثيرة، أهمها أن الشباب فى مجمله لايميل للاحتياجات السياسية، بل إن الوضع الاقتصادى وملف البطالة، هما الهاجس الأكبر لديهم، ومن هنا وضع القائمون على فكرة اقتحام ملف الشباب، يدهم على الخيط الأول الذى سيبدأون من خلاله حياكة الثوب، ولم يكتفوا بذلك، بل عملوا على مدار بضعة أشهر للقاء ممثلى الشباب من كل القطاعات والفئات السياسية والاجتماعية والرياضية والثقافية، من خلال اجتماعات ولقاءات مطولة، تم عقدها فى القاهرة وفى المحافظات، ومن خلال خريطة الأوزان، وهذه اللقاءات والاجتماعات، تم التوصل إلى تصور شبه نهائى لفكرة عقد المؤتمر الوطنى الأول للشباب، لكن بقيت معضلة، وهى تمثيل الشباب فى هذا المؤتمر، أو بمعنى أدق، هل سيتم السماح للشباب المعارض بأن يشارك؟، وكان القرار منذ البداية، أن المؤتمر سيكون منصة يتحدث من خلالها الجميع، لا فارق بين مؤيد ومعارض، الكل سيشارك ويتحدث بحرية تامة، ومن هنا رأينا هذا المشهد الحضارى الذى طالما افتقدناه، حوارات مباشرة وعلى الهواء بين الشباب وقيادات الدولة فى حضور رئيس الجمهورية، الذى يشجع الشباب على إبداء آرائهم والاستماع إليها وتدوين الملاحظات.
 
مؤتمر شرم الشيخ نقطة التحول فى علاقة الدولة بالشباب
 
فى أكتوبر 2016، شهدت مدينة شرم الشيخ، المؤتمر الوطنى الأول للشباب، بحضور أكثر من 3 آلاف شاب، يمثلون كل أطياف الشباب، وكان هذا المؤتمر نقطة تحول مهمة فى علاقة الدولة بالشباب، فالحاجز تم كسره، وأصبح الشباب جزءًا من المنظومة التى تسعى الدولة لتشكيلها.
 
ليس غريبًا على أحد أنه خلال الفترة التحضيرية للمؤتمر، كان القائمون على التحضير يراودهم حلم النجاح، وفى نفس الوقت لديهم خوف من الفشل، وهو خوف مشروع، وتزامن ذلك مع حملات بدأت تستهدف الفكرة، وكذلك محاولات لوأدها فى مهدها، وبعد انتهاء الجلسة الختامية  لمؤتمر شرم الشيخ، كان المشهد فى غاية الروعة.. من أخذوا على أنفسهم عهد العمل، وقفوا والدموع تسيل من عيونهم، وهم يرون المولود الجديد وهو بين أحضان الجميع.. الكل سعيد بما حدث وتحقق، واستطاع المؤتمر أن يحقق ما فشلت فيه الدولة، ليس فى مصر فقط، وإنما فى الكثير من دول العالم، وهو كسر حائط الصمت والشك الذى كان يفصل بين الدولة والشباب.. ففى ثلاثة أيام استطاع المؤتمر أن يحقق المستحيل.
 
من التوصيات التى تم تحقيقها: إنشاء الأكاديمية الوطنية للتأهيل وتدريب الشباب، والتى بدأت فى استقبال الشباب الأفارقة، وتشكيل لجنة لبحث موقف الشباب المحبوسين، وغيرها من التوصيات التى لاقت ردود أفعال مرحبة وسعيدة بما يحدث على أرض مصر، وتوالت بعد ذلك نسخ المؤتمر فى الإسكندرية والإسماعيلية وأسوان والقاهرة، وهذا الأسبوع فى العاصمة الإدارية الجديدة، التى ستشهد النسخة السابعة من المؤتمر.

المؤتمر الوطنى للشباب.. حالة فريدة لم تشهدها مصر من قبل
 
الشاهد أننا أمام حالة فريدة لم تشهدها مصر من قبل، حالة تعبر عن المواجهة والشفافية بين الشباب والدولة، ومشاركة مجموعة كبيرة من الشباب من مختلف الفئات والتخصصات والمحافظات، ومنذ اللحظة الأولى أرسى الرئيس عبد الفتاح السيسى، قواعد جديدة فى تعامل الدولة مع الشباب، وكسر الحاجز بينهم من خلال مؤتمر الشباب، حيث حرص الرئيس على الحضور والمشاركة فى جميع جلسات مؤتمرات الشباب، بداية من النسخة الأولى فى شرم الشيخ، كما حرص على الاستماع إلى أفكار الشباب وتسجيلها بنفسه، فتحول الشباب من مستمع للحكومة إلى متحدثين يطرحون أفكارهم ورؤاهم فى مختلف القضايا والملفات بحرية وشفافية، كما أن المؤتمر مثل أيضًا فرصة فى خلق حالة من الحوار المجتمعى بين فئات مختلف الشباب، خاصة أنه لم يقتصر فقط على القضايا السياسية أو الاقتصادية، وإنما شمل أيضًا نواحى اجتماعية وإنسانية أخرى، فكان المؤتمر ملتقى للحوار ومسرحًا للفنون والمواهب ومنصة لتتويج الشباب المتميزين والمبدعين والأبطال فى كل المجالات وقطاعات الدولة، ونجحت المؤتمرات فى ضخ طاقة إيجابية، وبث جرعة أمل جديدة ومتجددة بين المصريين، كما أن فكرة انعقاد المؤتمر بشكل دورى فى مختلف الأقاليم والمحافظات، كان له بالغ الأثر لدى جميع الشباب، ورسالة واضحة من الدولة بنظرتها المتساوية لجميع أبنائها دون تفضيل أو تمييز.
 
ولعل أصداء نجاح المؤتمر لم تقتصر على الجانب المحلى فقط، فقد أبدى عدد من رؤساء الدول إعجابهم بفكرة المؤتمر، وحرصوا على التعرف على التجربة المصرية فيما يتعلق بالمؤتمر الوطنى للشباب، وتطبيقها فى بلدانهم، ويضاف إلى ذلك أن مؤتمرات الشباب لعبت دورًا مهمًا كوسيلة من وسائل التواصل السياسى بين الرئيس والشباب ومختلف الأحزاب السياسية، وأصبح المؤتمر بمثابة متنفس سياسى للدولة المصرية، من خلاله يتم خلق قناة اتصال مباشرة بين الرئيس والحكومة وكل المشاركين فى فعاليات المؤتمر من برلمان وأحزاب سياسية وقطاع خاص ومجتمع مدنى وخبراء وشباب، وأصبح نافذة جديدة للتواصل بين  أركان الدولة، ما ساهم فى تنشيط الحراك المجتمعى والسياسى، خاصة فى ظل تراجع الدور الحزبى فى مصر.
 
دور بديل للأحزاب الغائبة
 
وهنا يجب القول إن المؤتمر الوطنى للشباب، قام فعليًا بهذا الدور، الدور الغائب للأحزاب، فهو بمثابة البديل لعدم وجود تنظيم سياسى تابع لرئيس الجمهورية، الذى تبنى توجه وفلسفة واضحة فى هذا الشأن، فحينما سأله أحد الزملاء الصحفيين فى أبريل 2016 عن سبب عدم وجود حزب سياسى تابع له بالرغم من أن الضرورة السياسية تستدعى وجود مثل هذا الكيان، كان رد الرئيس السيسى، أنه لا يرحب بفكرة وجود كيان أو حزب تابع لشخص بعينه، والأفضل أن يكون كيانًا تابعًا لجمهورية مصر العربية بأكملها، دون تسمية هذا الكيات باسم شخص معين.

أداة تسويق للدولة محليًا وخارجيًا ومنصة قومية للاتصال السياسى
 
فى المجمل يمكن القول إن المؤتمر الوطنى للشباب، تحول إلى أداة تسويق للدولة محليًا وخارجيًا، ومنصة قومية للاتصال السياسى، وأداة تواصل فعالة بين السلطة التنفيذية، وعلى رأسها رئيس الجمهورية، وبين الشعب من خلال ممثلى كل فئاته وأطيافه المشاركين فى المؤتمر، مما أتاح إمكانية مناقشة كل الموضوعات التى تشغل الرأى العام، وطرح تساؤلات وتوضيح المعلومات والحقائق بكل شفافية، ولم يقتصر دور المؤتمر كأداة تواصل بين الرئيس والمشاركين فقط، بل شمل أيضًا خلق تواصل حقيقى بين الشباب وأجهزة الدولة كافة.
 
قبل الحديث عن التوصيات التى خرجت عن مؤتمرات الشباب، وتم تطبيقها فعليًا، هناك سؤال مازال يتردد، وهو كم تنفق الدولة على هذه المؤتمرات، وهل من الأفضل توفير هذه الأموال لمشروعات تنموية؟، وغيرها من الأسئلة المرتبطة بميزانية هذه المؤتمرات.
 
موازنة الدولة لم تتكلف جنيهًا واحدًا 
 
السؤال مهم، والبحث عن إجابة له ليست بالمهمة الشاقة، لأنه من واقع أوراق مؤتمرات الشباب، سنكتشف أنه منذ المؤتمر الأول فى شرم الشيخ، لم تكلف موازنة الدولة أو أى جهة رسمية جنيهًا واحدًا، بل على العكس يحدث فى بعض المؤتمرات، أن انتهت بفائض فى الميزانية، يتم ضخه فى موازنة الدولة، ويستخدم فى الأنفاق على المشروعات التى تخرج بها توصيات المؤتمر، إذن من أين يتم تمويل هذه المؤاتمرات؟
 
التمويل يأتى من خلال المؤسسات الخاصة، فمن المعروف للجميع أن كل مؤسسة خاصة لديها بند للإنفاق اسمه «المسئولية المجتمعية»، وخلال الفترة الماضية، كان يتم استخدام هذا البند فى غير المخصص له من خلال دورات وأمور أخرى لا تحقق المطلوب منها، لذلك تحمست هذه المؤسسات لفكرة مؤتمرات الشباب، وقررت أن تضخ جزءًا من هذا البند لتمويل مؤتمرات الشباب، خاصة أنها تحقق الهدف الأساسى، الذى تسعى له هذه المؤسسات بشكل مؤسسى، ولا يؤدى إلى إهدار هذه الأموال أو انفاقها فى غير المخصص لها.
 
وهناك بند آخر، فالمؤتمر فتح أبوابه للشركات الخاصة، لكى تكون راعية للمؤتمر، وفق قواعد محددة، تتم مراقبتها من جانب لجنة تراجع طلبات الرعاية، ويُضاف إلى ذلك التمويل غير الضريبى لرجال الأعمال، لكن من خلال إطار منضبط، ومؤخرًا بدأت بعض الجهات الدولية المانحة تخاطب القائمين على المؤتمر للمشاركة فى تمويله، مثل البنك الدولى واليونسكو، وسيكون ذلك وفق شرط مصرى واضح، أن تكون المشاركة فى التمويل دون قيد أو شرط، وهو ما تقبلته هذه المؤسسات.
 
هنا نتحدث عن التمويل المالى، لكن لا يجب أن نغفل أمرًا آخر لا يقل أهمية عن التمويل المالى، وهو ما تحققه مؤتمرات الشباب من الترويج لمصر داخليًا وخارجيًا، ويكفى هنا الإشارة إلى الفتاة الأمريكية «زوريل أدويل»، 16 عاما، صاحبة الشهرة العالمية، كونها أصغر صانعة أفلام فى العالم، فهذه الفتاة تمت استضافتها كضيفة منتدى شباب العالم، وخلال تواجدها فى مصر، التقت بالرئيس عبد الفتاح السيسى، وصورت فيديو للقاء، وصلت نسبة مشاهدته لأكثر من 198 مليون مشاهد، كما أن هذه الفتاة صورت فيديو عن شرم الشيخ والمناطق السياحية فى جنوب سيناء، شاهده أكثر من 160 مليون شخص، وهو ترويج لمصر، يمكن أن نعتبره دون مقابل، رغم أنه فى الوضع الطبيعى حال التعاقد مع شركات ترويج أجنبية، كان سيكلف خزانة الدولة ملايين الدولارات، لكن تم توفير هذه الأموال والفضل يرجع لمؤتمرات الشباب.
 
المؤتمر الوطنى للشباب تحول إلى مؤسسة وطنية لها منتجاتها
 
بالعودة إلى التوصيات التى خرجت عن مؤتمرات الشباب، وتم تنفيذها فى حينها أو وفق خطة زمنية تتوافق مع متطلبات هذه التوصية، سنجد أنها كثيرة، والشاهد فيها أنها تؤكد الفلسفة الجديدة لمؤتمرات الشباب، أنها ليست فقط حدث سياسى نهتم به فى حينه، وإنما أصبحنا أمام مؤسسة وطنية لها منتجاتها ومخرجاتها التى تثرى الحياة المصرية.
 
ومن خلال استقراء التوصيات الكثيرة التى صدرت عن مؤتمرات شرم الشيخ وأسوان والإسكندرية والإسماعيلية والقاهرة، أستطيع أن أوجز بعضا مما تم تنفيذه وهو كثير، ومنها:
 
- تشكيل لجنة وطنية من الشباب، تخضع للإشراف المباشر من قبل رئاسة الجمهورية، تقوم على إجراء فحص شامل، ومراجعة لموقف الشباب المحبوسين على ذمة قضايا، ولم تصدر بحقهم أى أحكام، بالتنسيق مع الأجهزة المعنية فى الدولة.
 
- إنشاء الإكاديمية الوطنية للتأهيل وتدريب الشباب، والتى جاءت ثمرة لتوصية تشكيل مركز وطنى لتدريب وتأهيل الكوادر الشبابية، من الناحية السياسية، والاقتصادية، والأمنية، والاجتماعية، من خلال نظم ومناهج ثابتة ومستقرة، لضخ الكوادر الشابة فى المجتمع. 
 
 - تعديل قانون التظاهر وفق المقترحات التى تقدم بها الشباب خلال المؤتمر الوطنى الأول للشباب فى شرم الشيخ.
 
- عقد حوار مجتمعى شامل لإصلاح وتطهير منظومة التعليم، بحضور جميع الخبراء والمتخصصين، مع وضع ورقة عمل لتصحيح مسار التعليم.
 
- الانتهاء من التشريعات المنظمة للإعلام، وتشكيل الهيئات والمجالس المنظمة لعمل الصحافة والإعلام، وفق توصية مؤتمر شرم الشيخ أكتوبر 2016.
 
- استمــرار العمـــل فــى توسيـــع نطــاق إجـراءات الحمايــة الاجتماعيـة مــن خلال تطوير برنامج «تكافل وكرامة»، ليتضمن برامج تشغيل لأبناء الأسر التى يشملها البرنامج من خلال إطلاق مشروعات كثيفة العمالة.
 
- تحويل أسوان إلى عاصمة للاقتصاد والثقافة الأفريقية والاحتفال بمرور 200 عام على اكتشاف معبد أبو سمبل للترويج السياحى لمصر، وإقامة احتفالية كبرى لهذه الذكرى. 
 
- مراجعة موقف من لم يتم تعويضه فى الفترات السابقة لإنشاء السد العالى وما تلاها من خلال لجنة وطنية تشكل من الجهات المعنية على أن تنهى اللجنة أعمالها خلال ستة أشهر على الأكثر.
 
- إعلان عام 2018 عامًا لذوى الإعاقة.
 
- عقد منتدى شباب العالم فى دورتين، تنفيذًا لدعوة الشباب فى مؤتمر الإسماعيلية.
 
- تكليف الحكومة مستعينة بنخبة من الشباب بوضع آلية لمتابعة تنفيذ استراتيجية 2030، وتقييمها بشكل دورى فى ضوء المعطيات والمتغيرات المحلية والعالمية، والتأكيد على ربط برامج الحكومات المتعاقبة مع الاستراتيجية.
 
- تكثيف جهود الحكومة والدولة فى إحداث التطوير اللازم لمحافظة الإسكندرية من خلال زيادة الحيز العمرانى للمدينة بمساحة 18 ألف فـدان، واتخاذ كل الإجراءات التنفيذية لتطوير المحاور المرورية بدءًا من ترام الإسكندرية- قطار أبو قير- محور المحمودية، واستكمال كل الدراسات الخاصة بها بحد أقصى نهاية عام 2017، واستكمال تطوير المناطق العشوائية (بشاير الخير) بإجمالى7500 وحدة، والانتهاء منها فى منتصف عام 2018.
 
- البدء الفورى فى استكمال الدراسات التنفيذية لمشروع تنمية غرب مصر، تمهيدًا لوضع المشروع حيز التنفيذ، متضمنًا المناطق اللوجستية والاستثمارية والتجمعات العمرانية.
 
- قيام الحكومة بالبدء بشكل عاجل فى إعداد تخطيط متكامل لإنشاء كيان ثقافى شامل بالعاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العلمين الجديدة يشمل (الأوبرا، المكتبة، المسرح، مراكز التراث، المتحف، ورش الإبداع)، هذا بالإضافة إلى الإعداد والتخطيط لإنشاء كيان ثقافى ومعرفى مصغر مماثل فى المدن الجديدة الجارى إنشاؤها فى محافظات صعيد مصر، على أن يتم الانتهاء من هذا التخطيط خلال شهر على الأكثر من تاريخه تمهيدًا للبدء فى التنفيـذ. 
 
كل هذه التوصيات التى جرى تنفيذها وغيرها الكثير، يؤكد أننا لسنا أمام حدث ينتهى بمجرد إسدال الستار على الحفل الختامى لكل مؤتمر وإعلان التوصيات، وتكريم المبدعين، لكنها مؤسسة وطنية تعمل على مدار اليوم لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه، بيد وسواعد شباب مصر.. هذه المؤسسة لها مخرجاتها ومنتجاتها التى تثرى الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفنية والثقافية المصرية، وتُساعد كل يوم فى ضخ دماء جديدة فى شريان الحياة المصرية.
 
النسخة السابعة بالعاصمة الإدارية الجديدة ستناقش القضايا الوطنية بصيغة أكثر نضجًا 
 
يوما الثلاثاء والأربعاء المقبلان، ستشهد العاصمة الإدارية الجديدة النسخة السابعة للمؤتمر الوطنى للشباب، وهو اختيار موفق لأنه سيتيح لشباب مصر من كل المحافظات، أن يروا العاصمة الجديدة على أرض الواقع، بعيدًا عن أى صورة أخرى تكون قد ألصقت بأذهانهم.
 
وميزة مؤتمر العاصمة الإدارية الجديدة، والذى سيشهد حضور 1500 مدعو، يمثلون كل فئات الشباب المصرى «شباب الجامعات والأحزاب والبرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة، وشباب من المبدعين والمبتكرين، وشباب يتم اختيارهم من خلال التسجيل عبر الموقع الإلكترونى»، وعدد من الشخصيات العامة والإعلاميين ورجال الأعمال وسفراء دول الإتحاد الأفريقى فى حضور رجال الدولة المصرية، أن أجندته هذه المرة متنوعة وستناقش القضايا الوطنية بصيغة أكثر نضجًا عن سابقتها فى المؤتمرات لتشمل محاور النقاش، إجراءات الإصلاح الاقتصادى، وموازنة الدولة المصرية للعام 2019-2020، والإصلاحات الإدارية الهادفة إلى تحسين مؤشرات الاقتصاد الكلية «التحول الرقمى والتسويق الحكومى»، والمشروعات القومية، وانعكاس ذلك على الاقتصاد المصرى وحياة المواطن بصفة عامة، والإجراءات الحمائية التى تتبعها الدولة مع المواطن المصرى الأكثر احتياجًا من خلال مبادرة «حياة كريمة»، والموقف المصرى من القضايا الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الوضع الداخلى.
 
كل هذه الموضوعات يتم طرحها ومناقشتها خلال جلسة نموذج محاكاة الدولة المصرية، والتى يحاكى فيها الشباب المصرى دور السلطة التنفيذية والتشريعية، وفى وجود تمثيل للشارع والأحزاب المصرية، كما يعقد خلال المؤتمر حفل تخريج الدفعة الأولى من خريجى البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب الأفريقى، والذى يعد أحد توصيات منتدى شباب العالم 2019، والذى جاء استكمالًا لنجاح التجربة المصرية الرائدة فى تأهيل وتمكين الشباب المصرى، ليشمل شباب القارة الأفريقية، لتضمهم فى أول برنامج رئاسى لتأهيل وتدريب الشباب الأفريقى فى مصر، من خلال الأكاديمية الوطنية للتأهيل وتدريب الشباب، ويمثل الدارسون فى الدفعة الأولى من البرنامج الرئاسى لتأهيل وتدريب الشباب الأفريقى29 دولة أفريقية، كما سيحضر حفل التخرج سفراء دول الاتحاد الأفريقى.
 
انعقاد المؤتمر الأول لمبادرة «حياة كريمة»
 
وللمرة الأولى سيشهد المؤتمر انعقاد المؤتمر الأول لمبادرة «حياة كريمة»، والذى يستهدف عرض خطط وجهود الدولة المصرية، لتوفير سبل الحياة الكريمة لكل مواطن مصرى، بالإضافة إلى شرح أبعاد المبادرة وإتاحة الفرصة للشباب لعرض أفكارهم ورؤاهم الخاصة بالمشاركة فى تنفيذ المبادرة، بحضور عدد من المؤسسات الكبرى والمنظمات الدولية، بالإضافة إلى رجال الأعمال ومنظمات المجتمع المدنى للمشاركة فى الحملة، كما سيتم خلال المؤتمر الإعلان عن سفراء لمبادرة «حياة كريمة»، من الشخصيات العامة والفنانين كسفراء للمواطن المصرى.
 
كما سيوجه المواطن المصرى، أسئلته إلى رئيس الجمهورية بكل شفافية من خلال «اسأل الرئيس»، وهى الفقرة التى حققت على مدار العامين الماضيين إثراءً للوعى الجمعى لدى المصريين، واستقاء المعلومات من رأس الدولة المصرية بشكل مباشر، وبدأت جلسة «اسأل الرئيس» فى المؤتمر الوطنى الثالث الذى انعقد فى الإسماعيلية فى أبريل 2017، ومنذ ذلك الحين تكررت هذه الجلسة فى مختلف المؤتمرات الوطنية للشباب، نظرًا لحيويتها وأهمية تواصل الرئيس مع المصريين، والرد على تساؤلاتهم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق