قصة صعود شقيق أردوغان.. من خراط بسفينة إسرائيلية إلى إمبراطور للكرة

الأحد، 28 يوليو 2019 02:00 ص
قصة صعود شقيق أردوغان.. من خراط بسفينة إسرائيلية إلى إمبراطور للكرة

حالة من التعتيم والسرية يحيطها بها مصطفي شقيق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نفسه، والذي تحول فجأة إلى أحد أباطرة أندية كرة القدم التركية، بعد أن كان طفلًا يلعب كرة القدم في شوارع حي قاسم باشا في إسطنبول، لتمتلئ خزائنه في البنوك التركية بملايين الدولارات بشكل يثير الشك والريبة فيه.

ولد مصطفى، في عام 1985، وحصل على شهادة الثانوية، ثم لم يكمل تعليمه بسبب أوضاع عائلته الاقتصادية؛ فعمل فني «خراطة» لفترة طويلة، بعدها ومع صعود شقيقه أردوغان إلى رئاسة بلدية إسطنبول انتقل للعمل على متن السفن التابعة لشركة رجل الأعمال الإسرائيلي «سامي أوفير»، في مجال اللحام والإصلاح والخراطة.

اعتبارًا من 1994 اختفى مصطفى إردوغان تمامًا عن الأضواء، فيما نشر موقع "Odatv" تقريرًا عنه في أغسطس 2013، ذكر فيه أنه أسس شركة "Time" للإلكترونيات، والتي أصبحت الوكيل الحصري داخل تركيا لمنتجات شركة "Q&Q" اليابانية الشهيرة.

Odatv  كشف عن أن مصطفى أردوغان تحول فجأة إلى أحد أباطرة أندية كرة القدم التركية، بعد أن كان طفلًا يلعب كرة القدم في شوارع حي قاسم باشا في إسطنبول، مشيرًا إلى أنه بفضل حكومة حزب العدالة والتنمية التي يتزعمها شقيقه رجب أردوغان، تمكن من شغل منصب نائب رئيس "بلدية سبور" التابعة لبلدية إسطنبول الكبرى.

أصبح مصطفي أردوغان متحكمًا في كرة القدم في تركيا من خلف الستار، وكان أبرز الوقائع التي تورط فيها هي إجبار اتحاد كرة القدم التركي على تعيين "عبد الله أفجي" مدربًا فنيًا لمنتخب بلاده أقل من 17 عامًا، بالرغم من عدم وجود خبرات له على المستوى الدولي، لافتًا إلى أنه ذهب ضمن وفد اتحاد كرة القدم لمشاهدة مباراة الفريق في مباراته في دولة بيرو.

كما ظهر مرة أخرى، في المقصورة الرئيسية التي ضمت وفد اتحاد كرة القدم التركي، خلال مباراة المنتخب الأول لكرة القدم أمام نظيره الروسي، التي جمعتهما على ملعب "فيتش" الأولمبي في مدينة سوتشي الروسية، بالرغم من عدم شغله أي منصب رسمي في الاتحاد.

متورط في فضيحة الفساد

لم يثير مصطفى إردوغان الجدل بالصعود السريع وغير المبرر سواء في عالم الرياضة بمساعدة حكومة حزب العدالة والتنمية، أو من تحوله من فني "خراطة " إلى صاحب شركة كبيرة في قلب إسطنبول، صاحبة التوكيل الحصري لأكبر ماركات الساعات اليابانية وأشهرها عالميًا؛ فقد كان قليل الظهور في وسائل الإعلام، ويفرض على نفسه عزلة ربما بأوامر من شقيقه الذي يخشى من كشف اللثام عن بيزنس العائلة.

اتجهت الأنظار نحو مصطفى إردوغان في أعقاب كشف فضائح الفساد والرشوة، في 17- 25 ديسمبر 2013، حيث ذكر اسمه ضمن أقارب رئيس الوزراء السابق ورئيس الجمهورية الحالي أردوغان، المتورطين في وقائع الفساد المفضوحة، دون أن يذكر الإعلام أي معلومات عن دوره في عمليات الفساد، بسبب قرار النيابة بحظر النشر أو تداول أي معلومات حول هذه الوقائع.

55555555555555555555

أمبراطور كرة القدم

وفي 10 أبريل 2006 أسس مصطفى أردوغان مع ضياء إيلجان وأحمد بوراك نجل رجب أردوغان، شركة "Turkuaz" للملاحة البحرية والتجارة، برأس مال مليون ليرة تركية، وفي  19 يناير 2007، اشترى بوراك أردوغان سفينتين للشحن الأولى تحمل اسم سافران بقيمة 2 مليون و350 ألف دولار أمريكي، والثانية تحمل اسم سقاريا بقيمة 10 ملايين و500 ألف دولار أمريكي، وفي أبريل 2006، قامت الشركة بتغيير اسمها إلى "Bumerz"، مع رفع رأسمالها إلى 2 مليون ليرة تركية، بالإضافة إلى إيداع أحمد بوراك إردوغان 250 ألف ليرة أخرى في رأس مال الشركة.

حينها ظهرت تسريبات حول أعمال مصطفى وشراكاته السرية؛ ففي 24 مايو 2013 أسس بلال أردوغان شركته "BMZ" للملاحة البحرية والإنشاءات، برأس مال بلغ مليون ليرة تركية، وكان بين المساهمين الرئيسيين في الشركة زوج عمته ضياء إلجان، وعمه مصطفى أردوغان، وصديق والده رجل الأعمال محمد جور.

ثم أعلنت الشركة، أبريل 2014، عن عملية شراء سفينة شحن جديدة تحمل اسم "بايناز"، بقيمة 15 مليون دولار أمريكي، وفي فبراير 2015، أعلنت الشركة شراء ناقلة نهرية تحمل اسم M/T SHOVKET ALEKPEROVA بقيمة 18 مليون دولار أمريكي.

وبحسب الصحف ووسائل الإعلام التركية، فقد تم بيع الشركة إلى شركة  "OSCAR"  للغاز الطبيعي والبترول التابعة للحكومة الأذربيجانية، في الفترة بين عاملي 2014-2015 مقابل 100 مليون دولار أمريكي.

وبحسب جريدة "سوزجو" التركية في تقرير عن ممتلكات وثروات أردوغان، فقد باع رجب جميع حصصه في الشركات الثلاثة (أمنيت للمواد الغذائية، وإحسان للمواد الغذائية، ويني دوغان للمواد الغذائية) التابعة لمجموعة "أوكار" القابضة للمواد الغذائية في 2005، بعدما تولى منصب رئاسة الوزراء، ولكن المفاجأة أنه باعها إلى شقيقه مصطفى مقابل 1.2 تريليون ليرة (1.2 مليون ليرة تركية حسب قيمة العملة آنذاك)، ليصبح مصطفى أردوغان وضياء إيلجان لهما 30% من أسهم الشركات، بعد ذلك قام مصطفي ببيع الحصص مقابل 3 ملايين ليرة تركية.

تقرير جريدة "سوزجو" ذكر أن مصطفى إردوغان يقيم في فيلا تقع على مساحة 1727 متر مربع في منطقة أوسكودار في الشطر الأسيوي من إسطنبول، وأن ارتباطه بضياء إيلجان توطد من خلال شراكة بينهما في شركة "توزلا تانك" للنقل البحري، يمتلك فيها النصيب الأكبر من الأسهم.

ملايين حقيقية لشركات وهمية

مصطفى شقيق أردوغان عاد اسمه للأضواء، عندما فضح رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار أوغلو وجود تحويلات سرية من عائلة أردوغان، بمبالغ ضخمة إلى شركات وهمية في جزيرة "مان" للتهرب من الضرائب.

كليتشدار أوغلو قدم إيصالات تحويل لأفراد أسرة أردوغان وأقاربه، من بينهم مصطفى إردوغان، تبلغ قيمتها نحو 15 مليون دولار إلى شركة تدعى Bellway في جزيرة مان وذلك أثناء كلمته في اجتماع نواب الحزب في 28 نوفمبر 2017.

وبحسب القائمة والإيصالات البنكية التي كشف عنها كيليتشدار أوغلو، فقد أرسل مصطفى أردوغان 2.5 مليون دولار أمريكي بتاريخ: 15 ديسمبر 2011؛ وأرسل 1.25 مليون دولار أيضًا بتاريخ: 26 ديسمبر 2011، بإجمالي 3.75 مليون دولار أمريكي.

كما ضمت القائمة تحويلات لزوج شقيقة أردوغان رجل الأعمال ضياء إيلجان بقيمة 3.75 مليون دولار أمريكي، وتحويلات لبوراك نجل إردوغان بقيمة 3.75 مليون دولار أمريكي، أيضًا.

في ديسمبر 2013، نشر موقع "أكشي" التركية خبرًا عن وجود مقطع فيديو فاضح لمصطفى أردوغان، إلا أنه لم يخرج إلى الإعلام لنفي الخبر، وفرضت حالة من التعتيم الإعلامي على الخبر، إلى أن نشر موقع "OdaTv"  الإخباري التركي خبرًا نقله عن مجلة "دير شبيجيل" الألمانية، يوضح فيه أن أحد المتهمين بالتجسس في ألمانيا لصالح حكومة إردوغان، كان يتحدث في مكالمة هاتفية عن مقطع فيديو فاضح لمصطفى أردوغان، زاعمًا أن حركة غولن ستستخدمه من أجل مساومة إردوغان.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق