علاء مبارك.. من سرادقات العزاء إلى حفلات «الطهور»

الإثنين، 29 يوليو 2019 08:00 م
علاء مبارك.. من سرادقات العزاء إلى حفلات «الطهور»
علاء مبارك

 
منذ رحيل مبارك عن السلطة في 25 يناير 2011، توارى نجله الأكبر «علاء» عن الأنظار ربما خوفا من غضب الجماهير الثائرة، التي ذاقت المرارات في عهد والده، أو ربما خجلا من نفسه، لكن سرعان ما جذبت الأضواء وحب الظهور نجل مبارك، وبدأ رحلة العودة التدريجية للساحة، لكن هذه المرة عبر بوابة سرادقات العزاء، وتغريدات «التلقيح النسوي»، حتى أن البعض انتظر أن يراه في حفلات «الطهور» الصاخبة في المحافظات.
 
حاول علاء مبارك في البداية، أن تبدو تصرفاته وخطواته الحثيثة نحو العودة للساحة والمشهد السياسي من جديد، عفوية وغير مقصودة، حتى يتثنى له تفادي الهجوم المتوقع من خندق ثورة 25 يناير، قبل أن يهديه تفكيره إلى الاستعانة بأرامل نظام مبارك، والكتائب الإعلامية المتسلحة بالشائعات والوثائق المفبركة، لغسل سمعته، واستغلال ابتعاده التكتيكي السابق عن الساحة، إبان حكم والده، للتسلل خلسة إلى عقول المصريين.
 
لا تتوقف محاولات نجل مبارك، على اللعب على مشاعر المصريين، الذين يقدسون الموت ويحترمون من يحترم آناتهم ويشاركهم أحزانهم، لكنه في الحقيقة بدا كأحد نواب الحزب الوطني في مجلس الشعب «المنحل»، الذي لا يتذكر دائرته الانتخابية، سوى بعد أن تضع الانتخابات أوزارها، فينشط حينها النائب ويتنقل من فرح إلى عزاء إلى طهور إلى حنة كبهلوان في سيرك.
 
غير أن «علاء» في الحقيقة لا تبدو لياقته أو سنه يسمحان له بتلك الفقرات الخطيرة والقفزات غير المحسوبة، فراح يتصيد الأخطاء من هنا وهناك على أمل أن ينال الرضا ممن احتقروه وهاجموه وطالبوا بإقصائه وإبعاده، بل ومحاكمته على كل الجرائم، التي ارتكبها في حق المصريين.
 
يعتقد علاء مبارك، أن مهاجمة الدولة المصرية ونظامها الحاكم الآن، يمنحه الفرصة للعب دور المعارض الوطني «الشريف»، الذي لا يخشى في الحق لومة لائم، معتقدا أن وثائقه ومستنداته المفبركة حد «الهبل»، قد ترهب الخصوم وتخيفهم، لكن ما يتغافل عنه نجل مبارك، أن خدعة أجهزة وأدوات نظام والده القديمة، لم تعد تنطلي على أحد، بعد أن فضحت ثورة يناير جرائمه، من سرقة أموال المصريين إلى التلاعب في آثارهم وتراثهم.
 
ورغم أن نجل مبارك، لم يضبط مرة واحدة متلبسا بممارسة السياسة، إلا أنه عقب الثورة تحول إلى ناشط ثوري على فيسبوك، يطالع الأخبار ويبدي رأيه في الأزمات متناسيا أن كل ما تعانيه البلاد الآن، كان هو نفسه سببا كبيرا في حدوثها، بعدما سيطرت «شلته» على اقتصاد البلاد، تنهب من هنا و«تهلب» من هناك.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق