تفاصيل إنشاء أول مركز متخصص في زراعة الكبد بالشرق الأوسط على أرض المنصورة (صور)

الخميس، 01 أغسطس 2019 03:00 ص
تفاصيل إنشاء أول مركز متخصص في زراعة الكبد بالشرق الأوسط على أرض المنصورة (صور)
الدكتور محمد عبد الوهاب

«من المحنة تولد المنحة».. تنطبق تلك المقولة تماما على ماشهدته جامعة المنصورة مؤخرا من تبرع أحد مواطني محافظة الدقهلية بمبلغ 15 مليون جنيه للجامعة من أجل إنشاء مركز لزراعة الكبد.

تفاصيل القصة تعود إلى إصرار داء الكبد على وضع المواطن عادل عرفة في اختبار الصبر، فأفقده أمه وأخيه وزوج أخته، ليضيف الحزن أكثر عليه بفقدانه زوجته بعد معاناة مريرة مع مرض الكبد، وقبل رحيلها أوصته بأن يتبرع بمبلغ 15 مليونا لإنشاء مركزا لزراعة الكبد، وهو الأمر الذي نفذه بالفعل عقب رحيل شريكة حياته.

المركز الجديد بدأ تنفيذه بالفعل، ويتولاه فريق طبى يضم مجموعة من العلماء والأساتذة والأطباء فى مجال زراعة الكبد بجامعة المنصورة، وعلى رأسهم الدكتور محمد عبد الوهاب، أستاذ جراحة الكبد والجهاز الهضمى بالجامعة، ليكونوا مجموعة في مهمة إنسانية لتخليص أبناء المحافظة من آلام ومعاناة مرض الكبد.

الدكتور محمد عبد الوهاب (2)

الدكتور محمد عبد الوهاب 

الدكتور محمد عبد الوهاب، قال إن مركز زراعة الكبد قد جرى إنشاؤه بالمواصفات العالمية على مساحة 650 مترًا، ويتضمن 10 أدوار، بتبرع من الحاج عادل عرفة بتكلفة تجاوزت الـ15 مليون جنيه، ويشمل دور للعيادات الخارجية، ودور للعمليات، ودور للعناية المركزة، ودور للإدارة الهندسية والجنراتور، ودور للإدارة، ودور للمدرجات والتدريس، و3 أدوار لإقامة المرضى، ودور للبحث العلمى.

فريق العمل الطبي داخل غرفة العمليات
 
فريق العمل الطبي داخل غرفة العمليات

وأضاف «عبد الوهاب»: «باقى الآن أعمال التشطيب والتجهيز بالأجهزة الطبية، والتى تتطلب مبالغ كبيرة تصل إلى 250 مليون جنيه، وهو أمر يحتاج إلى تضافر جهود ودعم الدولة ومحبى الخير من رجال الأعمال والمتبرعين لاستكمال هذا الصرح الطبى الهام، للمساهمة فى تحقيق أهداف خطة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى القضاء على فيروس سى وأمراض الكبد»، لافتًا إلى أنه قد تم إسناد مهمة إنشاء المركز لشركة متميزة تحت إشراف كلية الهندسة بجامعة المنصورة، ليجرى إنشاؤه على أعلى مستوى بتصاميم وخرائط على الطراز الحديث لتحقيق أعلى خدمة طبية.

وأشار إلى أن مركز الجهاز الهضمى بالمنصورة يقع فى الترتيب الرابع على مستوى العالم فى زراعة الكبد بنجاح 700 حالة زراعة من حى لحى بأقل تكلفة فى العالم لا تتجاوز 250 ألف جنيه، مع ملاحظة إجراء العملية لـ60% من المرضى على نفقة الدولة والتأمين الصحى؛ تحقيقًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بإنهاء قوائم الانتظار لمرضى الكبد، لافتًا إلى أن كثيرًا من حالات زراعة الكبد تفد للمركز من مختلف البلاد العربية مثل ليبيا، والسودان، ودول الخليج العربى.

ولفت إلى أن مركز الجهاز الهضمى مخصص به حاليًا 18 سريرًا لمرضى زراعة الكبد، ويتم إجراء عمليتين أسبوعيًا، يقوم بها فريق صاعقة طبى خبير على أعلى مستوى مكون من 27 فردًا، يضم 10 جراحين، و6 تخدير، و2 أشعة، و6 باطنة، و3 تمريض بالمناوبة كل 7 ساعات، جميعهم من خريجى طب المنصورة، موضحًا أن العملية كانت تستغرق فى البداية أكثر من 16 ساعة، وانخفضت المدة بالتدريج حتى وصلت إلى 9 أو 7 ساعات بحسب الحالة، موضحا أن هناك نظام متابعة دقيق وخاص جدًا فى قسم داخلى وعناية على أعلى مستوى، حيث يبيت أستاذ تخدير، ومدرس أو مدرس مساعد جراحة مع كل حالة بعد إجراء العملية

واستطرد، أن مركز زراعة الكبد الذى تم إنشاؤه بالتبرع هو مشروع قومى لخدمة المصريين والعرب من المرضى والراغبين فى العلاج والتدريب والتعلم، ويعد المركز المتخصص الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط، ولدينا أساتذة وأطباء وفريق عمل متخصص على أعلى مستوى كافٍ وجاهز للعمل بالمركز بمجرد افتتاحه وتشغيله.

طاقم الفريق الطبي لزراعة الكبد
طاقم الفريق الطبي لزراعة الكبد

 

وأوضح، أنه قد تم إنشاء المركز ليسع من 30 لـ40 حالة؛ بهدف إجراء 5 عمليات أسبوعيًا؛ للقضاء على قوائم الانتظار، والإسراع فى علاج المرضى وتخفيف آلامهم، لافتًا إلى أنه فى حال توافر المبلغ المطلوب للتشطيب والتجهيز يمكن افتتاح المركز خلال عام من الآن، متابعا: «نسعى لتحقيق طفرة عالمية لزراعة الكبد لـ5 حالات أسبوعيًا وللأطفال دون سن العامين».

وأكد الدكتور محمد عبد الوهاب أن هدف فريق العمل بمركز الجهاز الهضمى الآن هو تحقيق طفرة عالمية بإجراء 5 عمليات لزراعة الكبد أسبوعيًا بعد افتتاح المركز الجديد، مشيرًا إلى أنه قد جرت زراعة الكبد لـ86 حالة خلال العام الماضى، من بينها عشرين عملية لأطفال فى عمر الست سنوات فما أكثر بالمركز، وذلك بالتعاون مع مستشفى الأطفال، وتطوير طريقة التخدير والجراحة، واختصار وقت إجراء العملية، وتقليل نقل الدم، حتى أنهم تمكنوا من إجراء آخر 200 عملية دون نقل دم للمرضى، نتيجة الخبرة واستخدام تقنيات حديثة فى الجراحة، لكن الهدف الجديد الآن هو زراعة الكبد للأطفال دون العامين.

وقال: «من أسباب وعوامل النجاح هو وقوف إدارة الجامعة متمثلة فى الدكتور أشرف عبد الباسط رئيس الجامعة الحالى، ورؤساء الجامعات السابقين جميعًا، وإدارة كلية الطب ومركز الجهاز الهضمى متمثلا فى الدكتور محمد الشوبرى، مدير المركز الحالى، وأحد أعمدة فريق زراعة الكبد الأساسيين، جميعًا خلف هذا المشروع الطبى المهم؛ لاعتباره مشروعًا قوميًا مهمًا لجامعة المنصورة ومصر كلها».

وأوضح "عبد الوهاب"، أنهم لا يقومون بإجراء زراعة الكبد خارج مركز الجهاز الهضمى، مؤكدًا ضرورة توافر شروط معينة للتبرع، أهمها أن تربط المتبرع بالمريض صلة قرابة لا تتجاوز الدرجة الخامسة؛ لضمان عدم شراء المتبرع أو الضغط عليه لحاجة، وأن يكون عمر المتبرع أكثر من 18 وأقل من 45 عامًا، وخالى من أمراض القلب والصدر والكلى والكبد والقنوات المرارية، والأمراض المناعية والفيروسات، ويتم إجراء جميع الفحوصات والأشعة اللازمة والتأكد من فصيلة الدم وتوافق الأنسجة قبل إجراء العملية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة