قاهرة الأفاعى المُقرّنة.. 3 حيوانات قاتلة ترعب الثعابين والحيّات

الأربعاء، 07 أغسطس 2019 09:00 ص
قاهرة الأفاعى المُقرّنة.. 3 حيوانات قاتلة ترعب الثعابين والحيّات
النمس المصرى صياد ماهر للثعابين
كتب ــ محمد أبو النور

تنتشر فى فصل الصيف، الكثير من أنواع الثعابين والحيّات، بكل محافظات مصر دون استثناء، فى شمال البلاد وجنوبها وشرقها وغربها، وخاصة فى الريف بالقرى والنجوع والكفور والعزب، وكذلك بالأراضى الصحراوية، المستصلحة حديثاً، والتى زحفت إليها الزراعة والعمران، وهو مايؤدى إلى إصابة الكثيرين، بلدغات الثعابين والعقارب والحيّات، خلال القيام بأعمال الزراعة والرى، أو تربية أو متابعة الثروة الحيوانية، فى الحظائر والأراضى الزراعية، أو القيام بأعمال البناء فى المناطق الجديدة، وعلى الرغم من أن هذه الزواحف، تهرب من الضوضاء، وتخشى على نفسها من مطاردة الإنسان لها، إلاّ أنها تضطر للخروج من جحورها للبحث عن غذائها نهاراً أو ليلاً، وربما وللضرورة يلتقى الإنسان وإحدى هذه الزواحف، وجهاً لوجه فتحدث الأزمة والمواجهة، خلال محاولة هذه الزواحف الدفاع عن نفسها، ومن رحمة الله بالإنسان، أنه سخّر ووضع فى الطبيعة والبيئة، بعض الحيوانات، التى تتكفّل بالدفاع عن الإنسان، وتواجه بشراسة هجوم الثعابين والحيات وتقاتلها، ومن هذه القاهرات للثعابين، النمس المصرى وغرير العسل والقطط البرية.

النمس المصرى خلال الصراع مع الثعبان
النمس المصرى خلال الصراع مع الثعبان

 

أعداء الثعابين والحيّات

فيما يُشبه البحث أو المقال المطول، رصد الدكتورعاطف كامل، أستاذ وخبير الحياة البرية، ورئيس قسم الحياة البرية وحدائق الحيوان، بكلية الطب البيطرى، جامعة قناة السويس، عدداً من المعلومات عن مخاطر ثعبان الطريشة وخطة الحماية، وقد تحدّث باستفاضة فى هذا الأمر، كما أسهب فى الحديث عن الأفعى المقرنة، وهى فصيلة آكلة اللحوم، ونظامها الغذائي يتكون من القوارض والطيور والسحالي، وتبتلع فريستها في قطعة أو كضمة واحدة، كما تناول البحث الحيوانات المفترسة الرئيسية للأفاعي ذات القرون، والتى تعتبر أجهزة مراقبة على وجود الثعابين، وهى النمس المصرى "قاتل الثعابين بأنواها"، وغرير العسل والقطط البرية والحيوانات المفترسة، وفيما يتعلق بالنمس المصرى: فهو واحد من الحيوانات، التى تقهر وتغلب الثعابين وتنتصر عليها، ويملك جسم طوله يتراوح ما بين 48 ــ 60 سم، وذيل طوله يتراوح ما بين 33 ــ 54سم، ووزنه يتراوح ما بين 1.7 ــ 4  كجم، كما يمتلك النمس المصري أيضاً جسما نحيلا، مع خطم مدبب وآذان صغيرة، ولديه من 35 ــ 40 سِنّه، مع قواطع تمزيق متطورة بدرجة عالية، وتُستخدم لتقطيع اللحوم الطويلة، ويتراوح فراؤه الخشن، في اللون من الرمادي إلى البني المحمر المغطى ببقع بنيّة أو صفراء، وذيله طرفه أسود، وقدميه الخلفيتين، ومنطقة صغيرة حول عينينه لا يغطيها الفراء.

النمس المصرى خلال استطلاع الوضع عن كسب
النمس المصرى خلال استطلاع الوضع عن كسب

 

النظام الغذائى للنمس المصري

والنمس المصري أيضا حيوان نهاري، يعيش في مجموعات صغيرة من 1-7 حيوانات، والتي تتألف فى العادة من ذكر، والعديد من الإناث وصغارهن، والذرية الذكورية، وعادة ماتترك المجموعة قبل أن تبلغ سنة من العمر، ولكن الإناث تبقى لفترة أطول، وربما لا تترك المجموعة أبداً.

ومعظم النموس البرية، تعيش فى الغالب لمدة 12 عاماً، وأطول عمر لنمس في الأسر، كان أكثر من 20 سنة، والنظام الغذائي للنمس المصري، يتكون أساساً من اللحوم، بما في ذلك القوارض والأسماك والطيور والزواحف والبرمائيات والحشرات، والفاكهة والبيض، وهي أيضا من المواد الغذائية المعتادة للنمس المصري؛ وحتى يشق أو يكسر هذه الأغذية، يتم قذفها بشكل مميز، بين الساقين، لتصطدم بصخرة أو جدار، ومثل النموس الأخرى، وحسب التقارير والأبحاث العلمية فى مجال الحيوان، فإن النمس المصري يهاجم ويأكل الثعابين السامة، وقد أظهر مستوى عال من المقاومة، لثلاثة أنواع من الثعابين السامة وهى الأفعى الفلسطينية، وأفعى الصحراء السوداء أو الكوبرا السوداء، والكوبرا الباصقة سوداء العنق.

غرير العسل وصراع مع الثعبان
غرير العسل وصراع مع الثعبان

 

وفي بعض المناطق الريفية في مصر، مثل الصعيد ، يُربى النمس المصري، كحيوان أليف في الأسرة، وقد تعرّض النمس المصرى، خلال الـ50 سنة الأخيرة للتناقص فى أعداده، نتيجة انتشار المبيدات بكثافة فى الزراعات، ثم تناول هذا الحيوان لبعض الزراعات والقوارض وغيرها، والتى تكون ملوثة بالمبيدات، وهو ما أدى لنفوق أعداد كبيرة منها، ولم تعد تظهر فى الحقول والزراعات بنفس الأعداد التى كانت تتميز بها فى السابق.

الأفعى المقرنة أو الطريشة وتظهر قرناها
الأفعى المقرنة أو الطريشة وتظهر قرناها

 

غُرَيْر العَسَل قاهر الثعابين

الحيوان الثانى، والذى يجد متعته فى مهاجمة الثعابين والانتصار عليها، هو غُرَيْر العَسَل أو غريراء العسل، وهو حيوان من جنس الغرير، ينتمي إلى فصيلة ابن عرس، يعيش في أفريقيا ومناطق جنوب وغرب آسيا، مثل بلوشستان وشرق إيران وجنوب العراق والسعودية و جنوب سلطنة عمان، حيث يسمى شعبياً بـ"الضرنبول" أو "جربوع الخوال" وفي محافظة ظفار بسلطنة عُمان، يسمى محلياً كُور، وغرير العسل حيوان لاحم أى يأكل اللحوم، قوي للغاية وشجاع و لديه القليل من المفترسات الطبيعية، بسبب جلده السميك، وقدراته الدفاعية المتوحشة، ويهوى أكل عسل النحل البري، ويبدو أنه لا تهمه لسعات النحل، وكذلك يسرق طعام الحيوانات الأخرى الشرسة، مثل الأسود الجائعة، ويختطف صغار الفهد ويأكل الثعابين السّامة.

الأفعى المقرنة خلال الهجوم
الأفعى المقرنة خلال الهجوم

 

كما أن غُرَير العسل من الحيوانات، التي تعيش في المملكة العربية السعودية ونيبال والهند، ويوجد بشكل كبير في أفريقيا، ومن أسمائه أيضا آكل العسل، لأن العسل هو الغذاء الرئيسي له، وله فروة لونها أسود ورمادي، حيث الجزء العلوي لونه رمادي، بينما السفلي لونه أسود.

نطاق انتشار النمس المصرى فى قارة أفريقيا
نطاق انتشار النمس المصرى فى قارة أفريقيا وجزء من آسيا وأوربا  

 

ويتميز غرير العسل بجلده السميك، الذي يفرز مادة مخاطية، تحميه من لدغ الثعابين أو الضرب، بالإضافة إلى أنه له غدد، تبعث رائحة كريهة، عند قيام أحد بمهاجمته، فتجعل أعداءه يفرون من أمامه، ويمتاز أيضا بمخالب حادة وطويلة، وبالطبع كل هذه الأسلحة جعلت منه حيواناً تُخشى محاربته، ويتغذى حيوان غرير العسل، على العسل بشكل أساسي، وعلى الحشرات والحيوانات الثديية الصغيرة، والثعابين السامة وغير السامة، والسحالي وهو يعيش بين الصخور، وفي حفر وفوق الأشجار، بالإضافة إلى أنه يأكل أيضا النباتات والفاكهة.

قط برى
قط برى

 

القط البري صائد الثعابين

القط البري أو السنور البري أو الهر البري، هو سنّور صغير الحجم، ينتشر عبر معظم أوروبا و أفريقيا، و جزء من آسيا الغربية، وهو السلف الأساسي لجميع سلالات الهررة المستأنسة اليوم، والقطط البرية حيوانات صيادة بامتياز، فهي تصطاد العديد من أصناف الثدييات الصغيرة، الطيور وغير ذلك من الحيوانات المماثلة في الحجم، وهناك العديد من السلالات لهذا النوع، والتي تتوزع عبر الكثير من مناطق ودول العالم القديم، وتصنف القطط المستأنسة، على أنها سلالة للقط البري، في الكثير من الأحيان، بينما يرى بعض العلماء، أن الهررة الأليفة، تعتبر نوعا مستقلا عن البرية، على الرغم من أنها تنحدر منها، بسبب التغيرات الجذرية، التي حصلت لها منذ استئناسها، حيث أصبح هناك العديد من السلالات المستأنسة، الأكبر أو الأصغر حجما أو المختلفة شكلا عن تلك البرية، وقد تم إدخال القطط المستأنسة إلى جميع قارات العالم المأهولة، ومعظم الجزر الكبرى، حيث أصبحت وحشيّة في الكثير من دول تلك المناطق.

القط البرى
القط البرى

 

وتعتبر هذه الحيوانات متأقلمة مع العيش في مساكن متنوعة في موطنها الأصلي مثل السفانا و الغابات المفتوحة، والسهول ويكون لون القط البري بنيا مخططا بخطوط سوداء، على العكس من نجله المستأنس، الذي يأتي في ألوان وأشكال متنوعة، ويتراوح حجم الهر البري بين 45 و 80 سنتيمتر ويزن ما بين 3 و 8 كيلوجرامات، بينما يصل معدل الارتفاع عند الكتفين إلى حوالي 35 سنتيمتر وطول الذيل لحوالي 30 سنتيمتر، وتكون السلالات الإفريقية أصغر حجما، وأبهت لونا من تلك الأوروبية والآسيوية في العادة، ويعتبر القط البري حيوانا خجولا بطبيعته، فهو يتفادى الاقتراب من المستوطنات البشرية إجمالا، ويعيش حياة انفرادية ولا يختلط بغيره من القطط سوى للتزاوج، ويسيطر كل قط على حوز تبلغ مساحتها حوالي 3 كم².

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق