يحتاجون للمساندة.. لماذا يعجز الأطفال «المولودين» قبل أوانهم عن تكوين علاقات عاطفية؟

الأحد، 11 أغسطس 2019 03:00 ص
يحتاجون للمساندة.. لماذا يعجز الأطفال «المولودين» قبل أوانهم عن تكوين علاقات عاطفية؟
كتب| أحمد قنديل

طالما كان الشاب محبطًا، مزاجه اكتئابي، فكان لديه اليقين أن حظه متعثر، فلم يدخل مشروعًا عاطفيًا ويكمله، أو كان لديه هدف تمكن من الوصول إليه، وكذلك لم تنجح له قصة حب مطلقًا، فكثيرًا ما تناوب على زيارة خبراء الطالع ومدعين العلم بالسحر والشعوذة، إلا إن كل محاولاته باءت بالفشل، ما جعله يفقد الأمل تمامًا أن يسعد حظه يومًا، أو أن يقف على السبب وراء ذلك، حتى صدم ذات يوم بنبأ ينتشر على وسائل الإعلام يفيد بما وراء مشاكله، ويذكر أنه ليس الوحيدًا.

وفقًا لما ذكرته وكالة «سبوتنيك» الروسية الحكومية، فإن الأشخاص الذين ولدوا قبيل موعدهم – (المبتشرين) تزداد لديهم فرصة أن يكون حظهم سيء في الحب والارتباط، فقد كشف بحث علمي أن الأطفال الذين جاءوا للحياة قبيل المواعيد الطبيعية يمتلكون حظًا سيئًا في الحب.

وذكرت الدراسة، أن الاحتمالات تشير إلى أن هؤلاء الأطفال أقل عرضة للخوض في العلاقات الرومانسية، وزوجية بالمقارنة مع البالغين الآخرين، الذين حظوا بولادة مثالية وولدوا في موعدهم.

وأرجعت مؤلفة الدراسة والباحثة في جامعة وارويك بالمملكة المتحدة، الأسباب وراء هذا، أن كافة الأبحاث تثبت أن الأطفال المولودين قبيل الآوان يتصفون بالخجل والانطوائية، وكذلك لديهم انخفاض في المجازفة وتكوين العلاقات، ما يجعل حظهم سيء، حيث يمتنعون عن إقامة علاقات اجتماعية في مرحلة البلوغ مثل الحصول على شريك. وأضافت، الذين ولدوا بوزن ضئيل، لن يقيموا علاقات جنسية بنسبة 57%، فيما لن يحظوا بعلاقات رومانسية بنسبة 28%، بينما هناك احتمالية في أنهم لن يصبحوا آباء بنسبة 23%.

وأجرت العلماء مقارنة للنتائج الاجتماعية للبالغين بالنسبة لهؤلاء الرضع المولودين قبل موعدهم مع نظرائهم الذين حظوا بولادة مثالية، حيث أظهر أن المبتسرين، الذين ولدوا قبل موعدهم بـ 28 أسبوعا، لم يحظوا بعلاقات عاطفية مقارنة بالآخرين بنسب تتراوح ما بين 67% و69%. وتنصح مارينا ميندونكا في دراستها، بأنه على الآباء والمهنيون والمعلمون دورا حيويا وكبيرا في تحقيق التنمية الاجتماعية والتكامل الاجتماعي للأطفال الخدج.

وقالت موضحة: «نظرا لأن الأطفال الخدج (المبتسرين) يميلون إلى أن يكونوا أكثر خجلا وانطوائية، فإن دعمهم في تكوين صداقات والاندماج في مجموعات الأقران قد يساعدهم في المستقبل في العثور على شركاء رومانسيين وإقامة علاقات جنسية، وأن يصبحوا آباء، ما يحقق الرفاهية في حياتهم».

يشار إلى أن فترة الحمل الطبيعية تستمر عادة ما يقرب 40 أسبوعا، ولكن بالنسبة لمن يولدون قبل هذه الفترة (المبتسرين)، فهم يعانون من صعوبات في التنفس وكذلك في هضم الطعام، فضلا عن ضعف في البصر والسمع والمهارات المعرفية، ومشكلات اجتماعية وسلوكية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة