في أول أيام التشريق.. الحجاج بمنى لرمي الجمرات و «البعثة المصرية» تعلن نجاح التفويج

الإثنين، 12 أغسطس 2019 11:40 ص
في أول أيام التشريق.. الحجاج بمنى لرمي الجمرات و «البعثة المصرية» تعلن نجاح التفويج
حجاج

أقبل حجاج بيت الله الحرام على مشعر منى مع بزوق نهار يوم العاشر من ذي الحجة، لرمي الجمرات، وأوشك الحجاج على إتمام مناسك الحج، الذين جاءوا من كل حدب وصوب قاصدين مغفرة ورحمة لما تقدم من ذنبهم حيث قال المولى عز وجل " وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ “،فلم يتركوا جهدا فى الابتهال والدعاء منذ أن خطت أقدامهم الأراضى المقدسة، وحتى أفاضوا إلى عرفات ومنها إلى مذدلفة، ولم يبق لهم سوى رمى الجمرات تيمنا بسنة النبى إبراهيم عليه السلام.

8db2d87c-9f92-4d38-a676-ddefd131dd43
 
ويتأهب اليوم ما يقرب من مليونى ونصف المليون حاج لرمى الجمرات الثلاث في مشعر منى، مبتدئين بالصغرى، ثم الوسطى، وأخيرا الكبرى، حيث يستقبلون اليوم أول أيام التشريق الثلاثة، حيث يمكثون اليوم وغدا، فيما سيتعجل الغالبية منهم، امتثالا لقوله تعالى «فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه»، بينما يبقى غير المتعجلين في المشعر حتى غروب شمس يوم الثالث عشر من ذي الحجة، حيث تنتهي مناسك الحج شرعيا لهذا العام الهجري.
 
واحتفى أمس العالم الإسلامي بعيد الأضحى المبارك، حيث قابله الحجاج في المشاعر المقدسة بالتهليل والتكبير، كما استطاع الكثير منهم الوصول إلى المسجد الحرام، حيث أدت جموع المسلمين صلاة عيد الأضحى المبارك، وفي مشعر منى، تستعد منشأة جسر الجمرات لاستقبال أكثر من مليوني حاج، فيما يستعد نحو 30 ألف جندي لتنظيم عمليات تفويج الدخول والخروج قبل وأثناء وبعد رمي الجمرات الثلاث، تهيئة لتفويج أكثر من 300 ألف حاج في الساعة.
 
ويبلغ طول الجسر 950 مترا، وعرضه 80 مترا، ويتألف من خمسة طوابق يبلغ ارتفاع كل طابق 12 مترا، ومزود بـ24 مدخلا ومخرجا من كل الاتجاهات الأربعة، بالإضافة إلى منافذ للطوارئ.
 
6827fcb7-84a8-4ff8-bc22-65ffbb8edde4
 
كانت مواكب حجاج بيت الله الحرام وصلت إلى منى صباح يوم أمس، أول أيام عيد الأضحى المبارك، بعد أن من الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات والمبيت في مزدلفة، وسط أجواء روحانية مفعمة بالسكينة والخشوع، وتمكن الحجاج طوال يوم أمس من رمي جمرة العقبة فقط وهي التي تلي مكة، وذلك اتباعا لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وبعد أن فرغوا من الرمي شرعوا في الحلق أو التقصير للتحلل الأول من الإحرام، فيما أدى الكثيرون طواف الإفاضة وسعوا بين الصفا والمروة.
 
وبعد رمي الجمرات في آخر أيام الحج يتوجه الحاج مرة أخرى إلى مكة المكرمة للطواف حول البيت العتيق بعد أداء الحجاج مناسكهم بأركانها وواجباتها وفرائضها، ليكون طواف الوداع آخر العهد بالبيت امتثالا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم، الذي قال «لا ينفرن أحدكم حتى يكون آخر عهده بالبيت».
 
ولازالت بعثة الحج المصرية تتابع عن كثب حالة الحجاج بخلال رمى الجمرات، وتشرف على تواجد الحجاج فى المخيمات وترشد من ضل الطريق ، حيث أكدت البعثة أنها تمكنت من إعادة 49 حاجا مصريا مفقودا إلى مخيماتهم في عرفات ومنى، نجحت خطة بعثة الحج في تنفيذ خطط تفويج الحجاج وتصعيدهم إلى جبل عرفة، وكذا تنفيذ خطة النفرة إلى مزدلفة بكل سهولة ويسر، رغم هطول أمطار رعدية على مشعر عرفة.
 
 
 
وثمنت بعثة الحج جهود المملكة العربية السعودية الشقيقة في إنجاح موسم الحج لهذا العام، والتي تحرص على بذل كل العطاء في خدمة ضيوف الرحمن من مختلف دول العالم، وأكدت البعثة أن جميع الحملات التزمت بالخروج من عرفة في الساعة الخامسة والنصف من مساء اليوم السبت، وفق الجدول المحدد مسبقا لذلك، وأكدت أن جميع حجاج مصر بخير، وأنه لا توجد أي إصابات أو حالات مرضية بين الحجاج.
 
ولفت مسؤولو بعثة الحج إلى أن مخيمات الحجاج لم تتأثر بالأمطار أو الرياح التي نشطت في مشعر عرفة، مؤكدين أنهم حرصوا على متابعة الأمر مع جميع الحملات.
 
 
e10f0094-bd38-4cf0-8531-dcac3aba48a9
 
وأوضحوا أنّه قد تم نقل جميع الحجاج المصريين ببعثة القرعة إلى مشعر عرفات عبر حافلات حديثة، ومجهزة بأجهزة تتبع مسار "جي بي إس"، من أجل متابعة خطوط سير الحجاج أثناء الوصول إلى جبل عرفات ثم النفرة لمزدلفة ومنى.
 
فى حين أشارت بعثة الحج السياحى إلى أن الحالات المرضية من الحجاج المصريين، وأصحاب الحالات الحرجة، تم مساعدتهم بتوفير سيارات إسعاف للصعود على جبل عرفات، فى حين تم إعادة 25 حالة من الحجاج التائهين ببرامج الاقتصادي والبري والخمس نجوم إلى مقر إقامتهم بالبعثة، فى حين بلغت حالات الوفاة حتى الان فى حجاج السياحى 5 حجاج.
 
وأشارت البعثة إلى أنه نظرا لمحدودية المكان فى منى فقد تم توجيه الحجاج لعدم استضافة أحد فى الخيام، مما يؤثر بشكل سلبي على إتاحة أماكن لباقي الحجاج، إضافة لعدم حملهم لأي أمتعة كبيرة أثناء الاقامة بمنطقة المشاعر المقدسة، لشغلها مساحة بالمخيمات، والتأثير على المساحة المخصصة لكل حاج، بالإضافة إلى عدم التدافع، خلال رمى الجمرات واستقلال الحافلات.
 
وقال مجدى شلبى رئيس البعثة إن جميع أعضاء البعثة يعملون على قدم وساق في خدمة حجاج بيت الله، من خلال التناوب على إنهاء الشكاوى في لحظتها، مشيراً إلى أنه بمجرد وجود أي شكوى يتم حلها على الفور، لاسيما أن هناك رد فعل سريع للغاية من جانب جميع المسئولين عن البعثة، لافتاً إلى أن معدل الشكاوى انخفض بشكل كبير عن الأعوام الماضية، حيث أنه لم يتم رصد أي شكوى كبيرة حتى الان، وأن جميع الأمور الطارئة تم التعامل معها.
 
وقد وفرت المديرية العامة للدفاع المدني السعودية لمواجهة الطوارئ بالحج، عدداً كبيراً من فرق التدخل السريع المزودة بمعدات الإطفاء الأولية لخدمة حجاج بيت الله الحرام، لمباشرة أعمال الإطفاء في حال نشوب حرائق، إضافة إلى عملها في الإشراف الوقائي ومتابعة اشتراطات السلامة في جميع مخيمات إسكان الحجاج بالمشاعر وكافة الأماكن التي يتواجد بها ضيوف الرحمن خلال موسم الحج.
 
وتقوم فرق التدخل السريع بالعمل على إزالة مسببات الحوادث بالدرجة الأولى، ومباشرة الحوادث لحين وصول فرق الإطفاء بالمشاعر المقدسة بسبب كثافة أعداد الحجاج وضيق المداخل والممرات أثناء الحج، وما يميزها سهولة اختراقها للزحام والاختناقات المرورية والوصول السريع في أعمال التدخل الأولي لمباشرة الحوادث خصوصاً في المناطق الضيقة في مخيمات الحجاج، وكذلك المناطق الجبلية حيث تم تجهيزها بوسائل الإطفاء والاتصال وتمرير البلاغات لمركز العمليات، إضافة إلى تنفيذ أعمال الإطفاء في حرائق المركبات والمخيمات في بدايتها.
 
من جانبه، أشاد وزير الحج والعمرة السعودي رئيس لجنة برنامج خدمة ضيوف الرحمن الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن، بالجهود التي قدمتها منظومة الجهات الحكومية السعودية في خدمة حجاج بيت الله، مما أسهمت في نجاح خططها بوقوف أكثر من 2 مليون و400 ألف شخص بصعيد عرفات، مبيناً أن التعاون بين الجهات الحكومية كان على مدار الساعة، وغرف العمليات المشتركة تتواصل للتأكد من توفر الخدمات للحجاج سواء كانوا في منى أو توفر الحملات التي تنقلهم أو توفر القطارات للصعود اليومي إلى عرفات.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة