حكاية فتاة بحثت عن عجوز 24 عاما لتشكره

الجمعة، 16 أغسطس 2019 08:00 م
حكاية فتاة بحثت عن عجوز 24 عاما لتشكره

 
«كنت في الخامسة من عمري عندما تم إرسالنا إلى مركز اللاجئين في مدينة زفولة بهولندا في التسعينيات من القرن الماضي، اشترى لي هذا الرجل الذي كان يعمل في منظمة إغاثة اللاجئين دراجة هوائية وأهداني إياها، لم تتسع الفرحة قلبي».. بتلك الكلمات بدأت «ميفان بابكر» اللاجئة الكردية، البالغة من العمر 29 عاما، تفاصيل قصتها مع أحد العاملين بمنطمة إغاثة اللاجئين، عقب فرارها من العراق في أعقاب حرب الخليج.
 
وبعد 24 عاما، تمكنت الفتاة من العثور على صاحب الهدية بعدما شغل عقلها وتفكيرها لأكثر من عقدين من الزمان، حاولت خلالهما جاهدة البحث عنه طويلا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وصفحات السوشيال ميديا، وبحسب «BBC»، فإنها لم تتمكن من نسيان كرم ولطف ذلك الرجل، فكتبت تغريدة في تويتر تطلب المساعدة للعثور عليه، مرفقة بصورته التي التقطتها له والدتها على عجل في إحدى المرات.
 
وتضيف: «أتذكر شعوري في ذلك الوقت، كان شعوراً خاصاً ترك أثراً كبيراً في نفسي، وكنت أقول في نفسي، هل أنا مميزة وجديرة بهكذا هدية كبيرة؟».
 
بدأت رحلة هروب «إيفان» وأسرتها من إقليم كردستان إلى تركيا وأذربيجان وروسيا، حيث بقي والدها هناك يعمل أربع سنوات متواصلة، ثم هاجرت ميفان ووالدتها إلى هولندا، وعاشتا هناك لمدة عام كامل قبل أن يستقروا أخيراً في لندن، وأوضحت في لقاء تلفيزيوني لها أنها شعرت بحاجة ملحة للعودة إلى الوراء والتفكير بعمق في كيفية تشكيل شخصيتها كإنسان بالغ منذ الطفولة، وهو ماطلبت معه الحصول على فترة راحة من العمل وزيارة هولندا من أجل إنعاش ذاكرتها بالمحطات الأولى في حياتها.
 
وأثناء وجودها في «هولندا»، كتبت تغريدة على تويتر وصفتها بـ «المحاولة الأخيرة» لمعرفة المزيد عن الرجل الغريب الذي كان صديقاً للعائلة وأهداها دراجة، وفي غضون ساعات تعرف فان دير، أحد المتطوعين في موقع أخبار غير ربحي في زفولة، على الشخص.
 
وقال فان دير: «نظرت إلى الصورة وعرفت على الفور هذا الرجل الذي عملت معه عندما كنت في أوائل العشرينات من عمري، عرفته كرجل لطيف وهادئ وحنون للغاية»، وحاول «فان دير» تذكر اسم الرجل، لكن ذاكرته لم تسعفه، فتواصل مع أصدقاء له على مواقع التواصل الاجتماعي، واستطاعوا من خلال أفراد من أسرته الوصول إليه، وعندما اتصل بالرجل، أخبره الأخير أنه يتذكر الطفلة ميفان ووالدتها، وأنه دائماً كان يخبر زوجته بأنه يتوق لرؤية الطفلة ميفان وأمها مرة أخرى في حياته، و سارع الأثنان إلى ترتيب لقاء مع ميفان ووالدتها على وجه السرعة قبل أن تنتهي إجازة ميفان في هولندا.
 
وفي الليلة التالية، التقت ميفان مع «إيخبرت»، صاحب الصورة الذي قال: «كانت الدراجة مجرد لفتة صغيرة مني، لكنني سعيد للغاية لأنها أعادت ميفان إلى حياتي».
 
وتقول ميفان عن اللقاء: «أعتقد أنه كان سعيداً بنفس القدر، كانت رؤيته أشبه بلقاء أحد أفراد العائلة الذين لم تراه منذ فترة طويلة، كان شعوراً جميلاً بالفعل»، وجلس الاثنان طويلاً معاً مستذكرين ذكريات وقصص تلك الفترة التي قضتها في مركز اللاجئين.
 
_108321386_5af5a359-511d-456a-8b0f-6486c0b1bbaf
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق