«صوت الأمة» في معهد الأورام: العمل يهزم الإرهاب

الأحد، 25 أغسطس 2019 07:00 ص
«صوت الأمة» في معهد الأورام: العمل يهزم الإرهاب
معهد الأورام
إبراهيم محمد

- المرضى انتصروا على الإرهاب.. وستجد من القلوب الرضا ما يرضيك ومن الوجوه الباسمة ما يشرح صدرك  

- عدد العمليات التى تجرى سنويا بالمعهد بلغ 4804.. وعدد حالات قسم الأشعة 61242

- استخدام أموال التبرعات التى تم تخصيصها لمعهد الأورام مؤخرا فى إعادة تأهيل المبنى الرئيسى
 
واجهة محطمة يجرى العمل على قدم وساق لإعادتها كما كانت عقب التفجير الإرهابي «الخسيس»، والذى وقع فى الرابع من شهر أغسطس الجارى  بمحيط «معهد الأورام» التابع لجامعة القاهرة، ومنذ ذلك التاريخ وخلية نحل متكاملة تعمل من قبل شركة المقاولون العرب لإعادة المعهد لأفضل مما كان عليه، فيما يتوافد المرضى على المعهد من كل حدب وصوب، فترى يد تبحث أوراق الزائرين وأخرى تسند المرضى الجدد القادمين للمستشفى من قبل أفراد الأمن والممرضات، لتقديم كل أوجه الرعاية الطبية والصحية لهم. 
 
«صوت الأمة» أجرت معايشة داخل معهد الأورام بعد مرور أكثر من أسبوعين على التفجير الإرهابى الذى راح ضحيته عشرات الأرواح من الأبرياء، ومنذ لحظة الدخول من باب المعهد يصاحبك شعور بحالة من الضيق مما جرى نظرا لعمليات الإصلاح التي تتم بهمة ونشاط، وظهور مدى التلاحم والترابط ووقوف الجميع كتفا بكتف، ليصبح هو الموقف السائد لإعادة المبنى فى أبهى صوره.
 
عند صعود سلم المعهد ودخولك لغرفة عميد معهد الأورام، الدكتور حاتم أبو القاسم، ستجده عبارة عن غرفة طوارئ، طوال اليوم اجتماعات منعقدة مع النواب والأطباء واستقبال المرضى وحل المشكلات، ووضع خطط، وتدبير كل ما يلزم المعهد لعلاج المرضى.
 
تلك الوجوه التي كانت خائفة فى يوم إرهابي أسود أصبحت الآن مطمئنة، قالها والد طفل يعانى من مرض السرطان اللعين داخل المعهد، مستطردا حديثه بأنه بعد الحادث الإرهابى انهار وأخذ يفكر «أين المفر.. أين البديل؟»، ولكن سرعان ما عاد المعهد للعمل ليتلقى ابنه البالغ من العمر 9 سنوات علاجه.
 
ولدى دخولك غرف المرضى ستجد من القلوب الرضا ما يرضيك، ومن الصبر ما يصبرك، ومن الوجوه الباسمة ما يشرح صدرك، فهذا الطفل أسامة البالغ من العمر 11 سنة، مصاب باللوكيميا، يجلس على سريره بجواره أمه التى تعطيه الدواء تارة بعد مداعبة وتارة أخرى بضحكات وأحضان، يقول لـ«صوت الأمة»، إنه سيتعافى وينتصر على المرض وأنه يعشق كرة القدم ولاعبه المفضل محمد صلاح، وأنه يرغب فى أن يلتحق عندما يكبر بكلية الطب ليصبح طبيبا يعالج الأطفال، فيما تروى أمه أن المعهد يقدم خدمات صحية متميزة، بداية من التمريض وحتى الأطباء، موجهة دعواها لهم «ربنا يبعد عنهم شر المرض»، مضيفة أن الحادث الإرهابى إن دل فإنما يدل على كُفر من وجّه ونفذ.
 
و«مى» البالغة من العمر 25 عاما التى تنام على فراش المرض وتمسك بجهاز المحمول الخاص بها بيدها اليمنى، وتتصفح صفحات السوشيال ميديا، فيما يوجد جهاز لتتلقى به العلاج فى يدها اليسرى، قالت لـ «صوت الأمة»، إنها كانت تتواجد أثناء التفجير الإرهابى، وشعرت بحالة من الرعب ولكنها التزمت مكانها ونطقت بالشهادة، وسرعان ما توافد الأطباء لطمأنتها.
 
فى معهد الأورام، أسر تنتظر دورها، ومرضى يتلقون العلاج، وإدارة تعمل على قدم وساق لعودة العمل بكامل قوته، ويظل أبطال الحياة يواجهون المرض الخبيث «السرطان»، وفى السياق ذاته، أعلن الدكتور محمد الخشت رئيس جامعة القاهرة، أن المعهد استأنف أعماله فى استقبال المرضى حاليا، ويقوم الموظفون بالمعهد بعملهم بشكل طبيعى مع وضع حواجز لفصل الواجهة المتضررة جراء الانفجار الذى شهدته المنطقة الأمامية للمعهد.
 
 وقال الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، إن شركة المقاولون العرب بدأت بالفعل فى أعمال الترميم للتلفيات بالمعهد، مشيرا إلى أن معهد الأورام يستقبل المرضى المترددين عليه بقاعات داخل المعهد، وتوفير أماكن بديلة يتلقى فيه المرضى العلاج، حيث بعث «الخشت» برسالة طمأنينة لكل المترددين على المعهد وذويهم، قائلا: «لدينا خلية نحل تعمل داخل المعهد لتوفير كل سبل الراحة والطمأنينة للمرضى خلال تلقيهم للعلاج، ومعهد الأورام عاد للعمل وهذا يبرهن أن مصر تستطيع».
 
وشدد الخشت، على أن اللجنة من المقرر أن تنتهى من نتائج وتوصيات عملها حول حاجة المعهد من عمليات الإصلاح والترميم، وتسلم التقرير فى مدة زمنية لا تتعدى ساعات من وقت إعلان تشكيلها، مؤكدا متابعته الدورية لعمل اللجنة بشكل لحظى حول النتائج والتوصيات لحين تسلم التقرير النهائى للجنة.
 
وأطلق رئيس جامعة القاهرة، هاشتاج على وسائل التواصل الاجتماعى «فيسبوك وتويتر» لدعم المجتمع المدنى للمعهد القومى للأورام، بعد تعرض المعهد لتلفيات فى المنشآت والواجهة فى المبنى الإدارى، كما أضاف فى الهاشتاج: «معهد الأورام لكل المصريين، ومعهد الأورام لعلاج الغلابة، ومعهد الأورام ثروة قومية، وادعم معهد الأورام، وادعموا معهد الأورام من أجل المصريين، واتبرع لمعهد الأورام، وانقذ حياة مريض، وحارب معانا نرجع معهد الأورام، ومتسيبهومش للسرطان».
 
وأكد رئيس جامعة القاهرة، أنه سيتم استخدام أموال التبرعات التى تم تخصيصها لمعهد الأورام مؤخرا فى إعادة تأهيل المبنى الرئيسى والمبانى الأخرى والتي تهشمت واجهتها وغرفها الأمامية، فضلا عن تضرر أنظمة التكييف والمصاعد بسبب الموجة الانفجارية الناتجة عن الحادث الإرهابى.
 
وكشف دكتور محمد الخشت، أنه سيتم استخدام هذه الأموال أيضا فى الانتهاء من مشروع زيادة الطاقة الاستيعابية لمعهد الأورام 30% من خلال تأهيل المبنى الجنوبى للمعهد، مؤكدا أنه بدأ هذا المشروع بالفعل منذ ما يقرب من 8 أشهر، كأحد أكبر المشروعات التى تقوم بها الجامعة، وجارٍ العمل به حيث تم إنجاز ما يزيد على 25% ، وسوف يتم الانتهاء منه 2020، وهو ما يعد نقلة نوعية فى خدمة علاج الأورام فى مصر، خاصة أنه سوف يجهز بأحدث الأجهزة على مستوى العالم طبقا للمواصفات الدولية، موضحا أن المستشفى يستقبل المرضى من جميع أنحاء الجمهورية بواقع 272 مريضا يوميا فى المتوسط، كما يتلقى 100 مريض يوميا العلاج الكيماوى بفرع التجمع الأول.
 
وأكد رئيس جامعة القاهرة، أنه الجامعة تعمل على زيادة عدد الأيام التى يستقبل فيها المعهد المرضى لأغراض الكشف المبكر على الأورام، وأن هناك خطة متكاملة لتطوير معهد الأورام، مشيرا إلى أنه طبقا لآخر إحصاء بلغ عدد المترددين على المعهد 306477 سنويا، مؤكدا أن عدد المرضى المترددين لأول مرة على المعهد يبلغ 26858 وعدد المرضى الداخلين سنويا للمعهد 7261، وأن المعهد يضم نخبة متميزة من أساتذة الأورام على مستوى مصر.
 
وأوضح الخشت، أن عدد العمليات التى تجرى سنويا بالمعهد بلغ 4804، وعدد حالات قسم الأشعة 61242، كما أن عدد حالات قسم الطب النووى 6571، وعدد حالات الكيماوى مجاني بالمعهد 21621 حالة، وعدد حالات الكيماوى تأمين بالمعهد 7319، وعدد حالات كيماوى الأطفال 15347، وعدد مرضى الرعاية جراحة بالمعهد 675 مريضا سنويا، إذ يضم المعهد 313 سريرا حاليا.
 
كما قام الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، بعدة جولات تفقدية للمعهد، وكلف بتشكيل لجنة من أساتذة كلية الهندسة بجامعة القاهرة لمراجعة السلامة الإنشائية للواجهة المتضررة من المبنى الإدارى للمعهد، وتقديم تقرير فورى بذلك.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق