«صوت الأمة» داخل «المسجد الزينبي»: بلطجة.. سرقات.. واعتداءات

- مداخل المسجد تحولت إلى سبوبة للمتسولين والباعة الجائلين

زحام يملأ المكان.. مواطنون من كل حدب وصوب جاوا للتبرك بصاحبة المقام.. عند دخولك للمسجد تجد عند كل باب مجموعة من المتطوعين يقفون ليأخذوا منك أموالك مقابل الدخول ومن لا يدفع يقومون بسبه وربما «ضربه» والاعتداء عليه فادفع تسلم.. هذه أول المشاهد التي تجدها عند الدخول إلى مقام المشيرة الكريمة «السيدة زينب»، وبداخل المسجد الناس يتوافدون للصلاة ومنهم من يحتمي من أشعة الشمس.

 

لا تنقطع الضوضاء عن محيط المسجد، أشخاص تنام في كل ركن وزاوية.. اشتباكات ونداءات بأصوات جهورية تملأ المكان لا تراعي سكينة وهدوء المكان، ويبدأ الموؤذن في رفع الصلاة وفجاءة يقوم شخص بإيقاظ النائمين للصلاة، وأثناء ذلك تجد شخص ينادي: «أنا اتسرقت ويجري هنا وهناك ولكن دون جدوى.

 

هذا هو المشهد المتكرر داخل الحرم الزينبي، بلطجية ينتشرون خارج وداخل المسجد يسيطرون على كل شيء بدء من بوابات الدخول وحتى الضريح، ومن لا يدفع لهم يتم الاعتداء عليه وسرقته في بعض الأحيان، الغريب في الأمر أن هذا يتم تحت سمع وبصر الجميع بالمسجد من مسئولي الأوقاف إلى إمام المسجد الذي اتهمه الأهالي في مذكروة رسمية بالتواطؤ مع البلطجية والصمت عن سيطرتهم على المسجد.

 

 

«صوت الأمة» ذهبت إلى هناك وتجولت في حضرة المسجد الزينبي لتحقق المشهد في محيط المسجد، كان مؤسفا الباعة الجائلين يسيطرون على المشهد، نصبات للشاي عشوائية منتشرة بشكل ملحوظ من الممكن أن تحدث بسببها كارثة بسبب أنابيب الغاز، رجال ونساء يسيطرون على المداخل الخاصة بالمسجد ومحيطه يقومون بجمع أموال من المترددين ومن لا يدفع يأخذ جزاءه من الألفاظ واللكمات.

 

عند بداية دخول المسجد يقف عدد من الأشخاص على «الجزمات» الخاصة بالاحتفاظ بأحذية المصلين نظير مبلغ مالي، والغريب في الأمر أن بعضهم يقومون بالتدخين على باب المسجد، بمجرد أن تدخل تجد أشخاص منتشرون في المكان يتجولون وبعضهم نائم على الرغم من أن الصلاة مقامة، وبمجرد دخولك إلى المقام، تجد زحام شديد وبعض الصوفيين ينشودون بالداخل وهناك من المتطوعين من يقومون بمساعدة الأشخاص المريدين وتنظيم السير داخل المقام.

 

«ماجد. س».. أحد سكان المنطقة السيدة زينب،  قال إنه من مريدي المسجد وأن ما يحدث كل يوم من سرقات واعتداء على المصلين والمترددين على المسجد، وأن سيطرة البلطجية على المداخل والمخارج وكذلك وجود بعض اللصوص لسرقة المصلين ماساة كبرى، مشيرا إلى أن ذلك يتم تحت سمع وبصر الشيخ عبد الخالق، إمام المسجد، وقد سبق أن قمنا بالشكوى له مررا وتكرارا، ولكنه لم يفعل شيء، ونحن علي علم بعلاقة بعض المتطوعين بأمام المسجد ولذلك لا يستطيع أن يقترب منهم.

 

وأضاف أنهم تقدموا بعدة شكاوى وتم إرسالها إلى وزارة الأوقاف عبر الفاكس ولم يتحرك أحد، لافتا إلى أن لجان التفتيش تذهب إلى المسجد وتنصرف دون أي شيء يذكر، مؤكدا أن حالة المسجد تسوء كل يوم عن ما قبله، والمترددين على المسجد في حالة استياء بسبب انتسشار المتسولين والمحتالين بمحيط وداخل المسجد.

 

 

في نفس السياق، قال «ط. ع»، أحد المترددين على المسجد، أنه تعرض لحادثة سرقة داخل المسجد، وذلك أثناء الصلاة، مضيفا: «قام أحد الأشخاص بالاستيلاء على هاتفي المحمول وشنطة يد بها بعض المتعلقات الشخصية، وفر هاربا بين المترددين وقمت بتتبعه عبر الكاميرات، إلا إن مسئولي المسجد أنكروا معرفتهم به على الرغم من تأكيد المصلين أن هذا الشخص دائم التردد وأنهم يعرفونه، وقمت بعمل محضر بقسم شرطة السيدة زينب ولكن دون جدوى».

 

وأشار إلى أن ما يحدث كل ساعة من مهازل سرقات واعتدات داخل المسجد الزينبي وكلها مسجلة بالكاميرات المثبتة بالمسجد، ولا يتحرك أحد من مسئولي الوقاف أو أمام المسجد بثبيت علاقتهم بهؤلاء خاصة هو ثبوت ترددهم مرة أخرى بعد حوادث السرقة، ولا يمنعهم أحد من الدخول أو يقوم بتسليمهم للشرطة. 

 

بعض الأشخاص يقومون بإيقاظ النائمين من المسجد وذلك بسبب أن حالات سرقة كثيرة تحدث داخل المسجد، خاصة مع الأشخاص الغرباء وللاسف كما اكد احد عمال المسج ان المسئولين مش قادرينتسيطر علي الخارجين  وحتى خدام الجامع بيخافوا يقربوا من الحرامية  لذا تكثر الشتائم داخل حرم المسجد والمشادات بسبب حالات «الاستباحة» التى يعيشها المسجد. «أنا كل يوم بيجيلى أكثر من 8 حالات ناس جيوبهم مقطوعة لأنهم اتسرقوا وهما نايمين»، هكذا قال أحد العمال بوزارة الأوقاف رفض ذكر اسمه.

 

 

علي باب مدخل السيدات لم يختلف المشهد كثيرا مشاجرات وسرقات وسيدات ورجال يسيطرون على المشهد، سباب وضرب بين السيدات والشباب المرتزقة أمام وداخل المقام الزينبي.. ولم يرحم البلطجية والمتطوعين السيدات وكبار السن والمصلين، فمن لا يدفع المعلوم يتم طرده من مصلي السيدات ولا يتمكن من الجلوس ولا الصلاة داخل المقام، وعادة ما تنشب بينهم «خناقات» مشاهد مثيرة تشاهدها داخل مصلى السيدات من اعتدات وسرقات وتبادل سباب وشتائم، والذهول يخيم على وجوه الناس مما يشاهدونه في ظل صمت تام من مسئولي الأوقاف.

 

 

«صوت الأمة» حاولت التواصل مع إمام المسجد الشيخ عبد الخالق، إلا أنه كان غير متواجد في مكتبه، وتم توثيق بعض التجاوزات بالصور والفيديو وشهادات الأهالي، بالإضافة إلى حصولنا على الشكوى المقدمة من الأهالي والمترددين على «المسجد الزينبي» إلى قسم شرطة السيدة زينب عن التجاوزات التي تحدث بالمسجد.