تامر الشهاوي.. أسد على الصحفيين و«نعامة» أمام مشكلات دائرته

الأحد، 25 أغسطس 2019 08:27 م
تامر الشهاوي.. أسد على الصحفيين و«نعامة» أمام مشكلات دائرته
تامر الشهاوى
أمل غريب

«الحق لا يعرف بالرجال، وإنما يعرف الرجال بالحق»، كانت هي المقولة التي وصف بها الإمام علي رضي الله عنه وأرضاه، «الرجال»، ومواقفهم من الحق وبيان الضلال، تحت أي ظرف من الظروف، ومع أي متغيرات يتعرضون لها، فهم يظلون ثابتون على مبادئهم وقيمهم ورسالتهم وشعاراتهم التي يدعون لإعلاء شأنها.

خلال الساعات القليلة الماضية، سقط النائب تامر الشهاوي في أولى الاختبارات التي يتعرض لها على أرض الواقع، بعيدا عن الشعارات الرنانة التي يتغنى بها عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وكذلك لقاءاته المتعددة عبر شاشات القنوات الفضائية، التي يحل ضيفا كريما على برامجها، للحديث عن القوانين والقرارات البرلمانية والحكومية، ناسيا عن عمد أو عن حسن نية قضايا ومشكلات أبناء دائرته الانتخابية «مدينة نصر»، وشن هجوما حادا على وسائل الإعلام بعدما نُشر تقرير صحفي يعبر عن حجم الغضب الذي تملك أهالي الدائرة من غياب تام للنائب الموقر، منذ فوزه في الانتخابات البرلمانية، وإهماله لأبسط مشكلات الدائرة.

النائب تامر الشهاوى
النائب تامر الشهاوى

تامر الشهاوي يشهر سيفه في وجه الصحفيين

اختبار الإعلام الذي تعرض له النائب تامر الشهاوي، كان سهلا وبسيطا، استهدف بيان مدى تفاعل النائب مع مشكلات واستغاثات أهالي دائرة مدينة نصر، تحقيقا للحق الذي من المفترض أن يُعرف به الرجال، ومنهم الشهاوي الذي أقسم القسم الدستوري، بأن يحترم الدستور والقانون، وأن يرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، إلا أن الأمر الواقع الذي رصده التقرير الصحفي، على ما يبدو قد أثار غضب واستياء النائب الموقر، وتملكه الغضب وراح يهدد ويتوعد وسائل الإعلام والصحفيين والجريدة التي نشرت تقرير استغاثات أهالي دائرة مدينة نصر، حتى أنه هدد باستخدام كافة أدواته البرلمانية، وأشهر أسلحته في وجه رجال الصحافة، ملوحا بتقديمه بلاغا للنائب العام، وتقديم استجوابات تحت قبة البرلمان، ولجان تقصي الحقائق، ونسي المطالبة بإعلان حالة الطوارئ واستصدار أمرا بإغلاق الجريدة والموقع، بل والإمعان في الانتقام بتسريح مئات الصحفيين الذين أصابتهم لعنة الجرأة وتعرضوا للنائب بنشر حقائق واستغاثات أهالي دائرة مدينة نصر، وشكواهم من تجاهل الشهاوي لهم.

تامر الشهاوى
تامر الشهاوى

وئد الصحفيين لأجل خاطر تامر الشهاوي

يبدو أن النائب تامر الشهاوي، صديق القنوات الفضائية التي يظهر على شاشاتها، كنوع من أنواع التواجد على الساحة الإعلامية وتعويض غيابه عن قاعات مجلس النواب، الذي تبينه محاضر الجلسات الرسمية للمجلس الموقر، لن يتوانى لحظة عن سحق الإعلام وتكميم أفواه الصحفيين بل ووأدهم أحياء، وإغلاق كل الصحف والمواقع وتشكيل لجان رقابية مهمتها الأولى والأخيرة مراجعة كل كلمة تنشر في الصحف والمواقع الإلكترونية، إذا أمتلك السلطة التي تخول له ذلك، حتى يضمن إسكات أي رأي يخالف ما يقوله النائب الموقر أو يتعارض مع رؤيته التي لا يعلم عنها أي من المواطنين شيئا ومنهم أهالي دائرة مدينة نصر، الذين تباروا في مساندته وإعطائه أصواتهم الانتخابية في صندوق الانتخابات، أملا في أن تكون الدماء الشابة والوجوه الجديدة سندا لهم تحت قبة البرلمان.

تامر الشهاوي عضو مجلس النواب
تامر الشهاوي عضو مجلس النواب

 

الحل هو الحبل.. منع الإعلام هو الأسهل

استغل النائب الموقر تامر الشهاوي، كل سلطاته النيابية، وهو من يمثل كل جموع الشعب المصري، لتهديد الصحفيين بالزج بهم في السجون، بل وتفرغ لشن حملة لإسكات وسائل الإعلام وإثنائها عن دورها ورسالتها الأولى، التي تعبر عن مشاكل وهموم المواطنين، لوضعها أمام المسؤلين وأولهم أعضاء مجلس النواب الموقرين، فبدلا من أن يسعى النائب المحترم للتعرف على أزمات أهالي دائرته مترامية الأطراف، والعمل على حل مشكلاتهم أو استخدام أدواته البرلمانية، من تقديم الاستجوابات وطلبات الإحاطة والأسئلة للمسؤلين عن الدائرة والمجلس المحلي وغيرهم، راح يطالب بمنع الإعلام، فقط لأن أهل المهنة تجرأوا ووضعوا أكوام المشكلات أمام النائب الموقر، فعلى مدار 4 أدوار انعقاد لدورات مجلس النواب المصري، لم نر للنائب الكريم معركة واحدة لصالح دائرته ومشكلاتها، ولم يتدخل لحل أزمات الكهرباء وانقطاع المياه والقمامة والصرف الصحي والرصف والطرق، وغيرها من المشكلات التي تأن لها الدوائر الانتخابية، كذلك لم نشاهد له أي كرامات ولم نسمع له صوتا أو نرى له دورا ولا رأيا خلال جلسات مناقشات القوانين التي تمس رجل الشارع ولا حتى القوانين التي تحمي الأمن القومي المصري.

وعلى الرغم من أنه أحد أعضاء لجنة الدفاع والأمن القومي تحت قبة البرلمان، بل راح يسن سكاكينة ويشهر أسلحته ويكشر عن أنيابه لوسائل الإعلام، مخرجا لسانه لأبناء الشعب الذين اختاروه ووضعوا كل أمالهم عليه في استشراف مستقبل أفضل لدائرتهم ومن ثم وطنهم، فقرر فجأة شن هجوما على الإعلام مستخدما 600 من أعضاء مجلس النواب، كأداة في يده يحركها كيفما يشاء ووقتما يريد، وفقا لأهوائه الشخصية ومصالحه الخاصة، وهو ما لن يرضي النواب الموقرين، الذين سيرفضون بالطبع، استخدامهم كوسيلة في يد النائب تامر الشهاوي، فبالتأكيد هم أكبر من ذلك ولا يرتضون لأنفسهم هذه المهانة.

تامر الشهاوي
تامر الشهاوي

هل يسمح 600 عضو برلماني بأن يكونوا آداة «رخيصة» في يد تامر الشهاوي؟

علينا هنا أن نسأل النائب الموقر تامر الشهاوي، هل استئسادكم على الإعلام وتهديدكم للصحفيين والزج بأسمائهم في القضايا وتقديم البلاغات ضدهم أمام النيابة العامة والتلويح بتسريحهم وإغلاق الصحف والمواقع الإلكترونية هو الاختيار الأمثل الذي أهتديت إليه لحل مشكلات وأزمات دائرة مدينة نصر؟ وهل تكميم الأفواه سيجعل أبناء أهالي الدائرة يشعرون بالفرق ويعلقون لكم يافطات الشكر لحلكم مشكلاتهم العالقة؟ وهل تكميم الأفواه ووئد الصحفيين هي الوسيلة الأنسب التي ستشعر معها بأنك النائب الأمثل الذي لايغف له جفن وأحد رعيته يؤرقه همُ ما؟

بدورنا نحن وسائل الإعلام المهمومة بمشكلات وهموم المواطنين ورجل الشارع، نضع الملف كاملا أمام معالي رئيس مجلس النواب الدكتور علي عبد العال، خاصة وأن النائب الموقر تامر الشهاوي، قد تحدث بأسم جميع أعضاء مجلس النواب وقوامهم 600 عضو، مما يصنع صداما حقيقيا بين واجبات وتوجهات البرلمان الموقر، وبين ما يقره الدستور وتسنة القوانين، وكذلك بما يتعارض مع التزامات المجلس بموجب القانون واللائحة الحاكمة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق