حريق رئة الأرض.. والوجه القبيح لواشنطن

الخميس، 29 أغسطس 2019 06:00 م
حريق رئة الأرض.. والوجه القبيح لواشنطن

على مدار أيام حازت أخبار حرائق غابات الأمازون على العناوين الرئيسية في الصحف ووسائل الإعلام حول العالم، لكن هذه الحرائق لم تكتف بأكل الغابات أيضا بل امتدت ألسنة اللهب إلى الدبلوماسية. ووفقا لتقارير وسائل إعلام أجنبية فقد تشاحن الرئيسان الفرنسي والبرازيلي، منذ بضعة أسابيع، ويلقي الأول باللوم على الثاني في حرائق الأمازون، ويتهمه بالكذب بشأن سياسة تغير المناخ.
 
ويضم الامتعاض الذي تفجر إلى أقصى حدوده على لسان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حلقة ملتهبة إلى سلسلة مستعرة من حلقات أزمة حرائق الأمازون المشتعلة. وكان الرئيس الفرنسي، قال، إن النساء البرازيليات يشعرن على الأرجح بالخزي من الرئيس غايير بولسونارو، ذلك ردا على سخرية الرئيس البرازيلي من زوجة ماكرون على فيسبوك.
 
من جانبه قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، (الأربعاء)، إن الولايات المتحدة لم توافق على حزمة مساعدات طارئة قيمتها نحو (20) مليون دولار للمساهمة في مكافحة حرائق غابات الأمازون، والتي أعلنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قمة مجموعة السبع الصناعية الكبرى مطلع الأسبوع.
 
وأوضح المتحدث، غاريت ماركيز، أن واشنطن مستعدة لمساعدة البرازيل على مكافحة تلك الحرائق وأن أفضل وسيلة لتنفيذ ذلك هي عبر التنسيق مع الحكومة البرازيلية. وأثارت الحرائق، التي تستعر في الغابات المطيرة في الأمازون، والتي يطلق عليها «رئة العالم» قلقا دوليا.
 
وقال ماركيز في بيان: «الولايات المتحدة مستعدة لمساعدة البرازيل في جهودها لمكافحة هذه الحرائق ولم توافق على مبادرة مشتركة من مجموعة السبع والتي لم تتضمن التشاور مع الرئيس جايير بولسونارو». ولم يحضر الرئيس الأميركي دونالد ترامب جلسة الزعماء التي عقدت عن التنوع الحيوي والمناخ، (الاثنين)، وبسؤاله عن السبب، قال ماكرون إن ترامب لديه اجتماعات ثنائية.
 
كان «بولسونارو»، رد (الأحد)، على منشور على فيسبوك قارن بين مظهري زوجته ميشيل، التي تبلغ من العمر 37 عاما، وبريجيت زوجة ماكرون، التي تبلغ من العمر 66 عاما. وكتب بولسونارو: «لا تذلوا الرجل هاهاها»، في تعليق أثار انتقادات، ووُصف بأنه «متحيز جنسيا».
 
وردا على سؤاله عن الواقعة، في مؤتمر صحفي، في بياريتس، حيث يجتمع قادة مجموعة الدول السبع، قال ماكرون إن التعليق كان «عديم الاحترام جدا» لزوجته. وأضاف: «إنه أمر محزن، إنه أمر محزن له أولا وللبرازيليين.. النساء البرازيليات يشعرن بالخزي على الأرجح من رئيسهن».
 
وتابع قائلا: «لأنني أكن الكثير من التقدير والاحترام لشعب البرازيل، آمل أن يصبح لديهم رئيس أهل للمنصب في القريب العاجل». وندد بولسونارو، في وقت لاحق (الاثنين)، بخطة ماكرون الخاصة بتشكيل تحالف دولي لحماية الأمازون، وقال على تويتر إن هذا التحالف سيعامل البرازيل كمستعمرة.
 
وأثارت صورة لحرائق غابات الأمازون نشرها ماكرون على تويتر، قبيل قمة مجموعة الدول السبع، غضبا في البرازيل. وكتب ماكرون مع الصورة «بيتنا يحترق. حرفيا». وقال ماكرون إن بولسونارو كذب عليه فيما يتعلق بالتزاماته بمكافحة تغير المناخ.
 
ومنذ تولى بولسونارو منصبه في يناير، أخذ يهاجم القواعد البيئية في البرازيل، وأعلن عن مخططات لتطوير منطقة الأمازون. وتجيش البرازيل طائرات عسكرية لإخماد الحرائق، وتصر على وصفها بالأمر الطبيعي السنوي، وتقول إن الزوبعة التي أثارها ماكرون لانتقادها ليست إلا «مراوغة سياسية».
 
ويبدو أن الملف لن يخمد قريبا، فالقضية ستنتقل إلى الأمم المتحدة، حيث وعدت فرنسا بتحويل الملف إلى طاولات المحاسبة تحت قبة قمة المناخ الدولية المرتقبة الشهر المقبل.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق