أب بلا قلب.. ترك «الخنساء» مريضة وتحملت مراراة الفقد والمرض سويا

الأحد، 01 سبتمبر 2019 08:00 م
أب بلا قلب.. ترك «الخنساء» مريضة وتحملت مراراة الفقد والمرض سويا

رحمة وابنائها

رحمة وابنائها

لم تجد من يرحمها وبناتها الصغار حتي من أقرب الناس اليها ، بعد أن هجرها زوجها الذي علم بمرضها النادر فقرر تركها وبناتها في الشارع ليصارعوا " كلاب الشوارع "، ممن حاولوا نهش لحم بناتها وممارسة البلطجة عليها لاجبارها علي اعطائهم ما يصل اليها من مساعدات أهل الخير  
 
"  الطفلة رحمة "  ذات الـ 8 أعوام العاجزة والتي تعانى فى الشارع مع أمها القعيدة ليسوا من أرباب التسول ولكنهم يعيشون على أصحاب القلوب الرحيمة الذين يأتون إليهم بفضلات طعامهم . 

 

قصتها الغريبة بدأت بعد أن فقد الأب ضميره وقرر ترك زوجته وبناته الثلاثة للشارع، فالأم الملكومة لا تستطيع عمل شئ، وابنتها الكبرى لم تصمد إلا قليلا بعد طردها فى الشارع وماتت أمام أعين أمها التى لا تنسى مشهد تشييع جثمان ابنتها ولا تصمت آذانها عن ترديد استغاثة ابنتها "إلحقينى يا ماما انا بموت"، فهى لم تتحمل عيشة الشارع وسط الذئاب ولم تتجاوب مع أكل الشارع الذى كان الملاذ الأخير للبقاء على قيد الحياة،  بعد أن تركها زوجها ثم طردهم صاحب الشقة بعد تراكم الديون عليها فكان الشارع الملجأ الوحيد.

وتقول "سوزان" الأم الملكومة إن معاناتها بدأت بعد علمها بمرضها الذي لم تجد له حل، فهى مصابة بمرض لعين هو لين العظام، فهى لم تستطع النوم إلا على جنب واحد من جسمها، كما أنها تعرضت للنحافة الشديدة، وما زاد البلة طين هو تخلى زوجها أقرب الناس إليها عنها هى وبناتها الثلاثة بعد علمه بمرضها خوفا منه أن تكون عالة عليه، وقام صاحب العقار بطردها إلى الشارع لتواجه ويلات فوق ويلاتها من تحرشات عديمى الضمير بها وببناتها الذين لا حول لهم ولا قوة .وتابعت الأم بدموع غزيرة، "بنتى ماتت ومتحملتش الألم اللى شيفينه كلنا تعبانين وماتت من الالتهاب الرئوى فى المستشفى ، ورحمة بنتى مبتمشيش، وأنا كمان مش بمشى ودوخت فى المستشفيات محدش عرف يعملى حاجة ولا عرفوا يعلجونى ومبعرش انام على ضهرى، ولا بعرف أنام إلا على جنب واحد، وبنتى رحمة نفسها تمشى زى اختها بقالى شهر فى الشارع مش لاقيه حتى أنام فيها أنا وبناتى بعد ما صاحب البيت مشانى عشان ليه فلوس كتير ورمالى حاجتنا فى الشارع، وجوزى رمانا لما لاقانى تعبت وموقفش حتى جنب بنتى اللى ماتت ورماها فى المستشفى ولا بصلها تانى ولا سأل عليهم".

وأردفت، " زوجي ميعرفش حتى انى بنته ماتت ورحت دفنتها، بنتى ماتت بقالها اسبوع روحت خدتها من المستشفى ميته، كل لما اروح مستشفى أنا أو بنتى رحمة يرمونى بره عشان معناش فلوس مبيعملوش حاجة لحد، ومن ساعة ما بقينا فى الشارع وشوفنا اللى محدش شافه ولا يكتبه على حد بنتسرق حتى من اللقمة اللى بتجلنا والشباب معندهاش رحمة وبتضايقنى انا وبناتى ومبعرفش اعمل اى حاجة انا قاعدة على كرسى ومبعرفش اتحرك وبفضل مقعده ولادى جنبى وبيجوا يقعدى جنبى ومبقدرش اقول لحد امشى من هنا معظمهم بتوع مخدرات وبرشام ومتسولين ".

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق