صالح كامل: «الروتين المصري» الأسوأ فى العالم.. السيسي واجه شعبه بالتحديات والصعوبات.. لا عرب بدون مصر.. ولفظ البنوك الإسلامية «عنصرى»- حوار-
السبت، 09 يناير 2016 06:13 م
-السيسي واجه شعبه بالتحديات والصعوبات
-الشعراوي وأمي كانا سببا في نشأة البنوك الإسلامية
-البطالة سببها الجامعات.. بيع ما ليس ملكك سبب الأزمات المالية العالمية
من فوق كرسيه المتحرك لم يستسلم للسن أو المرض لا يفوت مناسبة يكون قادرًا فيها على العطاء، حاورته «صوت الأمة» على هامش مؤتمر الفكر العربي بجامعة الدول العربية، عو أسطورة المال والأعمال والإعلام الشيخ صالح كامل صاحب استثمارات تبلغ مليارات الدولارات عبر 45 دولة حول العالم، وأحد أهم المستثمرين المشهورين في مجال الإعلام وذلك من خلال مؤسسة ART راديو وتلفزيون العرب.
عمل صالح كامل بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية السعودية، وبعد فترة قصيرة انتقل للعمل في وزارة المالية، وبعد 10 سنوات من العمل فيها، ترك العمل الحكومي واتجه إلى القطاع الخاص، الذي تفوق فيه حتى أصبح يمتلك ويدير أكثر من 12 مليار ريال موزعة على 300 شركة وبنك ومؤسسة في المملكة وفي نحو 45 دولة حول العالم.
كيف تقيم الأوضاع في مصر بعد 30 يونيو؟
مصر شهدت أكبر تظاهرات في تاريخ البشرية وحباها الله بقوات مسلحة باسلة أنقذت مصر من المجهول وبقائد صارح شعبه بالتحديات والصعوبات، ووضع العمل كأساس للتقدم، هو الرئيس عبد الفتاح السيسي، فهو لا يخدع شعبه بأحلام وردية، وأكد أنه لن يستجيب لأي مطالبة فئوية، وقال إن المرحلة القادمة صعبة عليه وعلى الشعب في نفس الوقت وتحتاج مجهودًا ضخمًا وتحديات كبيرة.
كنت من الداعمين لمؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي.. فما تعليقك علي حالة الإحباط لدى الشارع المصري من عدم ظهور تأثير للمؤتمر على المواطن البسيط؟
لدينا مسيرة طويلة بدأت بالمؤتمر ولا يجب أن يعتقد الناس أن الأموال سوف تصب عليهم صبًا، وقمت بدعم المؤتمر لأن لمصر دين في رقبتي ورقبة جيلي عندما تعلمنا على يد المعلم المصري وتم علاجنا علي يد الطبيب المصري، وتعلمنا منذ الصغر أنه لا عرب بدون مصر، هكذا قالها حكيم العرب الشيخ زايد وأكرره من بعده.
ما هي أهم العقبات التي تواجه المستثمرين في مصر؟
الروتين، الذي يوقف الطير في السماء، ولن يكون هناك طفرة حقيقية إلا بتغيير عقول الموظفين، فهناك منهم من يري أن طبيعة وظيفته وإجادته للعمل ترتبط بمدي تعقيد الأمور على الناس وليس تسهيل الأمور بما فيه صالح إنماء البلاد وتشغيل العباد.
ماذا عن أزمة البطالة التي تواجه العديد من الأقطار العربية وتستفحل في مصر؟
البطالة تفشت في الدول العربية، لأننا لا نفهم ديننا كما ينبغي، والبداية من الجامعات التي تقوم بتخريج الدفعات من الطلاب بما لا يتناسب مع سوق العمل وينبغي أن يكون هناك تخطيط بين الغرف التجارية والتعليم والتخطيط ووزارة العمل ورجال الأعمال، يجب علينا الاتجاه للأنشطة الاقتصادية التي توفر الوظائف وليس الأنشطة الاقتصادية الطفيلية التي تجني لهم الأرباح دون إفادة العباد، مثل المضاربة في الأراضي والأسهم.. الإسلام يحث على العمل، وبدون حل مشكلة البطالة فإن الإرهاب سيظل موجود، وعدم الاستقرار السياسي في الوطن العربي سيظل قائمًا، فجميع الثورات العربية بما يطلق علية ثورات الربيع العربي كان سببها البطالة وعدم العدالة الاجتماعية.
كنت من أوائل المستثمرين في البنوك الإسلامية، كيف أتت لك الفكرة وما مدى تقييمك لها؟
جاءت لي الفكرة عن طريق والدتي رحمها الله، على الرغم من أنها لم تكن تجيد القراءة ولا الكتابة، إلا إنها كانت شديدة التعلق بالله وقالت لي أن استخدام الأموال الربوية في معاملاتي البنكية حرام، وذات مرة كان الشيخ الشعراوي رحمه الله يزورنا في المنزل فقامت إليه تشتكيني فقلت له أنا مضطر يا شيخ فقال هل ستموت من الجوع هل ستموت من البرد فقلت له لا، فقال رحمة الله عليه إذا فأنت لست مضطرًا وعلمني كيف تكون المعاملات الإسلامية ونقلتها لمدير البنك الدولي الذي أتعامل معه والذي قام بنقلها إلي الفرع الرئيسي وعندما لم يجد استجابة منه قمت بمشاركته وبمساعدة الأمير فيصل رحمة الله عليه، بإنشاء البنوك الإسلامية وتضاعف حجم عملي من 3 مليون، إلى 30 مليون، كما أن البنوك كانت تعطي فائدة 4% وحققنا أرباحًا 24%.
هل أنت راض عن مصطلح البنوك الإسلامية؟
تحريم الربا موجود في جميع الأديان السماوية في اليهودية والمسيحية والإسلامية، لذا فإنني أرى أن إطلاق لفظ بنوك إسلامية هو لفظ عنصري وأفضل أن نطلق عليها "البنوك الأخلاقية" أو "البنوك الإبراهيمية" نسبة إلى النبي إبراهيم أبو الأنبياء والرسل الثلاث محمد وعيسي وموسي.
ولكن يعيب على هذه البنوك أنها تستخدم الإسلام وسيلة وليست غاية؟
كنا أصحاب رسالة عندما قمنا بإنشاء هذه البنوك ولكن هناك من يري أن الكعكة كبيرة وعليه أن يلتهم جزءًا منها فقاموا بإنشاء بنوك أطلقوا عليها إسلامية ولكنها تقوم على كل القواعد الربوية.
كيف تقيم الأزمات المالية العالمية؟
الأزمات المالية سببها، أن هناك أشخاصًا يبيعون ما ليس ملكهم وهو ما حدث في أزمة الرهن العقاري، كما أن المنتج والمستهلك أصبحا أضعف حلقات العملية التجارية فالمنتج يبيع بأقل هامش ربح ويتحمل مخاطر كبيرة والمستهلك يشتري بأسعار مبالغ فيها والربح يكون لوسطاء كلما زدناهم كلما زاد عناء المنتج والمستهلك في نفس الوقت.
هل أنت مع وجود عملة عربية موحدة؟
في الأساس كل العملات العربية ترتبط بالدولار وطالما لم ننوع هذه العملات والمعادن من النقد الأجنبي فإن العملة العربية الموحدة لن تحقق هدفها لذا يجب علينا أولا أن نتخلي عن التبعية للدولار.
ما هي الرسالة التي تود أن توجهها للشعب المصري؟
مصر مليئة بالعقول النيرة التي أضاءت الطريق للعديد من دول العالم، ويجب استغلال هذه العقول، وربط الحديث عن الحقوق بالواجبات من الحاكم والمحكومين، وينبغي عمل ثورة قانونية في أسلوب كتابة القوانين لاجتثاث الفساد.. وأقول لأحبائي في مصر المنهج الوسطي في الإسلام العبادة فيه ليست الزهد بل العمل والدين الإسلامي.. أمرنا الله بإعمار الأرض وهذا ليس فقط يتمثل في المباني الشاهقة، وإنما أن نصنع أسلحتنا ووسائل مواصلاتنا وعلاجنا.